قرار مسرب وتوبيخ و«بيان» يرمي مركز «التحكيم» في عين العاصفة

مدرجات ملعب الجوهرة كما بدت أمس في مباراة الاتحاد والنصر (الشرق الأوسط)
مدرجات ملعب الجوهرة كما بدت أمس في مباراة الاتحاد والنصر (الشرق الأوسط)
TT

قرار مسرب وتوبيخ و«بيان» يرمي مركز «التحكيم» في عين العاصفة

مدرجات ملعب الجوهرة كما بدت أمس في مباراة الاتحاد والنصر (الشرق الأوسط)
مدرجات ملعب الجوهرة كما بدت أمس في مباراة الاتحاد والنصر (الشرق الأوسط)

بعد أكثر من أسبوعين على صدور قرار لجنة الانضباط التابعة لاتحاد الكرة السعودي بمنع الجمهور من حضور مباراة الاتحاد والنصر التي جرت أمس، بسبب مخالفة انضباطية على جماهير الأول «رمي فوارغ خلال مباراة الفيصلي»، أصدر مركز التحكيم الرياضي بيانا صحافياً تعليقا على الأنباء الإعلامية المتداولة على نطاق واسع في الساعات الأخيرة قبل انطلاق مواجهة الاتحاد والنصر بشأن صدور تعليق مؤقت لعقوبة منع الحضور الجماهيري في المواجهة التي أقيمت أمس ضمن منافسات الجولة العشرين من الدوري السعودي للمحترفين.
وقال مركز التحكيم الرياضي في بيانه: يفيد المركز بأن المنازعة ما زالت منظورة لديه، وأن الفصل فيها سيتم بعد استكمال الإجراءات طبقاً لما تقضي به النصوص النظامية الواردة في النظام الأساسي والقواعد الإجرائية لمركز التحكيم الرياضي السعودي.
وختم المركز بيانه: يؤكد «التحكيم الرياضي» عدم صحة ما تم تداوله من تعليق العقوبة الصادرة من لجنة الانضباط والأخلاق كون هذا الإجراء يخضع لعدة معايير لم تتحقق في الطلب المقدم.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن المركز اتخذ عبر لجنة من محكمين قراراً بتعليق قرار لجنة الانضباط ضد جمهور مباراته أمام النصر أمس لكن اللجنة الثلاثية المكلفة من المحكمين لاقت غضبا شديداً من مسؤولين في اتحاد الكرة ولاقوا توبيخا شديداً بدعوى أن القرارات لم تكن نابعة من أسس قانونية بل كانت «اجتهادات شخصية مثيرة للاستغراب».
من ناحيته، أكد أحمد الشيخي القانوني والأكاديمي المتخصص بتسوية النزاعات الرياضية أنه من ناحية المبدأ لا يحق لمركز التحكيم الرياضي النظر في أي نزاع إلا في الحالات التي يوقع فيها أطراف المشكلة على «اتفاق تحكيم» سابق أو لاحق لنشوء النزاع، مشيرا إلى أنه «في الحالة التي أمامنا الآن يعتبر «النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم» بمثابة اتفاق التحكيم بين نادي الاتحاد من جهة، والاتحاد السعودي لكرة القدم من جهة أخرى».
وقال الشيخي لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق التحكيم هذا بين الطرفين (أي النظام الأساسي) يؤكد على عدم اختصاص المركز بكل ما يتعلق بقرارات منع الجمهور (المادة 62، الفقرة 2/ب)، وبالتالي فليس من اختصاص المركز نظر هذا النزاع من الأساس، وبوجهة نظري أن المركز لا يحتاج إلا لدقائق حتى يفصل في موضوع الاختصاص، وبالتالي لا يتصور أن يلجأ المركز لما يعرف بالتدابير الوقتية (أو الطلبات المستعجلة)، حيث إنه لا يمكن العمل بالتدابير الوقتية إلا إذا كان المركز مختص بالفعل في نظر النزاع الأصلي، أما إذا كان المركز غير مختص أساساً بنظر النزاع الأصلي كما في هذه الحالة الآن؛ فلا يحق له اتخاذ تدابير وقتية كتعليق العقوبة (المادة 29، الفقرة 2/4 من القواعد الإجرائية لمركز التحكيم).
وأوضح أن مركز التحكيم غير مختص بالنظر في هذا النزاع، مضيفاً: يجب أن يكون مختصاً في النظر في القضية حتى يكون له الصلاحية في اتخاذ التدابير الوقتية ذات العلاقة بالقرار، ومنها الطلبات المستعجلة كتعليق العقوبة الخاصة باللعب دون جماهير.
وبالنسبة لما يتردد بخصوص أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد وقع مع نادي الاتحاد على اتفاقية تحكيم جديدة تقضي باختصاص المركز بنظر هذه القضية؛ فإن ذلك الاتفاق - إن تم - سيكون متعارضاً مع النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم، وأعتقد أن إجراءً كهذا هو بمثابة (تعديل) للنظام الأساسي، ولا يملك الاتحاد السعودي صلاحية تعديل نظامه الأساسي، حيث إن ذلك هو حق أصيل للجمعية العمومية (فقط).
وأما بشأن فرضية أن يتدخل مركز التحكيم ويصدر قراراً نهائياً (أو حتى مجرد تدبير وقتي) في مسألة هو غير مختص بنظرها من الأساس؛ فإن ذلك - إن تم - يعتبر مخالفةً صريحةً للنظام الأساسي لمركز التحكيم، وتلك المخالفة في رأيي تستدعي التدخل الفوري من رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، الذي يملك الحق في إعادة تشكيل مجلس إدارة مركز التحكيم بحسب المادة (13، النظام الأساسي للمركز).
وتابع الشيخي: الطريق القانوني لإلغاء عقوبة منع الجمهور هو الفصل الـ14 من لائحة الانضباط (المراجعة والعفو)، فلو تمكن الاتحاد من العثور على أدلة جديدة ومؤثرة بالقضية، ولم يكن له العثور عليها من قبل (كتقرير مثلاً من النيابة العامة يفيد بالقبض على المتسببين برمي القوارير ومعاقبتهم)؛ ففي هذه الحالة يمكن التقدم بتلك الأدلة الجديدة للجنة الانضباط خلال 10 أيام من تاريخ اكتشافها، وتستطيع اللجنة بدورها النظر في طلب المراجعة ولها تعليق أو حتى إلغاء العقوبة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».