الدبيبة يتمسك بالسلطة... وحكومة باشاغا {خلال أسبوعين}

دعوة للتظاهر تحت شعار «كلنا في الميدان لإسقاط البرلمان»

رئيس الحكومة الليبية الجديدة فتحي باشاغا لدى وصوله إلى مطار معيتيقة قادماً من طبرق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الليبية الجديدة فتحي باشاغا لدى وصوله إلى مطار معيتيقة قادماً من طبرق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الدبيبة يتمسك بالسلطة... وحكومة باشاغا {خلال أسبوعين}

رئيس الحكومة الليبية الجديدة فتحي باشاغا لدى وصوله إلى مطار معيتيقة قادماً من طبرق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الليبية الجديدة فتحي باشاغا لدى وصوله إلى مطار معيتيقة قادماً من طبرق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

توعد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، الذي جدد تمسكه بالسلطة، بالرد إذا ما أراد خصومه «دخول البلاد في صراع عسكري دموي»، بينما أكد مجلس النواب أن فتحي باشاغا الذي نصبه المجلس رئيساً جديداً للحكومة، سيعلن تشكيلها خلال أسبوعين.
ووصف الدبيبة، في مقابلة تلفزيونية بساعة مبكرة من صباح أمس، عملية تنصيب رئيس جديد للحكومة بأنه «تعدٍ صريح» على اختصاص المجلس الرئاسي، وهو الوحيد من يحق له تغيير حكومة الوحدة الوطنية، وفقاً لخريطة طريق جنيف التي تنص على انتهاء ولاية الحكومة بانتهاء الانتخابات. وتابع: «الظروف لم تسمح بإجراء الانتخابات في موعدها، ومهمتنا هي توصيل هذا الشعب إلى الانتخابات».
وبعدما وصف باشاغا بأنه سياسي له الحق في أن يتحرك سياسياً ولا يمكن أن {نحجر تحركه}، أضاف الدبيبة: {لكن إذا أراد هو أو غيره دخول البلاد في (صراع) عسكري دموي، عندها سيكون هناك كلام آخر».
وفي تعليقه على ما حدث، غمز الدبيبة من قناة المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، قائلاً: «هذه محاولة أخرى بجلباب آخر لدخول العاصمة ولا يمكن لسكانها أن يقبلوا ذلك وسيدافعون عن أنفسهم». وأضاف: «من يريد دخول طرابلس، فأهلها سيدافعون عن أنفسهم»، لافتاً إلى أن «هناك مجتمعاً دولياً وعقلاء في هذا البلد ووطنيين يمكن أن ندخل (معهم) في حوارات».
وقال الدبيبة إنه يبحث خريطة طريق لحل الأزمة السياسية محورها وضع قانون للانتخابات البرلمانية وعرضه على مجلس النواب، مشيراً إلى أن حكومته قد تعلن عن هذه الخريطة خلال الأيام المقبلة.
وبعدما أعلن استعداده للانسحاب من الترشح للرئاسة لإنجاح مبادرته، قال إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح «طلب منه التراجع عن الترشح للانتخابات الرئاسية مقابل أن يستمر رئيساً للحكومة لفترة أطول».
وفي تعليقه على محاولة اغتياله، قال الدبيبة إنه تلقى تطمينات أمنية باعتقال المتورطين في إطلاق نار على سيارته بينما كان عائداً من مكتبه إلى منزله في طرابلس قبل يومين، لكنه لم يوجه أي اتهام لأي جهة، ونفى وجود تحذيرات أمنية مسبقة بهذا الشأن. وأضاف: «تم إطلاق النار من أعلى جسر، ليس كميناً، وأعتقد أن شخصاً أو اثنين مأجورين طلب منهما تنفيذ العملية والمغادرة بسرعة، إنها ليست عملية مخططاً لها، والتحقيق جارٍ من جميع الأجهزة الأمنية في الدولة».
وتطرق إلى علاقته بتركيا، وقال: {علاقتنا كانت أغلبها اقتصادية وعقودها فاقت 20 مليار دولار، ونحن نريد تطويرها}، مشيراً إلى أن علاقته مع مصر جيدة جداً وشركاتها تعمل في ليبيا و{نعمل على تطوير علاقاتنا إلى الأفضل}.
من جهتها، دعا بيان باسم «الهيئة الطرابلسية» إلى مظاهرات في مختلف المدن الليبية بما فيها العاصمة دعماً للدبيبة والمطالبة بإسقاط مجلسي النواب و«الدولة»، وإعلان الاعتصام العام تحت شعار «كلنا في الميدان لإسقاط البرلمان»، بينما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود في طرابلس، أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية جديدة حول مكتب الدبيبة، غير أنه لا توجد أي علامة في الوقت الحالي على مواجهة بين أنصار المعسكرين المتنافسين.
في غضون ذلك، أعلن مجلس النواب أن باشاغا سيشكل حكومته خلال أسبوعين، وأوضح الناطق باسم المجلس عبد الله بليحق، في بيان له مساء أول من أمس، أنه وبناء على تعليمات رئيسه عقيلة صالح ، سلم مدير مكتب شؤون الرئاسة لباشاغا قرار تكليفه بتشكيل حكومته في غضون 15 يوماً من تاريخه.
بدوره، تعهد باشاغا رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، بالتعاون مع مجلسي النواب والدولة، وقال إن الحكومة لا يمكن أن تنجح دون التعاون والعمل المشترك مع السلطة التشريعية. وأضاف في كلمة مقتضبة لدى وصوله إلى مطار معيتيقة قادماً من مدينة طبرق على متن طائرة تقل أعضاء من مجلس النواب: «ثقتهم أمانة في عنقي. سوف أكون عند حسن الظن إن شاء الله». وتابع: «سوف نتعاون دائماً، لا مكان للكراهية أو للحقد، أو الانتقام، نفتح صفحة وطنية جديدة أساسها السلام والمحبة والمصالحة والمشاركة والعمل الجماعي».
وبعدما وجه الشكر لبعثة الأمم المتحدة على جهودها، وأعرب عن تطلعه للتعاون الإيجابي والعمل المشترك معها، شكر باشاغا حكومة الدبيبة، قائلاً إن الأخير تحمل مسؤولياته في فترة صعبة و{هذه هي الديمقراطية التي تضمن التداول السلمي على السلطة}، معرباً عن ثقته بأن الحكومة ستلتزم بهذه المبادئ الديمقراطية. بدوره، تجاهل محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي هذه التطورات، لكنه أشاد لدى حضوره أمس، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، حفل تخريج دفعة جديدة من منتسبي جهاز المخابرات الليبية، بما وصفه بالجهود الكبيرة التي بذلها العاملون بالجهاز في حماية أمن وسلامة الوطن، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، واعتبارها من المؤسسات الأمنية المهمة التي حافظت على واجباتها وأهدافها في تحقيق أمن وسلامة ليبيا.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.