إضراب محاكم تونس رفضاً لقرار حل «الأعلى للقضاء»

«هيومن رايتس» تندد بـ«اعتقالات سرية بذريعة الطوارئ»

محامون يغادرون محكمة أريانة استجابة للإضراب الذي دعت إليه «جمعية القضاة التونسيين» أمس (أ.ف.ب)
محامون يغادرون محكمة أريانة استجابة للإضراب الذي دعت إليه «جمعية القضاة التونسيين» أمس (أ.ف.ب)
TT
20

إضراب محاكم تونس رفضاً لقرار حل «الأعلى للقضاء»

محامون يغادرون محكمة أريانة استجابة للإضراب الذي دعت إليه «جمعية القضاة التونسيين» أمس (أ.ف.ب)
محامون يغادرون محكمة أريانة استجابة للإضراب الذي دعت إليه «جمعية القضاة التونسيين» أمس (أ.ف.ب)

علقت محاكم تونسية عدة أعمالها، أمس، احتجاجاً على قرار الرئيس قيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء، لكن الاستجابة لهذا الطلب، الذي دعت إليه «جمعية القضاة التونسيين»، جاءت متفاوتة بتفاوت مناطق البلاد.
وقال المستشار في محكمة التعقيب بالعاصمة، محمد عفيف الجعايدي، إن الاستجابة لهذا الاحتجاج «جاءت نسبية في محكمة العاصمة، التي تعدّ الواجهة الأساسية للسلطة القضائية في البلاد. فيما كانت واسعة في باقي الولايات. لكن نتوقع وقعاً أكبر للإضراب غداً (اليوم الخميس)، مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الأعلى للقضاء».
وسجلت محاكم البلاد أمس اضطرابات ملحوظة على مستوى الأنشطة، في خطوة عدّها مراقبون «صراعاً متواصلاً حول الصلاحيات الدستورية لكل سلطة من السلط الثلاث». وقال رضا بوليمة، عضو المكتب التنفيذي لـ«جمعية القضاة التونسيين»، إن الإضراب الذي دعت إليه الجمعية نجح بنسب عالية، مبرزاً أن الجمعية ستنظم اليوم أيضاً وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الأعلى للقضاء للتنديد بقرار حله، في انتظار عقد اجتماع عام السبت المقبل لإقرار لائحة، تتضمن مخرجات الاجتماع والتحركات القضائية المقبلة، رفضاً لحل «الأعلى للقضاء».
وكان عثمان الجرندي، وزير الخارجية التونسية، قد التقى مساء أول من أمس سفراء الدول الصناعية السبع، إثر إصدارها بياناً عبرت فيه عن قلقها من قرار الرئيس حل المجلس الأعلى للقضاء. ودافع الجرندي عن وجهة النظر الرئاسية، مؤكداً أن حل المجلس «يندرج في إطار مواصلة تصحيح المسار الديمقراطي»، مجدداً التزام تونس باستقلالية السلطة القضائية، وإصلاحها، والنأي بالمرفق القضائي عن التسييس؛ على حد تعبيره.
من جهة ثانية، نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، بفرض إقامات جبرية في تونس، عادّةً أنها في الواقع «اعتقالات سرية بذريعة حال الطوارئ».
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان إن «السلطات التونسية تخفي تحت (شعار) بعض الإقامات الجبرية اعتقالات سرية بذريعة حال الطوارئ»، مشيرة خصوصاً إلى وزير العدل السابق والمسؤول الثاني في «حركة النهضة»، نور الدين البحيري، إضافة إلى فتحي بلدي، المسؤول في الحزب المذكور، الذي يعدّ الخصم الرئيسي للرئيس سعيد.
وأضافت المنظمة أن «الانحرافات في تطبيق» هذا «الإجراء خارج إطار القضاء» استناداً إلى قانون استثنائي صدر إبان عهد الرئيس الحبيب بورقيبة (1957 - 1987) وجرى تمديده مذّاك، «تكررت» منذ أمسك سعيد بكامل السلطات في يوليو (تموز) الماضي، و«تعكس تصعيداً خطيراً».
وأشارت المنظمة إلى حالتي إقامة إجبارية على الأقل، تنطويان على اعتقال سري، عزتهما وزارة الداخلية إلى شبهات «بتهديد خطير للأمن العام»، مثلما تعرض له بلدي والبحيري. لكن جرى التراجع عن الإجراءين المذكورين بعد بضعة أيام.
وقالت مسؤولة المنظمة في تونس، سلسبيل شلالي، إنه «يتم اللجوء إلى الإجراءات الاستثنائية التي ينص عليها مرسوم الطوارئ بشكل تعسفي، ومن دون مراقبة قضائية»؛ الأمر الذي «يحيي مجدداً شبح الاعتقالات السرية».
وحذرت اللجنة بأن وزير الداخلية توفيق شرف الدين سيُحمل «المسؤولية الجنائية» في حال وفاة البحيري.
وتابعت «هيومن رايتس ووتش»: «منذ أكثر من شهر على اعتقالهما، لم يتلق بلدي ولا البحيري تبليغاً مكتوباً بوضعهما قيد الإقامة الجبرية»، مؤكدة أنه «لم تصدر أي مذكرة توقيف بحقهما، ولم توجه السلطات أي اتهام رسمي إليهما».



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».