الأفراح تعم السنغال احتفالاً باللقب الأفريقي وحزن ممزوج بالفخر بين المصريين

الجماهير السنغالية احتشدت بالآلاف في شوارع العاصمة للاحتفال بمنتخبها (رويترز)
الجماهير السنغالية احتشدت بالآلاف في شوارع العاصمة للاحتفال بمنتخبها (رويترز)
TT

الأفراح تعم السنغال احتفالاً باللقب الأفريقي وحزن ممزوج بالفخر بين المصريين

الجماهير السنغالية احتشدت بالآلاف في شوارع العاصمة للاحتفال بمنتخبها (رويترز)
الجماهير السنغالية احتشدت بالآلاف في شوارع العاصمة للاحتفال بمنتخبها (رويترز)

عاشت السنغال ليلة احتفالية غير مسبوقة بتتويج منتخبها الوطني بطلا لكأس الأمم الأفريقية لأول مرة بتاريخها عقب الانتصار على مصر بركلات الترجيح 4 - 2 في النهائي على ملعب ياوندي بالعاصمة الكاميرونية، فيما سادت حالة من الحزن الممزوج بالدهشة بين المصريين.
واستطاعت السنغال تذوق طعم التتويج بالبطولات الكبرى بعد عقود من الفشل في المباريات الحاسمة. وقوبلت صافرة النهاية بالهتافات وأبواق السيارات والألعاب النارية في العاصمة داكار الساحلية بعد الفوز الصعب الذي محا في لحظة واحدة سمعة السنغال كواحدة من المنتخبات الأفريقية التي لم ترتق إلى مستوى التوقعات.
ونزل الآلاف إلى الشوارع ولوح المشجعون بالرايات من فتحات سقف السيارات المسرعة. وتعانق المتفرجون وبكوا. وركض العشرات نحو شاطئ في ضاحية شمالية وهم يصرخون في سماء الليل.
وقال بابي مالك ديبا وهو تاجر يبلغ من العمر 31 عاما رقص مع أصدقائه في منطقة مخصصة للجماهير في داكار حيث كافح المشجعون لرؤية الشاشات بين الحشود: «لقد خسرت السنغال الكثير من الألقاب في النهائي... أخيرا، حصلنا على اللقب».
وكانت هذه مشاهد نادرة للوحدة بين مشجعي كرة القدم السنغاليين الذين نالوا نصيبهم من آلام الرياضة، والذين عانوا في العامين الماضيين من القيود والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة (كوفيد - 19).
وخسرت السنغال أمام الجزائر في نهائي النسخة الماضية عام 2019 لكنها دخلت بطولة هذا العام وهي مرشحة لإحراز اللقب، وبقائمة من النجوم المحترفين في أندية أوروبية كبرى، أشهرهم مهاجم ليفربول ساديو ماني الذي سجل ركلة الترجيح الحاسمة، بعدما أهدر ركلة جزاء خلال الوقت الأصلي. وينهي الانتصار تاريخا حافلا بالخسائر الفادحة. ففي عام 2002 أضاعت السنغال فرصة أن تصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى قبل نهائي كأس العالم بخسارتها أمام تركيا في الوقت الإضافي، وفي ذلك العام خسرت أيضا في نهائي كأس الأمم الأفريقية.
وفي نهائيات كأس العالم 2018 خرجت السنغال من دور المجموعات بموجب قاعدة جديدة عاقبتها على تلقي بطاقات صفراء أكثر من اليابان في المجموعة. لكن في بطولة 2022 التي استضافتها الكاميرون أصبحت كل هذه الذكريات الأليمة في طي النسيان.وأعلن الرئيس السنغالي ماكي سال عندما سئل عن رد فعله في التلفزيون الوطني: «الفرح والدموع، لأنه نصر تاريخي، على مدى 60 عاما، كانت بلادنا تسعى إلى تحقيق ذلك. حسنا، لقد فعلناها أخيرا».
في المقابل سادت حالة من الحزن الممزوج بالدهشة بين المصريين بعد ضياع حلم تحقيق اللقب القاري الثامن. وتجمع آلاف المصريين من مشجعي «الفراعنة» في باحات السيارات أمام الشاشات العملاقة في المدن المختلفة لدعم المنتخب غير مبالين بوباء (كوفيد - 19) ومدى انتشاره.
وبمجرد إطلاق حكم المباراة الجنوب أفريقي فيكتور غوميز صافرة نهاية اللقاء، ظهر الإحباط الشديد على المشجعين الذين أكدوا على أن السنغال استحقت الفوز.
وسيطرت أجواء الإثارة على المباراة منذ انطلاقتها وخصوصاً مع احتساب ركلة جزاء للمنتخب السنغالي في الدقيقة الرابعة ونجاح حارس المرمى المصري محمد أبو جبل في التصدي لها.
وقبل المباراة النهائية، تقابل كل من الفراعنة وأسود التيرانغا في 13 مواجهة جمعت بينهما على الصعيد الرسمي والودي، وكان الفوز حليفا للمصريين في سبعة لقاءات، بينما حقق السنغاليون أربعة انتصارات، وحسم التعادل نتيجة مواجهتين فقط بين المنتخبين.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، التحية للمنتخب المصري عقب المباراة وكتب: «لقد أديتم ما عليكم، وكسبتم احترام الجميع، وكنتم على قدر الثقة، وشرفتم بلدكم، وإننا جميعا على ثقة بأنكم ستعوضون هذا اللقب وتسعدون المصريين بالصعود إلى المونديال».
وضجت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات المصريين الداعمة للاعبين رغم مرارة الخسارة، شاعرين أن الفريق قدم بطولة كبيرة ومنافسات صعبة ضد منتخبات قوية أمثال نيجيريا وكوت ديفوار والمغرب والكاميرون وصولاً إلى المباراة النهائية.
أما منتخب السنغال فكانت مواجهاته الإقصائية أقل شراسة من المنتخب المصري إذ لعب ضد كاب فيردي، ثم غينيا الاستوائية، وبعدها بوركينا فاسو.
وستكون المواجهة النارية بين السنغال ومصر في تصفيات كأس العالم الشهر المقبل عبارة عن استحقاق ثأري للفراعنة مع تجدد صراع الزميلين في ليفربول الإنجليزي والخصمين مع منتخب بلديهما ساديو ماني ومحمد صلاح.
ومع إسدال الستار على أكثر بطولات أمم أفريقيا غرابة في نتائجها، وتنظيمها الفوضوي الذي خيم عليه وفاة ثمانية أشخاص خلال تدافع مأساوي خارج ملعب «أولمبي» في العاصمة الكاميرونية ياوندي، إلا أن المستويات التي أظهرتها الفرق المشاركة وبخاصة غير المرشحة أظهرت التقدم الحاصل بكرة القدم في القارة السمراء. وأضافت بعض المباريات الرائعة روح الإثارة للبطولة، على غرار مواجهات الغابون مع المغرب (2 - 2)، وجزر القمر ضد غانا (3 - 2)، ومصر مع المغرب (2 - 1) والسنغال مع بوركينا فاسو (3 - 1).

وفي أول ظهور لها على هذا المستوى القاري، نجحت جزر القمر في اجتياز الدور الأول، ولعبت مباراة ثمن النهائي دون حارس مرمى أساسي، مع تعرض أحدهم للإصابة وإصابة الآخرين بفيروس «كورونا»، ليتم الدفع بظهير أيسر هو شاكر الهدهور ليحرس المرمى.
من ناحيتها، تألقت غامبيا في مشاركتها الأولى في بطولة قارية من خلال بلوغها ربع النهائي، مدفوعة بأفكار مدربها البلجيكي توم سانتفيت ومهاجم بولونيا الإيطالي موسى بارو.
وكذلك غينيا الاستوائية التي شاركت في نسختين سابقاً مع قاسم مشترك كونها نظمت الأولى وتشاركت الاستضافة مع الغابون في الثانية، فتألقت حتى ربع النهائي، بفضل لاعب خط وسط متعدد المهام هو إيبان سلفادور إيدو، الرجل ذو الشعر الوردي أو كما بات يعرف بـ«غاتوزو دي مالابو»، تيمناً باللاعب الإيطالي الشهير جينارو غاتوزو.
وسجل الملاوي غابادينيو مانغو بتسديدة من أكثر من 40 متراً بمسار مذهل، في دور الـ16 ضد المغرب، أفضل أهداف النهائيات، لكن لم يمنع هذا الهدف الساحر الخسارة 1 - 2.
في المقابل، لن يواسي قائد ومهاجم الكاميرون فنسن أبو بكر نفسه، عقب خروج بلاده من دور نصف النهائي، بلقب هداف البطولة بتسجيله ثمانية أهداف، لكنه بالتأكيد دون اسمه في السجلات التاريخية بعدما تساوى مع الإيفواري لوران بوكو (1970)، متأخراً بفارق هدف عن الرقم القياسي في نهائيات واحدة للاعب زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية) الراحل بيار نداي مولامبا صاحب تسعة أهداف في 1974،
وكانت المفاجأة هي خروج الجزائر حاملة اللقب والمرشحة الأبرز للاحتفاظ باللقب باحتلالها المركز الأخير في مجموعتها، مع هدف يتيم لصالحها سجلته بعد تأخرها أمام كوت ديفوار صفر - 3 في مباراتها الأخيرة في الدور الأول. وبدورها، غادرت غانا التي اعتادت على الوجود في المربع الذهبي من الدور الأول، لتعكس البطاقة الحمراء لقائدها أندريه أيو الصورة الحزينة لمنتخب سيطر سابقاً على القارة السمراء.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.