قضاة تونس يطالبون سعيّد بالتراجع عن حل المجلس الأعلى للقضاء

جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)
جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)
TT

قضاة تونس يطالبون سعيّد بالتراجع عن حل المجلس الأعلى للقضاء

جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)
جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)

قال رئيس جمعية القضاة التونسيين، أنس الحمادي، أمس، إن توجه رئيس الجمهورية قيس سعيّد لحل المجلس الأعلى للقضاء «هو توجه لنسف كل مقومات السلطة القضائية»، معتبرا في الوقت نفسه أن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء «يعني وجود دولة تونسية دون سلطة قضائية لأن السلطة القضائية في تونس لها مؤسسات تضمن استقلاليتها وحياديتها ونزاهتها»، حسب تعبيره.
واعتبر الحمادي في تصريح لموقع «موزاييك إف» التونسي خلال اجتماع عام قضائي لجمعية القضاة التونسيين، أمس، أن مؤسسة المجلس الأعلى للقضاء «موجودة في دستور الجمهورية الثانية، وإلغاء هذا المجلس لا يكون إلا من خلال مرحلة تأسيسية».
وأضاف رئيس جمعية القضاة موضحا أن إلغاء المجلس الأعلى للقضاء، أو حله بطريقة وصفها بـ«الأحادية والانفرادية والمسقطة من قبل رئيس الجمهورية» هو «نسف لأحد الأعمدة الأساسية للنظام الجمهوري والديموقراطي، وهي السلطة القضائية».
في سياق ذلك، أكد الحمادي تمسك «جمعية القضاة» بالمجلس الأعلى للقضاء. داعيا في هذا السياق إلى إصلاحه في إطار حوار وطني شامل، يجمع كل الأطراف المتدخلة في الشأن القضائي.
واعتبر أن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء «سيعيد البلاد إلى مربع ما قبل سنة 2011، مربع بسط السلطة التنفيذية لنفوذها الكاملة على السلطة القضائية، وذلك من خلال التحكم في المسارات المهنية بتعيين القضاة وعزلهم وتأديبهم، وإسناد الوظائف القضائية العليا، وهي مخاطر تهدد البناء الديمقراطي وكيان الدولة»، حسب تعبيره .
ودعا رئيس جمعية القضاة الرئيس سعيد إلى التراجع عن توجهه نحو حل أو إلغاء المجلس الأعلى للقضاء «حتى لو خرج عنه ما يفيد الإصرار بذلك».
جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية سبق أن أكّد خلال لقائه برئيسة الحكومة نجلاء بودن أول من أمس في العاصمة أن مشروع حل المجلس الأعلى للقضاء جاهز وستتم مناقشته، قائلاً إنه ضروري. كما صرح بأنه «تم اللجوء إلى هذا الحل لأنه بات ضرورياً، وحان الوقت لوضع حد للمهازل التي تحصل ونستمع إليها». وعلى صعيد متصل، أكّد رئيس جمعية القضاة، أمس، استقالة 5 أعضاء من المكتب التنفيذي للجمعية احتجاجا على قرار الرئيس سعيد. مبينا أن المستقيلين تم تعويضهم بالقضاة الذين ترشحوا للمؤتمر 14 لجمعية القضاة التونسيين، وأنه تم سد جميع الشغورات، واستكمال تركيبة المكتب التنفيذي للجمعية.
من جهة ثانية، أعلنت الجامعة العامة لعمال البلديات الدخول في إضراب عام يومي 21 و22 فبراير الحالي بجميع البلديات والوكالات البلدية والمنشآت التابعة لها.
ويأتي هذا الإضراب، وفق بلاغ صادر عن الجامعة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل، بسبب ما اعتبرته «عدم جدية سلطة الإشراف في التفاوض»، بخصوص مشاكل القطاع، والتي تتمثل في «التهميش والظلم والتعسف، وما تشهده مجالس البلدية من انفلاتات وسوء استعمال للسلطة المخولة لهم من طرف القانون».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.