إعادة توطين 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية

إدارة بايدن تطلق مباردة «مرحباً بكم» لفتح العمل التطوعي ومساعدتهم

لاجئون أفغان بعد وصولهم إلى مطار واشنطن دلاس في فيرجينيا (إ.ب.أ)
لاجئون أفغان بعد وصولهم إلى مطار واشنطن دلاس في فيرجينيا (إ.ب.أ)
TT

إعادة توطين 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية

لاجئون أفغان بعد وصولهم إلى مطار واشنطن دلاس في فيرجينيا (إ.ب.أ)
لاجئون أفغان بعد وصولهم إلى مطار واشنطن دلاس في فيرجينيا (إ.ب.أ)

على الرغم من مرور أكثر من 5 أشهر على الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فإن عمليات التوطين الأفغان الذين تم إجلاؤهم ابتداءً من أغسطس (آب) الماضي، لا تزال قائمة حتى هذه اللحظة، حيث تم توطين أكثر من 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية، في حين لا يزال 18 ألف شخص عالقين في 5 قواعد عسكرية في البلاد.
ومن أجل توفير خيارات متعددة في عمليات الإجلاء، لجأت الإدارة الأميركية إلى فتح باب المساعدات مع المنظمات المدنية والفرق التطوعية المجتمعية، من خلال مبادرة «مرحباً بكم» غير الربحية، لكنها شريكة بين القطاعين العام والخاص تحت إشراف وزارة الخارجية الأميركية.
سارة شيفر، نائبة رئيس التواصل الاستراتيجي في منظمة «اللاجئين الدولية» والتي تعمل مع المبادرة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن دور الحكومة الأميركية، التي تعمل على تلبية احتياجات اللاجئين الأفغان المعاد توطينهم في أميركا، هو حثّ المجتمع الأميركي لتقديم المساعدات، وبسبب ذلك؛ «شهدنا تدفقاً كبيراً من الدعم من الأميركيين الذين يفتحون قلوبهم ومنازلهم للترحيب بجيرانهم الجدد».
وبيّنت شيفر، أنه وفقاً لوزارة الأمن الداخلي، تمت إعادة توطين أكثر من 55 ألف أفغاني في مجتمعات أميركية في 46 ولاية، في حين لا يزال نحو 18 ألف لاجئ أفغاني يقيمون في خمس قواعد عسكرية أميركية، وفي انتظار إعادة التوطين خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت، أن منظمتها تعمل شريكاً في البادرة لسد الفجوة بين اللاجئين واحتياجاتهم «الأكثر إلحاحاً»، مثل السكن والملبس وتوفير الغذاء. وأكدت، أن أكبر حاجة اللاجئين الأفغان هي البحث عن السكن، مشيرة إلى أن «مرحباً بكم» تعمل مع القطاع الخاص حالياً لتسكين اللاجئين، وإحدى الشركات المعروفة في مجال السكن هو تطبيق «آير بي إن بي»، والذي يوفر للأميركيين فتح منازلهم للاجئين الذين يحتاجون إلى سكن. وفي منشور على مدونة البيت الأبيض، دعا جاك ماركل، منسق البيت الأبيض، مع مبادرة «مرحباً بكم»، المجتمع الأميركي إلى التبرع للمبادرة الجديدة والترحيب باللاجئين الأفغان، وذلك من خلال المال، أو التبرع بأميال السفر لتغطية تكاليف سفر العائلات الأفغانية، أو التبرع بإيواء وإطعام عائلة أفغانية، أو فتح باب العمل لأولئك اللاجئين لرعاية أنفسهم بأنفسهم.
وأضاف «في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يتبنى الأميركيون بالفعل الفرصة للترحيب بجيراننا الأفغان الجدد بروح سخية وأذرع مفتوحة».
ولا تزال الإدارة الأميركية تواجه العديد من الانتقادات من جانب المؤسسات والمنظمات الحقوقية المدنية، بسبب الحالية المتردية التي يعيشها الأفغان بعد الانسحاب الأميركي العسكري من البلاد، وسقوط كابل تحت سلطة «طالبان». وهو ما أقرّ به جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، في مقابلة صحافية مع مجلة «فورين بوليسي» الشهر الماضي، بأن الإدارة الأميركية تتحمل جزءاً من المسؤولية، ويقع على عاتقها مسؤولية تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب الأفغاني؛ وذلك «لمحاولة تخفيف المعاناة وتعزيز احتمالات قيام بلد مستقر يمكنه توفير الاحتياجات الأساسية لشعبه»، كما نفى أن تذهب بلاده لكتابة «شيكات على بياض» لـ«طالبان». وأضاف «نعتقد أن الحصول على الأموال في أيدي الكيانات والجهات الفاعلة المستقلة التي يمكنها تحويل الأموال إلى إمدادات ذات مغزى، من حيث الغذاء والدواء والضروريات الأساسية الأخرى هو ما سوف نقوم به، وهي مسؤولية عميقة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، وسنتخذ خطوة أولى حتى نقوم بدورنا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».