الراعي: لبنان لم يتأسس ليكون عدوّاً لأشقائه العرب

حدد خمس أولويات يتطلع لها الشعب

البطريرك الراعي يلقي عظته أمس (دالاتي ونهرا)
البطريرك الراعي يلقي عظته أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الراعي: لبنان لم يتأسس ليكون عدوّاً لأشقائه العرب

البطريرك الراعي يلقي عظته أمس (دالاتي ونهرا)
البطريرك الراعي يلقي عظته أمس (دالاتي ونهرا)

حدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي خمس أولويات يتطلّع إليها الشعب اللبناني من المسؤولين في لبنان، معتبراً أن «ضعف المناعة الوطنيّة وتعدّد الولاءات حرف رسالة البلد غير أنّنا نناضل معاً لئلّا يَسترسِلَ لبنانُ في أن يكون ساحة صراعات المنطقة، ومِنصّة صواريخ، وجبهة قتال»، ومؤكداً أن «دولة لبنان ما تأسست لتكونَ عدوَّة أشقّائها وأصدقائها»، وذلك في القداس الذي ترأسه أمس بمناسبة عيد مار مارون بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري.
وقال الراعي في عظته: «في هذه المناسبة الدينيّة والوطنيّة في آنٍ، نجدنا أمام واجب تجديد إيماننا بلبنان وتمسُّكنا به رغمَ كلّ التحدّيات الداخليّة والخارجيّة. فالتحدّي يُعزِّز صمودنا ويحُـثُّنا على استخلاص العبرِ لتطوير وجودنا وحمايته». وأضاف: «لم يختَر الموارنة (لبنان الكبير) صدفة. فقَبلَه اخْتبروا في لبنانَ والمشرِقِ جميعَ أنواعِ الأنظمة والممالكِ والسلطناتِ. عايشوا كلَّ الفتوحاتِ والأديانِ والمذاهب. وجربوا في جبلِ لبنان مع إخوانهم الدروز خصوصاً، مختلَفَ أشكالِ الصيغِ الدستوريّة، لا سيما في القرن التاسع عشر، فعرفوا حسنات كلّ صيغة وسيّئاتها. ولـمّا صاروا في موقع التأثير في اختيار المصير سنة 1920. انْتقوا مع المكوّنات اللبنانيّة الشراكة المسيحيّة الإسلاميّة والانتماءَ إلى المحيطِ العربي وميّزوا وطنهم بالتعدّديّة الثقافيّة والدينيّة، والنظام الديمقراطي البرلمانيّ، والحرّيات العامّة، والتزام الحياد والسلام، وفصل الدين عن الدولة في صيغة ميثاقيّة فريدة على أساس من العيش معاً. كما ميّزوا وطنهم باقتصاده الليبرالي وازدهاره ونظامه المصرفيّ، وبمدارسه وجامعاته ومؤسّساته الاستشفائيّة، وأمنه واستقراره وانفتاحه».
وقال: «لقد أردناه معاً أن يكون مشروعاً رائداً في الشرق وللشرق. بحيث تتعدّى صيغة تعايشه في المحيط الداخلي إلى التعايش مع محيطه العربي على أساسٍ من الاحترام المتبادل. وأردناه مُلتقى الحضارات وواحة تعايشها. لكنَّ ضعف المناعة الوطنيّة المعطوف على تعدّد الولاءات حرف رسالة لبنان. غير أنّنا نُناضل معاً لئلّا يسترسل لبنان في أن يكون ساحة صراعات المنطقة، ومنصّة صواريخ، وجبهة قتال»، وشدد: «ما تأسّست دولة لبنان لتكون عدوة أشقّائها وأصدقائها، فلا نجعلــنَّها عدوّة ذاتِها. إن الاعتراف بلبنان وطناً نهائيّاً يعني اعترافاً بثلاث ثوابت: نهائّية ميثاق التعايش، ونهائيّة الدور المسيحيّ، ونهائيّة الولاء للبنان دون سواه. باحترام هذا المثلَّث التاريخي نُنقذ وحدة لبنان ونُثبِّت حياده».
وقال الراعي: «في هذا العيد الوطني والديني في آنٍ، وبحضور قادة الدولة المحترمين، نتطلّع مع الشعب اللبناني إلى خمس أولويّات، هي أولاً «إجراء الانتخاباتِ النيابيّة والرئاسيّة في مواعيدِها الدستوريّة، فالشعب اللبنانيَّ، المقيم والمنتشر، التائق إلى التغييرِ، يتطلَّع إلى هذين الاستحقاقين ليُعبر عن إرادته الوطنيّة، فلا تخيّبوا آماله من جديد».
ودعا إلى «استكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات. والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق سيادة لبنان على كامل أراضيه. إذا استمرّ عجزُ الدولة عن ذلك، فلا بدَّ من الاستعانة بالأمم المتّحدة لعقد مؤتمر دولي يضمن تنفيذ الحلول وسلامة لبنان».
وجدّد التأكيد على ضرورة «اعتماد نظام الحياد الإيجابي أساساً في علاقاتنا الخارجيّة، لأنّه ضمانُ وحدة لبنان واستقلاله وسيادته. فالحيادُ الذي نطالب به هو أصلاً عنصرٌ بنيوي في تكوين لبنان وملازمٌ لموقعه الجغرافي وتراثه السلميّ».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.