انطلاق معرض الرياض للعقارات وسط ترقب توجهات السوق مع ظهور القوانين الجديدة

مناقشات تصاحب المعرض حول البيع على الخريطة وارتفاع أسعار الأراضي وشراكة وزارة الإسكان

وزير الإسكان الدكتور عصام بن سعيد يستمع لشرح يوسف الشلاش رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان أمس خلال تدشين معرض الرياض للعقارات (تصوير: خالد الخميس)
وزير الإسكان الدكتور عصام بن سعيد يستمع لشرح يوسف الشلاش رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان أمس خلال تدشين معرض الرياض للعقارات (تصوير: خالد الخميس)
TT

انطلاق معرض الرياض للعقارات وسط ترقب توجهات السوق مع ظهور القوانين الجديدة

وزير الإسكان الدكتور عصام بن سعيد يستمع لشرح يوسف الشلاش رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان أمس خلال تدشين معرض الرياض للعقارات (تصوير: خالد الخميس)
وزير الإسكان الدكتور عصام بن سعيد يستمع لشرح يوسف الشلاش رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان أمس خلال تدشين معرض الرياض للعقارات (تصوير: خالد الخميس)

انطلق معرض الرياض للعقارات أمس وسط ترقب كبير حول توجهات سوق العقارات السعودية، في الوقت الذي يشهد فيه سوق العقارات هدوءا في التعاملات، على الرغم من أن العقارات تعد من أفضل قنوات الاستثمار في السعودية، على الرغم من نشاط طرح وحدات تجارية للتأجير بشكل واسع في المدن الرئيسية بشكل عام، وفي الرياض بشكل خاص.
وشهدت سوق العقارات السعودية خلال العام الماضي والفترة الحالية من العام الحالي دخول لاعبين جدد سيؤثرون في معادلة العقار، التي كان يتفوق فيها الطلب على العرض، في الوقت الذي ينتظر فيه أن تتغير هذه المعادلة بعد خمس سنوات من دخول هذه الأطراف الجديدة، حيث تتمثل هذه الأطراف في وزارة الإسكان ومنظومة التمويل العقاري، وشركات التطوير وشركات الخدمات، إضافة إلى قرار فرض رسوم على الأراضي، الذي قد يعيد تشكيل الخريطة العقارية ونموها وتحركاتها خلال السنوات المقبلة.
وقال محمد السبعان الرئيس التنفيذي لشركة «دواوين»، إن السوق العقارية السعودية ما زالت تحتاج إلى المزيد من الوحدات السكنية، وإن ما يعرض في المعرض لا يشكل 10 في المائة من ما تحتاج إليه سوق الرياض العقارية، مرجعًا ذلك إلى تنامي الطلب في العاصمة الرياض.
وأضاف: «هناك نقص والسوق بحاجة إلى معلومات صحيحة تواجه كل ما يطرح من إشاعات في السوق، في وقت انعدمت فيه التنبؤات بأسعار العقارات خلال الفترة الحالية»، مشددا إلى أن الأسعار لم تختلف عما هي عليه في العام الماضي.
وتعدّ سوق العقارات السعودية أكبر سوق عقارية في كل القطاعات، حيث يبلغ مخزون رؤوس الأموال، وفقا لتوقعات غير رسمية تصل إلى 1.250 تريليون ريال (333 مليار دولار)، في الوقت الذي يصل فيه الطلب على الوحدات السكنية 200 ألف وحدة سكنية بشكل سنوي، في حين يسيطر الأفراد على عمليات التطوير الإسكانية في البلاد.
وكان معرض الرياض للعقارات والإسكان والتمويل قد انطلق يوم أمس وسط مشاركة واسعة من شركات التطوير والاستثمار العقاري، برعاية وزير الإسكان السعودي المكلف الدكتور عصام بن سعيد، حيث تغطي مشاركات هذا العام جميع صالات مركز المعارض، وتتمثل في عروض واسعة من مشاريع التطوير والاستثمار العقاري والإسكاني وبرامج التمويل المقدمة من البنوك والشركات العاملة في تمويل شراء المساكن والوحدات العقارية، إضافة إلى مشاركة شركات خليجية مهتمة بتسويق مشاريعها وخدماتها في السوق السعودية.
وبحسب الشركة المنظمة، فإن الحدث العقاري السنوي يقدم كل عام إنجازات في مختلف مشاريع وخدمات قطاع الاستثمار العقاري والبنكي والتمويلي في جميع مناطق البلاد، حيث يؤكد ويبرز من خلال العروض الكبيرة التي تتنافس فيها الشركات والمشاركون في فعالياته قوة وحيوية هذا القطاع وحجم استثماراته المتزايدة خصوصا في مشاريع الإسكان والتطوير العقاري، وكذلك البرامج الجديدة التي تقدمها البنوك والشركات المالية في مجال التمويل العقاري للأفراد والشركات.
وتشارك في المعرض شركات عقارية وبنوك وشركة تمويل تقدم عروضها في أجنحة ضخمة تتناسب مع مشاريعها وبرامجها التمويلية، وتسمح باستيعاب ما يشهده المعرض من إقبال كثيف كل عام من الزوار والمستثمرين.
وقد تكون أنشط اللاعبين الجدد في سوق العقارات السعودية هي وزارة الإسكان ووزارة التجارة، ففي الوقت الذي تعمل فيه وزارة الإسكان على تحفيز المطورين من خلال برامجها المقبلة والعمل على الوصول إلى مستحقي الدعم السكني من المواطنين، تنشط وزارة التجارة في عملية تصفية المساهمات العقارية المتعثرة، إضافة إلى ترخيص البيع على الخريطة.
وتهدف وزارة التجارة التي تشارك في معرض الرياض للعقارات للتعريف عن برنامج البيع على الخريطة الذي يعمل على تنظيم نشاط البيع على الخريطة لتحقيق الثقة والأمان بين المتعاملين وحماية حقوق المشترين وتشجيع دخول مستثمرين جدد.
وقالت الوزارة إن زوار المعرض سيتمكنون من الاطلاع على المشاريع التي تشرف عليها الوزارة والتي تجاوزت 17 ألف وحدة عقارية في مختلف مناطق المملكة، تقدر قيمتها بنحو 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، كما سيمكنهم من معرفة الإجراءات اللازمة لتراخيص البيع على الخريطة للأراضي الخام ورخص تسويق العقارات الخارجية.
يذكر بأن برنامج البيع على الخريطة أحد سبل تملك العقار التي تتيح للمشتري الحصول على العقار بتكلفة أقل، إضافة إلى أنها تتيح للمطور العقاري الحصول على تمويل مباشر من خلال دفعات المشترين.
وتعمل وزارة التجارة والصناعة ممثلة في برنامج البيع على الخريطة على إعادة دراسة وتطوير جميع الإجراءات والأنظمة المرتبطة بمشاريع البيع على الخريطة وفقًا لصلاحياتها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.​​
من جهته، قال حسين الفراج، الرئيس التنفيذي لمعارض «ريستاتكس العقارية» منظمة المعرض أن المعرض سيقدم أبرز مستجدات السوق العقارية والاستثمارات والمشروعات التي اعتاد كل عام استقطاب مشاركتها وتنقل تطور ومنجزات القطاع العقاري الإسكاني في جميع مناطق السعودية إلى جانب مبتكرات وبرامج التمويل المتاحة للراغبين في تملك العقارات والمساكن.
وقال الفراج إن الدورة الحالية من معرض الرياض للعقارات سيناقش من خلال ورش العمل المصاحبة نظام بيع الوحدات العقارية على الخريطة ومعوقاتها والشراكات، إضافة إلى أسباب ارتفاع أسعار الأراضي، والتمويل العقاري، وبرامج شراكة وزارة الإسكان، والتي سيشارك بها مسؤولون ورجال أعمال وخبراء لإثراء المعرض من خلال تلك المناقشات.
وتشهد سوق العقارات في السعودية تطورا في طريقة تمليك الوحدات السكنية مع إقرار برامج الرهن العقاري، التي سوف تساهم في دخول شركات تطوير عقارية جديدة مما يتيح للمواطنين أسعارا تنافسية أفضل، في الوقت الذي صاحب السوق ركود في المبيعات، حيث تشهد أعمال الإنشاء خلال الفترة الحالية تحسنا ملحوظا.
يشار إلى أن حجم الاحتياج في السوق العقارية المحلية سيبلغ نحو 4.5 مليون وحدة سكنية بحلول 2020. بينما تشير تقارير إلى حاجة السعودية لبناء ما لا يقل عن 2.6 مليون وحدة سكنية خلال السنوات الخمس المقبلة بهدف تلبية الطلب المتزايد على الوحدات العقارية السكنية.
ويقدر حجم التمويل الإسكاني بنحو 117 مليار ريال (31.2 مليار دولار) سنويا لاستغلال مساحة 110 ملايين متر مربع من الأراضي الصالحة للاستثمار، لمواجهة النمو السكاني المرتفع.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.