تصاعد وتيرة القصف على الغوطة الشرقية بموازاة معارك غرب دمشق

انهيار الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام في حلب.. والرد ببراميل متفجرة

تصاعد وتيرة القصف على الغوطة الشرقية بموازاة معارك غرب دمشق
TT

تصاعد وتيرة القصف على الغوطة الشرقية بموازاة معارك غرب دمشق

تصاعد وتيرة القصف على الغوطة الشرقية بموازاة معارك غرب دمشق

تواصلت الاشتباكات في الغوطة الغربية للعاصمة السورية والغوطة الشرقية التي تعرضت أمس لقصف عنيف بالصواريخ والغارات الجوية، أسفر عن وقوع قتلى واشتباكات عنيفة اندلعت بين المعارضة وقوات النظام في عدة جبهات من حلب القديمة، عقب تفجير الفصائل مبنيين كانت تتمركز بداخلهما قوات النظام في المنطقة، ما أدى إلى «انهيار الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام».
وأفاد ناشطون، أمس، باندلاع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في منطقة الديرخبية بريف دمشق الغربي، بموازاة معارك أخرى في محيط منطقة خان الشيح بالغوطة الغربية، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك.
وبالتزامن، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة الجهة الشمالية لمدينة داريا، بحسب ما أفاد «مكتب دمشق الإعلامي» المعارض، فيما قصفت قوات النظام أماكن في الأراضي الزراعية المحيطة بمنطقة العباسية بالغوطة الغربية، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وبينما نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على حي جوبر في دمشق، المحاذي للغوطة الشرقية، تكثّفت وتيرة القصف على الغوطة الشرقية مستهدفة عربين وحرستا وزبدين ودوما، إذ أفاد المرصد السوري بسقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة في بلدة زبدين، ما أدى إلى مقتل سيدة وطفلتها، فيما سقطت قذائف على أماكن في منطقة الرحيبة.
وفي الزبداني بريف دمشق الغربي، أفاد ناشطون بسقوط 8 براميل متفجرة في تجدد القصف على المدينة، بموازاة اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في أطراف منطقة القلمون. وأوضح المرصد السوري، أن المعارك تركزت عند أطراف القلمون الشرقي، وأسفرت الاشتباكات عن أسر 4 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة واستيلاء عناصر التنظيم على آليات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
في غضون ذلك، أكدت «شبكة حلب نيوز» المعارضة، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الثوار وقوات النظام في عدة جبهات من حلب القديمة، عقب تفجير الثوار مبنيين كانت تتمركز بداخلهم قوات النظام في المنطقة، مشيرة، نقلاً عن مصادر عسكرية معارضة، إلى «انهيار الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام».
وبالتزامن مع معارك تجددت في أحياء حلب القديمة، اندلعت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر، على أطراف حي بني زيد وفي حي الخالدية شمال حلب، ترافق مع قصف من قبل الكتائب المقاتلة على تمركزات لقوات النظام في حي الخالدية.
وردت القوات النظامية بالقصف الجوي، إذ قتل طفلان اثنان جراء قصف من الطيران المروحي ببرميل متفجر على منطقة في حي كرم حومد شرق حلب، فيما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في حي باب النصر بحلب القديمة. كما سقطت عدة قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في حي باب النيرب، وحي المرجة. كما أفاد المرصد إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجرًا على منطقة في حي الصاخور شرق حلب، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء كرم البيك، وطريق الباب وعلى أماكن في منطقة الإنذارات بحي الحيدرية، ومناطق أخرى في بعيدين شمال شرقي حلب.
ونقلت قوات المعارضة القصف إلى مناطق سيطرة النظام، حيث قتل شخصان، وأصيب أكثر من 10 آخرين بجروح جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق في شارع التلل بمدينة حلب، وحيي بستان كل آب وباب الفرج والتي يسيطر عليها قوات النظام، بموازاة سقوط قذائف على شارع النيل الخاضع لسيطرة قوات النظام.
وعلى صعيد الاشتباكات بين تنظيم داعش ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة، اندلعت معارك في محيط مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بينما قتل أكثر من 20 عنصرًا من تنظيم داعش في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني)، وذلك خلال الاشتباكات التي اندلعت منذ أول من أمس بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بكتائب مقاتلة من طرف، ومسلحين قرويين موالين لتنظيم داعش وعناصر من التنظيم من طرف آخر، عقب تمكن الأخير من التسلل إلى ريف كوباني الغربي، بوساطة زوارق عبر نهر الفرات.
وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات بين الطرفين في 3 قرى بالقرب من بلدة شيوخ تحتاني، وترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف عدة ضربات استهدفت زوارق يركبها عناصر التنظيم، وتجمعات لعناصر التنظيم في الضفة الغربية لنهر الفرات، كما قضى في الاشتباكات 5 مقاتلين من الوحدات الكردية.
الجدير بالذكر، أن الوحدات الكردية مدعمة بكتائب مقاتلة تمكنت في السادس من شهر مارس (آذار) الماضي، من طرد تنظيم داعش من كامل ريف كوباني الغربي وصولاً إلى بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني اللتين سيطر عليهما مقاتلو الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة عقب طردهم لعناصر التنظيم نحو مدينة جرابلس، حيث أقدم عناصر تنظيم داعش على تفجير الجسر الواقع على نهر الفرات والذي يربط بين بلدة الشيوخ فوقاني وطريق جرابلس - منبج في الضفة الغربية لنهر الفرات، تحسبًا لمطاردتهم من قبل وحدات الحماية والكتائب المساندة لها، كذلك فجر التنظيم في منتصف مارس الفائت أجزاء من جسر قره قوزاق الواصل بين ضفتي نهر الفرات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.