إسرائيل تطارد ثلاث شركات لبنانية متصلة بـ«حزب الله»

بعد نجاحها في ملاحقات سابقة

TT

إسرائيل تطارد ثلاث شركات لبنانية متصلة بـ«حزب الله»

بعدما تمكنت من تضييق الخناق على شركات سابقة، أصدرت «الهيئة الوطنية للمواجهة الاقتصادية» في الحكومة الإسرائيلية، أمراً يتيح إجراء ملاحقة دولية لثلاث شركات لبنانية جديدة بدعوى أنها تقيم صلات تجارية مع «حزب الله» وتساعده بشكل غير مباشر على مشروعه لتحديث الصواريخ وجعلها أكثر دقة وفتكاً.
وجاء في أمر بهذا الخصوص وقّع عليه وزير الدفاع بيني غانتس، أن «هذه الشركات تعمل من بيروت العاصمة، وتحت غطاء كونها مدنية، تقوم ببيع معدات تساعد منظمة (حزب الله) الإرهابية على تعزيز قوتها العسكرية وبناها التحتية». وحسب هذا الأمر: «يعتمد ‫(حزب الله) على مصدرين للحصول على المواد الخام لبناء بنية تحتية إرهابية وتسليح نفسه وإنتاج أسلحة، هما: المحور الأول - تهريب المعدات الإيرانية إلى لبنان براً وبحراً. والمحور الآخر - الشراء من الشبكات والمحلات المدنية تحت ستار الاستخدام المدني». وادعى غانتس أن «الجهة المسؤولة التي تقوم بعملية الشراء في الحزب هي وحدة إنتاج الصواريخ الدقيقة التي تعمل بالتعاون مع القوات الإيرانية. وهذه الوحدة مسؤولة عن إنتاج أسلحة وصواريخ متطورة ضد إسرائيل. ويتم استخدام المعدات التي تم شراؤها من الشبكات والمحال المدنية لبناء القواعد والبنية التحتية لإنتاج الأسلحة المتقدمة».
وتضمن الأمر الذي أصدرته الهيئة المذكورة، شرحاً مقتضباً عن الشركات الواردة أسماؤها في الأمر، على النحو التالي: «شركة الطفيلي، وهي شركة تتاجر في المعدات والماكينات ويقوم (حزب الله) بشراء رافعات منها تساعده في بناء قواعد ومواقع التنظيم الإرهابي. الشركة تعود إلى عائلة الطفيلي. المدير الفعلي للشركة هو إيهاب ولديه عدد من الإخوة: ماهر وأيمن ووليد. للشركة موردون في تركيا وهولندا والكويت. شركة المبيض، وهي شركة تتاجر بزيوت الماكينات والمعدات، صاحب الشركة ومديرها الفعلي هو المهندس علي المبيض، وتقيم الشركة علاقات مع شركات عالمية، خصوصاً الأوروبية منها. شركة بركات، وهي شركة تتاجر في أنظمة التدفئة والتبريد التي يشتريها (حزب الله) لمواقعه الجديدة، مالك الشركة نبيل علي بركات، وتقيم الشركة علاقات تجارية مع شركات عالمية، وتبيع معدات تساعد (حزب الله) في تعزيز قوته».
وقد أكد مصدر أمني إسرائيلي، في تصريحات لوسائل الإعلام العبرية، أن «الهيئة الإسرائيلية المذكورة بدأت في أغسطس (آب) الماضي ملاحقة شركات لبنانية بهذه الطريقة وحققت بذلك نجاحات واضحة، وتداعيات كبيرة على أصحاب الشركات. ومن المتوقع أن تؤثر هذه الأوامر على قدرة الشركات على تلقي خدمات من البنوك ذات العلاقات الدولية باعتبار أن أموالها تخدم (حزب الله)». وقال إن «هذه الملاحقة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى فرض عقوبات دولية، ويجعل من الصعب على الشركات التي تستورد المعدات من الخارج أن تقوم بأعمالها كما يجب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».