اليمن: تصعيد الحوثيين يهدد الأمن العالمي والإقليمي خدمة لإيران

TT

اليمن: تصعيد الحوثيين يهدد الأمن العالمي والإقليمي خدمة لإيران

أكد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، أمس (الاثنين)، أن التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية؛ سواء من خلال استهداف المدنيين في بلاده بالصواريخ والطائرات المُسيَّرة، أو عبر استهداف دول الجوار، يُعد تهديداً للسلم الدولي خدمةً للأجندة الإيرانية.
تصريحات وزير الخارجية اليمني جاءت -بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية- خلال اتصال هاتفي أجراه مع المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ، بحث خلاله آخر المستجدات في اليمن، والتهديدات الحوثية المستمرة للأمن والسلام الإقليميين، والجهود الأممية الرامية لتحقيق السلام.
ونقلت وكالة «سبأ» عن الوزير بن مبارك تأكيده «أن التصعيد الحوثي الأخير؛ سواء بالاستهداف اليومي للمدنيين في الأحياء السكنية في المدن اليمنية، باستخدام الصواريخ الباليستية والطيران المُسيَّر، أو باستهداف دول المنطقة وتهديد الملاحة الدولية، يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلام الإقليميين والدوليين؛ خدمة للأجندة الإيرانية».
ووصف ذلك بأنه «يعكس مدى الانخراط الإيراني في انتهاك حظر توريد السلاح للميليشيات الانقلابية، وتوجيهها وفقاً لمشروع إيران التدميري»؛ لافتاً إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لتلك التهديدات.
ونسبت المصادر اليمنية إلى المبعوث الأممي أنه «أعرب عن قلقه من تصاعد الأحداث خلال الفترة الأخيرة في اليمن والمنطقة»، و«أشار إلى أنه رغم التحديات الكبيرة التي تواجه جهود السلام، فسيواصل مساعيه الهادفة لإنشاء عملية سياسية جامعة، تضمن عودة الأمن والاستقرار لليمن».
وكان المبعوث الأممي قد التقى أخيراً في مسقط بالمتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام فليتة، في سياق مساعي الأول لإقناع الجماعة باستقباله في صنعاء، بعد أكثر من 4 أشهر منذ توليه منصبه الأممي.
وترفض الميليشيات الحوثية حتى الآن كل مقترحات التهدئة الأممية والإقليمية، وتواصل حشد المقاتلين إلى الجبهات، بالتزامن مع التصعيد الصاروخي، وعبر الطائرات المُسيَّرة ضد الأعيان المدنية في اليمن والسعودية والإمارات، إلى جانب التهديدات المستمرة للملاحة في البحر الأحمر.
وكان وزير الخارجية اليمني قد ناقش (الأحد) مع المنسق المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ويليام ديفيد غريسلي، عدداً من القضايا، على رأسها وضع خزان «صافر» العائم في ميناء رأس عيسى، وآخر المقترحات المطروحة لتفادي التهديد القائم، وكذا مستجدات الوضع الإنساني، وتبعات تخفيض وإيقاف بعض برامج الدعم الإنساني.
وذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك تطرق للجهود التي بذلتها الحكومة في بلاده على مدى الأعوام الماضية، لإيجاد معالجة عملية لحالة الخزان «صافر»، وإنهاء الخطر المحتمل لتسريب نحو 1.1 مليون برميل في مياه البحر الأحمر.
وأكد الوزير اليمني أن الوضع الراهن للسفينة لا يتحمل إهدار مزيد من الوقت لمراوغات جديدة من قبل الميليشيات الحوثية، التي رفضت كل الحلول التي طرحتها الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، مجدداً دعم الحكومة اليمنية لمقترح المنسق المقيم الذي يهدف لتخفيف التهديد المحتمل.
إلى ذلك، قالت المصادر إن وزير الخارجية اليمني، تحدث عن مستجدات الوضع الإنساني؛ وخصوصاً ما يتصل بتبعات إيقاف بعض البرامج الإغاثية، ولا سيما تأثيرها على النازحين والأسر الضعيفة، وكذا انعكاسات تخفيض الدعم لبرامج نزع الألغام.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.