بلينكن في أستراليا لتعزير التحالفات ضد «الإكراه» الصيني

«مصدر قلقه الأكبر» النزاع الروسي ـ الأوكراني... وبكين تتهم واشنطن بـ«خيانة» الديمقراطية

القائم بأعمال السفارة الأميركية (يسار) يستقبل بلينكن لدى وصوله إلى ملبورن للاجتماع مع مجموعة «الرباعية» (رويترز)
القائم بأعمال السفارة الأميركية (يسار) يستقبل بلينكن لدى وصوله إلى ملبورن للاجتماع مع مجموعة «الرباعية» (رويترز)
TT

بلينكن في أستراليا لتعزير التحالفات ضد «الإكراه» الصيني

القائم بأعمال السفارة الأميركية (يسار) يستقبل بلينكن لدى وصوله إلى ملبورن للاجتماع مع مجموعة «الرباعية» (رويترز)
القائم بأعمال السفارة الأميركية (يسار) يستقبل بلينكن لدى وصوله إلى ملبورن للاجتماع مع مجموعة «الرباعية» (رويترز)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، أمس (الأربعاء)، محادثات في ملبورن، كجزء من استراتيجية لتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادي ومواجهة سياسات «الإكراه» و«العدوان» الصين، في زيارة اعتبرتها نظيرته الأسترالية، ماري باين، دليلاً على تركيز الحلفاء على المنطقة، رغم انشغالاتهم الراهنة بمعالجة المخاوف من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا. وهبطت طائرة بلينكن في المدينة الأسترالية، ثم توجه إلى اجتماع مع باين ونظيريهما الهندي سوبرامنيام جايشانكار والياباني يوشيماسا هياشي، في إطار مجموعة «الرباعية» التي تشكلها دولهم. وهذا الاجتماع هو الرابع من نوعه على المستوى الوزاري لـ«التكتل الديمقراطي» الذي أُنشيء لمواجهة الصين. ومن المقرر أن يزور بلينكن فيجي، ويناقش المخاوف الملحَّة في شأن كوريا الشمالية، مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، في هاواي. وهذه الزيارة هي أول رحلة إلى هناك، بعد إعلان الشراكة الأمنية الثلاثية المعززة المعروفة باسم «أوكوس» بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي تتضمن صفقة لبناء غواصات تعمل بالدفع النووي لأستراليا، كجزء من الردع المعزز ضد التوسع العسكري الصيني، عبر منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وفي حديث مع الصحافيين أثناء رحلته، قال بلينكن إن «الرباعية» صارت آلية قوية في المساعدة في حملة التطعيم ضد «كوفيد - 19»، وتعزيز الأمن البحري، وضد «العدوان والإكراه» في منطقة المحيطين الهندي والهادي، إشارة ضمنية إلى الصين.
واعتبر أن العمل بين الدول الأربع مشابه للجهود التي تدعمها الولايات المتحدة في أجزاء أخرى من العالم «لبناء وتنشيط ودفع تحالفات مختلفة من الدول التي تركز على قضايا متداخلة في بعض الأحيان»، مضيفاً أن هذه التجمعات تسمح للبلدان باستخدام نقاط قوتها الخاصة للتركيز على مسائل مهمة، مثل تغير المناخ وفيروس «كوفيد - 19» والتقنيات الناشئة. ورغم أن الهدف المعلن للزيارة هو تعزيز العلاقات في المحيط الهادي، أقر بلينكين بأن النزاع الروسي - الأوكراني لا يزال مصدر قلقه الأكبر، مضيفاً أنه تحادث مع العديد من نظرائه خلال الرحلة إلى أستراليا من أجل التنسيق ضد «العدوان الروسي على أوكرانيا». وتوقع أن يتحدث في الأيام المقبلة مع زملائه من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، من بين دول أخرى، حول هذا الملف. غير أن وزيرة الخارجية الأسترالية أكدت أن الاجتماع يوجه رسالة إلى بكين، مفادها أن الأمن في المحيطين الهندي والهادي لا يزال يمثل تحدياً مهماً للولايات المتحدة.
وقالت إن اجتماع وزراء «الرباعية» بمثابة تعبير فعلي عن إيلائهم «الأولوية لقضايا» هذه المنطقة، بيد أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن أوكرانيا والعلاقة بين بكين وموسكو ستكون أيضاً موضوعاً للمناقشة. ويتوقع أن يتصدى بلينكن للتهديدات التي تشكلها «الشراكة الاستبدادية المتنامية» بين روسيا والصين، خصوصاً بعد اجتماع بكين بين الرئيسين فلاديمير بوتين شي جينبينغ على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وكانت الولايات المتحدة تأمل في أن يُظهر اجتماع شي - بوتين حذر بكين من الحشد العسكري الروسي على طول الحدود الأوكرانية. وبدلاً من ذلك، التزم شي الصمت إلى حد كبير بشأن هذه المسألة، علماً بأن الصين تؤكد بشكل متزايد عزمها على إعادة توحيد جزيرة تايوان مع برها الرئيسي. وبينما يسلط بلينكن الضوء على فوائد دول المحيطين الهندي والهادي في مواءمة الديمقراطيات والقيم الديمقراطية، رأى كبير الدبلوماسيين الأميركيين في آسيا، دانيال كريتنبرينك، أن المناقشات ستوضح «التحديات التي تفرضها الصين على تلك القيم والنظام القائم على القواعد».
وتحدث المسؤولون في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها بقوة عن السياسات الصينية تجاه تايوان والتبت وهونغ كونغ والمنطقة الغربية، من شينجيانغ وبحر الصين الجنوبي. متهمين بكين بارتكاب انتهاكات متفشية لحقوق الإنسان وقمع المعارضة والاستيلاء بالقوة على أراضٍ يزعم جيرانها الصغار أنها تنتهكها. وكان متوقَّعاً أن يكرر بلينكن وآخرون في اجتماع ملبورن التعبير عن مخاوفهم حيال تصرفات الصين، خصوصاً فيما يتعلق بمظاهر استعراض القوة الأخيرة الموجهة إلى تايوان، التي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة، بالإضافة إلى مسألة الديمقراطية.
وسارع الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إلى الرد على ذلك، فقال إنه «مع انهيار ما يسمى بالديمقراطية منذ فترة طويلة، تجبر الولايات المتحدة الدول الأخرى على قبول معايير الديمقراطية الأميركية، وترسم خطوطاً مع القيم الديمقراطية وتفكك المجموعات»، مضيفاً أن «هذه خيانة كاملة للديمقراطية».
وسيلتقي بلينكن خبراء التكنولوجيا في جامعة ملبورن قبل أن يتوجه إلى فيجي، السبت، في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أميركي للدولة الواقعة في المحيط الهادي منذ ما يقرب من أربعة عقود. ومن هناك، سيعود بلينكن إلى واشنطن عبر هاواي، حيث سيجري محادثات تركز على كوريا الشمالية مع وزيري الخارجية الياباني يوشيماسا هياشي والكوري الجنوبي جونغ وي - يونغ، بعدما سلطت سلسلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية الأخيرة الضوء على التهديد الذي تشكله الدولة الشيوعية المعزولة والمسلحة نووياً، لا سيما في ظل تجاهل بيونغ يانغ المناشدات المتعددة من الولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.