«الدفاع» العراقية تؤكد تطهير منطقة ناظم التقسيم في الثرثار من «داعش»

أعلن العميد الطيار تحسين إبراهيم مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية والمتحدث الرسمي باسمها استعادة السيطرة وتحرير منطقة ناظم التقسيم في الثرثار (70 كلم شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار).
وقال إبراهيم في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن قيادة عمليات بغداد وبعض القطعات العسكرية من قيادة عمليات الأنبار تمكنت من دخول منطقة ناظم التقسيم في الثرثار إثر هجوم بري واسع من 4 محاور وتمكنت قواتنا من تحرير المنطقة بالكامل». وأضاف إبراهيم أن «العملية العسكرية لتحرير منطقة الثرثار شاركت فيها أيضا إلى جانب قطعات الجيش العراقي قوات من الشرطة الاتحادية واستخدمنا الدبابات والآليات المدرعة، وفور وصولنا إلى المكان حاصرنا مسلحي تنظيم داعش من كل الجهات وتمكنت قواتنا من قتلهم جميعًا وتحرير المنطقة بالكامل، والقوات الآن ستتقدم باتجاه ناحية الكرمة لاستكمال عملية تحريرها من دنس مسلحي تنظيم داعش، وستدخل قواتنا إلى وسط المدينة قريبًا جدًا». وأشار إلى أن طائرات تابعة لسلاح الجو العراقي وطيران الجيش، إضافة إلى طائرات التحالف الدولي، شاركت في العملية العسكرية.
وفي مدينة الرمادي تستمر القوات الأمنية العراقية في تقدمها لاستعادة السيطرة على مناطق وقعت تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش داخل المدينة والمناطق المحيطة بها. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة الرمادي تشهد حاليا استقرارًا أمنيًا جيدًا وعاد عدد كبير من سكانها النازحين، وهناك سلسلة من الهجمات تقوم بها قواتنا الأمنية وبمساندة مقاتلي العشائر لتطهير مناطق الحوز والصوفية، وهناك ضربات مركزة من قبل طائرات التحالف الدولي على أماكن تمركز المسلحين وتجمعاتهم في مناطق البوفرّاج والبوذياب تمهيدًا لدخول القوات الأمنية لها وتطهيرها».
وأضاف العيساوي: «هناك عدة أسباب وأخطاء كارثية شخصناها في عملية سيطرة تنظيم داعش على بعض المناطق، ومن أهم تلك الأسباب هشاشة المؤسسة الأمنيّة وتحديدًا جهاز الشرطة الذي لم يأخذ دوره في حماية المناطق التي تقع ضمن نطاق مسؤوليته، فهناك أكثر من 10 آلاف شرطي يمثلون قوام الشرطة في مدينة الرمادي تركوا العمل، بعد الأحداث الأخيرة في المدينة بأعذار متعدّدة، مما تسبب في دخول المسلحين دون مقاومة تذكر، كما استشرى الفساد في المؤسسة بشكل خطير، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها عناصر الشرطة في المحافظة بهذا الانهيار الأمني».
وأشار العيساوي إلى أن «جهاز الشرطة في محافظة الأنبار يجب أن يعاد تشكيله بضوابط رصينة ومهنية وليس على أساس المحسوبية، التي فتكت به»، مشيرا إلى أن «محافظة الأنبار تضم 24 ألف شرطي، أكثر من 10 آلاف منهم في مدينة الرمادي، والبقية موزعون في عموم المحافظة على مساحتها الشاسعة». ولفت إلى أنّه «تم إبلاغ وزارة الداخلية بحجم الفساد والتسيّب في هذا الجهاز، لكنّها لم تتخذ أي إجراءات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، التي تحتاج إلى معالجة سريعة وفورية».
لكن قائد شرطة الأنبار كاظم محمد الفهداوي كشف لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات التي وقعت الأسبوع الماضي في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار تسببت في مقتل أكثر من 30 شرطيًا وإصابة مائة آخرين. وأضاف الفهداوي: «إن من يبسط الأمن الآن في المدينة ويمسك الأرض هم عناصر جهاز شرطة الرمادي، لكننا لا ننكر أن الكثير منهم قد ترك العمل وهرب بعائلته أثناء عملية النزوح الأخيرة «.
وفي ناحية البغدادي (90 كم إلى الغرب من الرمادي) عاود مسلحو تنظيم داعش شن الهجمات على وفي هذه المرة استهدف المسلحون المجمع السكني شرقي المدينة. وقال رئيس المجلس البلدي في الناحية، الشيخ مال الله العبيدي، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد للحكومة المركزية أن تضع حلا جذريا لهذا الأمر، فالأهالي هنا ضاقوا ذرعًا بالنزوح المتكرر من مناطقهم بسبب عمليات الكر والفر، فاليوم تسيطر القوات الأمنية على المجمع السكني الذي يضم آلاف المواطنين، وغدًا يهجم عليهم مسلحو تنظيم داعش ويحتلون المجمع وينفذون أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل».
وأضاف العبيدي: «المسلحون الآن يشنون هجوما شرسا على أطراف مدينة البغدادي والمقاتلون من أبناء العشائر وحتى القوات الأمنية يفتقدون الدعم والإسناد العسكري في السلاح والعتاد، والسكان هنا يتضورون جوعًا، خصوصًا بعدما فجّر المسلحون الجسر الرابط بين ناحية البغدادي وقاعدة عين الأسد الجوية وقطعوا بذلك الطريق البري الذي كانت تصلنا عبره المساعدات الغذائية المنقولة من بغداد عبر الجسر الجوي إلى البغدادي وحديثة مما فرض مجددًا علينا الحصار الخانق الذي تسبب في ما مضى بعدد كبير من الوفيات بين الأطفال والنساء وكبار السن بين الموت جوعًا وعطشًا أو لعدم توفر الدواء».