خبراء أمميون يطالبون بسحب «المرتزقة» السودانيين من ليبيا

TT

خبراء أمميون يطالبون بسحب «المرتزقة» السودانيين من ليبيا

طالب فريق من الخبراء الأمميين مجلس الأمن بالضغط على الحركات المتمردة في السودان من أجل سحب قواتها ومرتزقتها من الأراضي الليبية، وبالنظر في فرض عقوبات على الكيانات والأفراد الذين يرفضون الامتثال لهذه المطالب.
وأفاد التقرير النهائي لفريق الخبراء، التابع للجنة العقوبات الخاصة بالسودان، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم «1591» لعام 2005، بأن «أنشطة المرتزقة في ليبيا شكلت المصدر الرئيسي لتمويل معظم الحركات الدارفورية»، علماً بأن «الحركات الموقعة عادت تدريجاً إلى دارفور بسبب الضغوط الدولية، وتناقص المبالغ المقدمة من النظراء الليبيين». كما أكد أن بعض أعضاء الجماعات المسلحة في دارفور «استفاد من النشاطات الإجرامية المحلية والعابرة للحدود، وشكلت مناجم الذهب المستخرج بطرق تقليدية في جبل مرة مصدراً رئيسيا لتمويل حركة (جيش تحرير السودان) بقيادة عبد الواحد»، مشيراً إلى أن بعض الحركات الموقعة على الاتفاق «ينظر إلى تعدين الذهب في دارفور مصدراً محتملاً للإيرادات».
وأوصى الفريق «لجنة العقوبات» الخاصة بمجلس الأمن، وفقاً للقرار «1591»، بأن تحض الحركات المتمردة في السودان على «سحب جميع قواتها من البلدان الأجنبية»؛ بما فيها ليبيا، مضيفاً أنه إذا لم تمتثل هذه الحركات لهذا الطلب، وظلت تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي؛ فإنه «ينبغي لـ(اللجنة) أن تنظر في إدراج المعنيين من الأفراد أو الكيانات في قائمة العقوبات».
وطالب التقرير الفصائل الليبية المتحاربة والكيانات التي تدعمها بـ«وقف التعامل مع الجماعات المسلحة الدارفورية وتقديم الدعم لها، وتيسير ودعم انسحابها من ليبيا وعودتها إلى دارفور»، داعياً الحكومة السودانية إلى «تيسير إنشاء القوة الأمنية المشتركة في دارفور مع مشاركة قوات الحركات المسلحة، بالإضافة إلى إنشاء المفوضية الإقليمية لنزع السلاح والتسريح، وإعادة الدمج في دارفور مع مكاتب فرعية في ولايات دارفور الخمس، على أن تزود المفوضية بالقدرات والموارد اللازمة لتمكينها من تنفيذ نشاطات نزع السلاح والتسريح، وإعادة الدمج المتوخاة في (اتفاق جوبا للسلام)».
وحض الفريق الجماعات الموقعة على الاتفاق على «التوقف عن تجنيد المقاتلين وتقديم قوائم رئيسية لقواتها، وأن تقوم الحكومة السودانية بتعزيز لجنة وقف إطلاق النار الدائم المنشأة ودعمها وتزويدها بالموظفين من أجل توفير القدرة والتمويل لمواصلة تفعيل ولاية اللجنة وتنفيذها»، فضلاً عن إنشاء «آلية لتيسير وإدارة وتقديم طلبات الإعفاء من حظر توريد الأسلحة، فيما يتعلق بالأسلحة والذخائر، التي تقوم الحركات الموقعة بنقلها إلى دارفور في إطار عملية امتثالها المستمرة لشروط العودة إلى دارفور بموجب الاتفاق».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.