استهداف رجال دين في التيار الصدري ببغداد

مكافأة مالية نظير معلومات عن جريمة اغتيال قاضٍ في ميسان

TT

استهداف رجال دين في التيار الصدري ببغداد

في حين أعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس الاثنين، عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن جريمة اغتيال القاضي أحمد فيصل الساعدي، أول من أمس، في مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان الجنوبية، شن مجهولون هجوماً بالقنابل اليدوية على منزل رجل الدين الشيخ إبراهيم العظيمي، التابع للتيار الصدري في بغداد.
ويعتقد غالبية المراقبين المحليين، أن معظم الهجمات التي طالت مقار بعض الأحزاب والكتل السياسية وعمليات الاغتيال، يقف خلفها الصراع على السلطة بين الفصائل والأحزاب السياسية، وخصوصاً الشيعية منها.
وما زالت حوادث الاغتيال الأخيرة في ميسان تثير ردود أفعال منتقدة للسلطتين الاتحادية والمحلية، ما دفع رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان إلى زيارة المحافظة، ولقاء القضاة هناك، وتقديم العزاء لأسرة القاضي المغدور أحمد الساعدي.
وأعلن زيدان خلال مؤتمر صحافي، أمس، في ميسان عن «تقديم مكافأة كبيرة لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى كشف مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد القاضي أحمد فيصل خصاف الساعدي». وتعهد بالمحافظة على سرية أي مخبر يدلي بمعلومات عن مرتكبي الجريمة.
ودعا زيدان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إلى «اتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة بتعزيز الأمن في محافظة ميسان، وتعاون الأجهزة الأمنية المختصة مع القضاء في القبض على المجرمين، وتقديمهم للتحقيق والمحاكمة».
من جانبه، عزا محافظ ميسان، علي دواي، أمس، تدهور الوضع الأمني وتفاقم أزمة النزاعات العشائرية إلى «وجود سلاح منفلت لدى بعض أبناء العشائر، يفوق أسلحة الأجهزة الأمنية الموجودة في المحافظة». وحمَّل دواي، وهو قيادي في تيار الصدر ويشغل منصب المحافظ منذ 12 عاماً «الحكومة الاتحادية مسؤولية عدم نزع السلاح من تلك الجماعات الخارجة عن القانون».
وفي مقابل إعلان شرطة ميسان، أمس، انطلاق عمليات واسعة لفرض القانون ونزع السلاح في المحافظات، تحدثت وزارة الداخلية الاتحادية عن توجهها لتطبيق 3 إجراءات للتعامل مع التطورات الأمنية الأخيرة في ميسان.
وقال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، ورئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء سعد معن لوكالة الأنباء العراقية، إن وزير الداخلية عثمان الغانمي «شدد خلال زيارته الأخيرة إلى ميسان على 3 إجراءات، تتضمن توحيد الجهد الاستخباري عبر أجهزة الأمن الوطني والمخابرات، والاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، ووكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، فضلاً عن تنفيذ مذكرات القبض، والأهم من ذلك سيكون هناك إسناد بقوات قتالية وأمنية من خارج المحافظة لتصحيح الوضع الأمني في ميسان». ولفت إلى أن «الحديث عن تسبب النزاعات العشائرية في العمليات الإجرامية الأخيرة يجب أن ينتظر نتائج التحقيقات».
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أوفد وزير الداخلية إلى محافظة ميسان أول من أمس، للتحقيق في عمليتَي اغتيال الضابط حسام العلياوي والقاضي أحمد الساعدي.
وفي العاصمة بغداد، شن مجهولون هجوماً مسلحاً على منزل عضو التيار الصدري الشيخ إبراهيم العظيمي، الواقع في قضاء المدائن جنوب العاصمة. وأظهرت صور تداولتها مواقع خبرية محلية الأضرار التي لحقت بالمنزل. وأبلغ مصدر مقرب من التيار الصدري «الشرق الأوسط» بعدم وقوع أضرار بشرية جراء الاعتداء. ويعتقد المصدر أن «بعض الفصائل المسلحة تواصل أعمالها الإجرامية، في إطار بحثها عن مناصب ومواقع في الحكومة العراقية. أتوقع أنهم لن يتوقفوا عن هذه الأعمال، ويتوجب على الدولة إيقافهم».
وكشف المصدر عن هجوم آخر شنه مسلحون، مساء السبت، على منزل موظف في هيئة النزاهة، وينتمي إلى التيار الصدري أيضاً، بمنطقة البلديات شرق بغداد. وأدى الهجوم إلى احتراق سيارته الخاصة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.