ميقاتي يستعين باللبنانيين لـ«وقف الانهيار»

رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتصفح أحد الكتب في المكتبة الوطنية أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتصفح أحد الكتب في المكتبة الوطنية أمس (أ.ف.ب)
TT

ميقاتي يستعين باللبنانيين لـ«وقف الانهيار»

رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتصفح أحد الكتب في المكتبة الوطنية أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتصفح أحد الكتب في المكتبة الوطنية أمس (أ.ف.ب)

دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم إلى التعاون مع الحكومة في مهمتها الواضحة، وهي وقف الانهيار والعمل لإنجاز خطة نهوض تضع لبنان على سكة التعافي والاستقرار، وتشرف على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، باعتبارها استحقاقاً دستورياً أساسياً وفرصة للتغيير الذي يأمله اللبنانيون».
وقال ميقاتي خلال رعايته إعادة افتتاح المكتبة الوطنية في بيروت، بعد الانتهاء من أعمال ترميم البناء الذي تضرر إثر انفجار مرفأ بيروت: «إننا نأمل في الفترة القليلة المقبلة أن نطلق البرنامج الوطني للتعافي الاقتصادي والمالي بعد إنجاز المفاوضات مع (صندوق النقد الدولي)»، لافتاً إلى أن «هذه الخطوة من شأنها أن تضع وطننا على طريق الحل التدريجي الذي سيعيد لوطننا عافيته واستقراره».
وأضاف: «مسارنا طويل، ويلزمنا وقت للمواءمة بين الوضع الذي وصلنا إليه والوضع المعيشي»، مشدداً على أن «الحكومة جادة لإيجاد كل الحلول الممكنة». وأوضح: «لدينا الموازنة التي سيقرها مجلس الوزراء لإرسالها لمجلس النواب، وفي الموازنة مواد تنصف الموظفين في الإدارة العامة، وبعدها هناك خطة التعافي الاقتصادي، وهي باب للوصول إلى (صندوق النقد الدولي)، وهي خطة لبنانية وطنية للخروج من الأزمة».
وأكد ميقاتي أن «الإصلاحات ليست مطلوبة فقط من (صندوق النقد الدولي)، بل هي ضرورية لمصلحة لبنان، وهي مناسبة لنقوم بها، وستكون موجعة لسوء الحظ، ولكننا مضطرون لأن نمر بها للوصول إلى الضوء والخروج من النفق».
وشدد ميقاتي على أن «بيروت كانت وستبقى أمّ الشرائع ومدينة عصية على اليأس، فرغم كل ما يحيط بنا من تحديات وهموم سياسية واقتصادية واجتماعية، سيبقى للكلمة والثقافة عنوانها في قلب هذه العاصمة، كشاهد حي على أن بيروت لن تموت، ولو تدمرت بظروف مختلفة، ستنهض مجدداً لتبقى منارة هذا الشرق».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».