مصر لتعزيز دور «منطقة قناة السويس» بموازاة «كوب 27»

خطط حكومية لتحويلها إلى مركز لـ«الهيدروجين الأخضر»

رئيس الوزراء المصري ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
TT

مصر لتعزيز دور «منطقة قناة السويس» بموازاة «كوب 27»

رئيس الوزراء المصري ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية إلى تعزيز دور «منطقة قناة السويس» بموازاة استعدادات البلاد لاستضافة قمة المناخ (كوب27) في أواخر العام الحالي بمدينة شرم الشيخ، وسط توقعات بحضور كبير لقادة ورؤساء دول عدة حول العالم. وبحث رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس، «العروض العالمية المقدمة لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس».
وأكد رئيس الحكومة المصرية، أن بلاده حريصة على «جذب الكثير من الاستثمارات إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وخاصة مشروعات الطاقة النظيفة؛ وهو ما يتطلب تكثيف الجهود من أجل تعظيم الاستفادة من الموقع الاستراتيجي والحيوي لمحور قناة السويس؛ سعياً لأن يصبح مركزاً لوجيستياً واقتصادياً عالمياً، لا سيما في مشروعات الهيدروجين الأخضر».
وتعول مصر على قمة «كوب27» المنتظرة والتي تستضيفها ممثلة للقارة الأفريقية، في تكريس مساعيها للتحول نحو الطاقة النظيفة وجذب استثمارات وتمويلات لبرامج في النطاق نفسه، فضلاً عن استعراض أزماتها ذات الصلة، وفي مقدمتها «أمنها المائي» أمام المحفل الدولي الكبير، في محاولة لحشد الدعم الدولي لموقفها في مفاوضات «سد النهضة» المتعثرة مع إثيوبيا.
بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ يحيى زكي، أن المنطقة «تستهدف مجال الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة مثل صناعة الهيدروجين الأخضر، الذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة عالمياً، التي تجذب المستثمرين العالميين»، لافتاً إلى «انطلاقاً من الإمكانات التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية، وخاصة موقعها المتميز على ضفتي المجرى الملاحي الأهم في العالم وهو قناة السويس؛ الأمر الذي يتيح فرصاً غير مسبوقة لرفع تنافسية القناة وتحويلها إلى مركزٍ عالمي لتموين السفن بالوقود الأخضر، ولا سيما أن المنطقة تلقت عدداً من العروض العالمية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر». واستعرض زكي «العروض المقدمة للمنطقة الاقتصادية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، والتي ضمت شركات متخصصة في هذا المجال، كان من بينها أول مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة الاقتصادية، من خلال تحالف عالمي وصندوق مصر السيادي، الذي بدأ تنفيذه بالفعل، كما تلقت المنطقة الاقتصادية عروضاً عدة أخرى مبدئية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل نطاقها؛ سواء بمنطقة السخنة المتكاملة، أو منطقة شرق بورسعيد». كما أشار إلى أن «المشروع الأول لإنتاج الأمونيا بين تحالف عالمي وصندوق مصر السيادي، يتم تنفيذه من خلال مجمع صناعي جديد يجري إنشاؤه بأرض المطور الصناعي (شركة السويس للتنمية الصناعية)، ويعتمد المشروع على الطاقة المتجددة، التي يتم إنتاجها من طاقة الرياح (خارج نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس)»، لافتاً في الوقت نفسه، إلى «أن بدء تنفيذ المشروع يتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ (كوب27) في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو ما يعد فرصة جيدة للإعلان عن البداية الفعلية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر بصفة عامة، وفي المنطقة الاقتصادية بصفة خاصة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.