«المركزي» يعلّق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطينية

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «التنفيذية» مكلَّفة التطبيق

عباس كرَّم شخصيات فلسطينية على هامش اجتماع «المركزي» ويبدو في الصورة الأب عبد الله يوليو (وفا)
عباس كرَّم شخصيات فلسطينية على هامش اجتماع «المركزي» ويبدو في الصورة الأب عبد الله يوليو (وفا)
TT

«المركزي» يعلّق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطينية

عباس كرَّم شخصيات فلسطينية على هامش اجتماع «المركزي» ويبدو في الصورة الأب عبد الله يوليو (وفا)
عباس كرَّم شخصيات فلسطينية على هامش اجتماع «المركزي» ويبدو في الصورة الأب عبد الله يوليو (وفا)

قرر المجلس المركزي الفلسطيني، تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، عاصمتها القدس الشرقية، والاستمرار في الانتقال من مرحلة السلطة إلى الدولة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عزام الأحمد، في بيان مقروء، إن «المجلس يقرر إنهاء التزامات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بكافة الاتفاقيات مع سلطة الاحتلال، وفي مقدمتها تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان».
وأضاف في بيانه الذي جاء بعد يومين من انتهاء الجلسات، أن المجلس قرر أيضاً وقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة، وتحديد ركائز عملية للاستمرار في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة ذات السيادة. كما أكد «المركزي» رفض مشروع السلام الاقتصادي وخطة تقليص الصراع، وإجراءات بناء الثقة التي تطرحها إسرائيل بديلاً عن السلام الدائم والعادل. وبالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، دعا المجلس الإدارة الأميركية إلى تنفيذ ما قاله الرئيس جو بايدن، حول التزام إدارته بحل الدولتين وقضايا أخرى، من بينها إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإعادة فتح ممثلية المنظمة في واشنطن.
ودعا المجلس المركزي إلى تحرك دولي عاجل، يبدأ باجتماع «الرباعية الدولية» على المستوى الوزاري، كما جدد الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، برعاية دولية جماعية تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وتوسيع دائرة المشاركة فيه، (باعتبار أن الإدارة الأميركية بقرارها بشأن القدس، فقدت أهليتها كوسيط وراعٍ لعملية السلام).
وطالب «المركزي» بإنشاء آلية حماية دولية للأرض الفلسطينية المحتلة. وشدد أيضاً على تفعيل متابعة ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لمساءلتها أمام الجهات القانونية الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان.
وفي شأن داخلي، قرر المجلس المركزي الطلب من رئاسة المجلس الوطني واللجنة التنفيذية، العمل على إعادة تشكيل المجلس الوطني، بما لا يزيد عن 350 عضواً، وضرورة الإسراع في تنفيذ ذلك. علماً بأن هذه القرارات ليست جديدة، فقد اتُّخذت في جلسات سابقة قبل سنوات ولم تنفذ.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن اللجنة التنفيذية ستكون مكلفة بوضع آليات تنفيذ قرارات المجلس المركزي، وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المركزي يضع القرارات، والتنفيذية مكلفة بالتنفيذ. المسألة سياسية، ولا يدور الحديث هنا عن تنفيذ فوري. هناك قضايا خارجية وأخرى داخلية، ودائماً هناك تطورات؛ لكن الأصل أن يتم تنفيذ هذه القرارات».
وكان أبو يوسف يجيب عن سؤال حول ما إذا كانت قرارات «المركزي» سترى النور هذه المرة، بخلاف المرات السابقة.
نائب رئيس حركة «فتح»، محمود العالول، أكد من جهته أن المجلس المركزي: «كلف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بتنفيذ قراراته المتعلقة بالعلاقة مع الاحتلال، وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني». هذا وقد جدد المجلس قراراته بعد أن جدد القيادات؛ إذ استكمل، الاثنين، الشواغر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفي المجلس الوطني. وتم اختيار عضو مركزية حركة «فتح» حسين الشيخ، عن حركة «فتح»؛ بدلاً من الراحل صائب عريقات الذي كان أمين سر التنفيذية، والدكتور محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار، بدلاً من حنان عشراوي (مستقلة) التي قدمت استقالتها سابقاً، وفريد سروع (رمزي رباح)، بدلاً من تيسير خالد (الجبهة الديمقراطية) الذي قدم استقالته أيضاً. كما تم انتخاب الدكتور رمزي خوري، رئيساً لمجلس إدارة الصندوق القومي، ووفقاً للنظام السياسي، أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية.
وقبل ذلك انتخب روحي فتوح رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني، بدلاً من سليم الزعنون، وعلي فيصل وموسى حديد نائبين لرئيس المجلس، وفهمي الزعارير أميناً للسر.
و«المجلس المركزي» أعلى هيئة تشريعية فلسطينية في حال انعقاده، بعدما أعطاه المجلس الوطني صلاحياته، باعتباره مرجعية المؤسسات الفلسطينية، المنظمة والسلطة على حد سواء. وكان قد أخذ سابقاً القرارات نفسها التي تجددت هذه المرة، في ظل رفض فصائلي للجلسة، باعتبارها تعزز الانقسام والهيمنة، مع تشكيك في إمكانية تنفيذ القرارات.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.