تحذير أممي من تحوّل «داعش» في سوريا والعراق إلى «تمرد ريفي»

TT

تحذير أممي من تحوّل «داعش» في سوريا والعراق إلى «تمرد ريفي»

حذر تقرير أممي من أن تنظيم «داعش» في العراق وسوريا تحوّل «تمرّداً ريفياً في المقام الأول»، بسبب «تعرّضه لضغط مستمر» في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، في وقت طالب فيه قياديون أكراد واشنطن بزيادة دعمهم عسكرياً لمواجهة التنظيم.
وكتبت رئيسة لجنة مجلس الأمن العاملة بموجب القرارات 1267 و1989 و2253 في شأن تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، ترين هايمرباك في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا حول عمل اللجنة خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021، أي الفترة التي سبقت مقتل زعيم «داعش» عبد الله قرداش، المكنى أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خلال عملية إنزال نفذتها وحدات كوماندوس أميركية في بلدة بطمة السورية على الحدود التركية في 3 فبراير (شباط) الماضي.
وأرفقت هايمرباك التقرير 29 لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات العامل بموجب قراري مجلس الأمن 1526 و2253، الذي يورد أن عودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان «شكلت أبرز حدث شهدته الفترة المشمولة بالتقرير»، محذرة من أن أفغانستان «يمكن أن تصبح ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة ولعدد من الجماعات الإرهابية التي تربطها صلات بمنطقة وسط آسيا وخارجها». وأكدت أن تنظيم «داعش - خراسان أظهر على رغم سيطرته على إقليم محدود، قدرة مستمرة على شن هجمات متطورة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في أفغانستان».
ولفتت في الوقت نفسه إلى أن «معظم الجماعات الموالية لتنظيمي داعش والقاعدة واصل التقدم في أفريقيا»، ملاحظة أنه في منطقة الساحل بغرب أفريقيا خصوصاً «نجحت تلك الجماعات في استغلال المظالم المحلية وضعف الإدارة للسيطرة على عدد متزايد من الأتباع والموارد». وعرض لما سماه «منطقة النزاع الأساسية» في العراق وسوريا، حيث ينشط «داعش» الذي «تحوّل تمرّداً ريفياً في المقام الأول»، بسبب «تعرّضه لضغط مستمر» في جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها القوى المختلفة في المنطقة، منبهاً إلى أن التنظيم «يسعى إلى التعافي من استنزاف قيادته إما بسبب موت القادة أو القبض عليهم»، علماً بأن الجماعات الموالية لـ«القاعدة لا تزال تسيطر على شمال غربي سوريا في منطقة إدلب»، في إشارة إلى «هيئة تحرير الشام».
وقال: «تجهد الدول الأعضاء والمجتمع الدولي من أجل تحديد توقيت وكيفية نقل أعضاء ما كان يسمى سابقاً الخلافة المحتجزين الآن في السجون ومخيمات النازحين في سوريا بصفة رئيسية، ومحاكمتهم وإعادة إدماجهم»، مضيفاً أن «هناك جيلاً من الأطفال - الذين تربى كثير منهم في بيئات حاضنة للتطرف العنيف - معرض بشكل خاص للخطر». وأكد أن الأموال التي يُقدَّر توافرها لدى تنظيم «داعش» في قلب منطقة النزاع «ظلت مستقرة عند مستوى يراوح بين 25 مليون دولار و50 مليون دولار».
وقدر أن يبقى جزء كبير منها في العراق، متوقعاً أن «تنفق الجماعة أكثر مما تكسب، وهي تدعم النشاط العملياتي في منطقة النزاع، وكذلك في أفغانستان ومناطق أخرى».
وإذ أشار إلى أن العراق قبض أخيراً على أحد كبار المسؤولين الماليين في «داعش»، توقع أن تعرف السلطات قريباً «معلومات عن الأماكن التي يجري فيها الاحتفاظ بالأموال المتبقية لدى التنظيم».
إلى ذلك، قال مظلوم عبدي القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد): «لم يعد وجود 700 جندي أميركي كافياً. إننا بحاجة إلى مزيد من القوات الأميركية»، وأشار في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» إلى أن مقتل قادة «داعش» القريشي والبغدادي في مدينة إدلب «يظهر أن (داعش) يتمتع بالدعم والحماية خارج مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، هناك، يتم إعطاء المجموعة معسكرات تدريب وبيوت آمنة وأعيد تصنيفها على أنها مقاومة شعبية أو فصائل معارضة».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.