هاو يجب أن يُظهر أن صفقات نيوكاسل الجديدة تستحق الأموال التي دفعت فيها

التحدي الذي يواجهه المدرب هو أن هذا الفريق الذي يبدو جيداً على الورق قادر على حصد النقاط

الفوز على ليدز ضاعف من تفاؤل هاو بتجنب الهبوط (رويترز)
الفوز على ليدز ضاعف من تفاؤل هاو بتجنب الهبوط (رويترز)
TT

هاو يجب أن يُظهر أن صفقات نيوكاسل الجديدة تستحق الأموال التي دفعت فيها

الفوز على ليدز ضاعف من تفاؤل هاو بتجنب الهبوط (رويترز)
الفوز على ليدز ضاعف من تفاؤل هاو بتجنب الهبوط (رويترز)

عندما تولى إيدي هاو القيادة الفنية لنيوكاسل وتم تكليفه بمهمة إبقاء النادي في الدوري الإنجليزي الممتاز، سرعان ما أدرك أن هناك طريقين مختلفتين للخروج من منطقة الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وتتسم كلتا الطريقين بالخطورة، لكن إحداهما أكثر جاذبية وتتجنب بعض المطبات الصعبة، وبالتالي قرر هاو أن يسلك هذه الطريق. وبدلاً من الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي والأمل في أن يتمكن الفريق من استغلال الهجمات المرتدة السريعة، قرر هاو الاعتماد على اللعب الهجومي والاستحواذ على الكرة والتمرير بشكل جميل.
ربما نجح رافائيل بينيتز، ومؤخراً ستيف بروس، في قيادة عدد من الأندية للهروب من الهبوط من خلال الاعتماد على اللعب الدفاعي، لكن المدير الفني السابق لبورنموث كان مصمماً على القيام بالأشياء بشكل مختلف. وقد ساعده في ذلك - على عكس بينيتز وبروس - أنه لا يعمل مع مالك للنادي مثل مايك آشلي، لكن المالك الجديد - مجموعة يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي - مصمم على تطوير النادي ونقله إلى مصاف الأندية الكبرى. وكانت المشكلة الوحيدة التي تواجه هاو تتمثل في أنه لم يكن يمتلك عدداً كافياً من اللاعبين المناسبين لخططه، وبالتالي لم يحقق الفوز سوى مرتين فقط خلال المباريات الـ11 التي لعبها نيوكاسل تحت قيادته، ويحتاج الآن وبشدة إلى تألق اللاعبين الجدد الذين تعاقد معهم مقابل ما يقرب من 90 مليون جنيه إسترليني.
وكل ما يهم الآن هو أن يثبت برونو غيماريش، وكيران تريبيير، وكريس وود، ودان بيرن، بالإضافة إلى اللاعب المنضم لنيوكاسل على سبيل الإعارة مات تارغيت، أن هاو قد نجح في تحقيق ما فشل فيه كل من بروس وستيف مكلارين وألان بارديو بدرجات متفاوتة. وعلى الرغم من العمل مع مجموعات مختلفة للغاية من اللاعبين، فإن القاسم المشترك بين هؤلاء المديرين الفنيين الثلاثة هو أنه كلما حاولوا إبعاد نيوكاسل عن الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة - التي تميز طريقة لعب النادي منذ أكثر من عقد من الزمان - واجهوا مشاكل كبيرة.
لكن بينيتز كان يدرك جيداً أنه لا يمتلك لاعبي خط الوسط القادرين على التحكم في إيقاع اللعب والاستحواذ على الكرة وتمريرها لفترات طويلة، وبالتالي لم يحاول حتى تغيير طريقة اللعب، لكنه بدلاً من ذلك كان يعمل على تحسين قدرة الفريق على شن هجمات مرتدة سريعة. والآن، أصبح لدى هاو أخيراً لاعب مهاري يمتلك القدرات والإمكانات التي تجعله قادراً على أن يكون حجر الزاوية الذي يتم بناء فريق نيوكاسل من حوله، وهو اللاعب البرازيلي غيماريش، الذي يمتلك فنيات وقدرات بدنية هائلة في خط الوسط الدفاعي، والذي انضم لنيوكاسل قادماً من ليون الفرنسي مقابل رسوم أولية تصل إلى نحو 35 مليون جنيه إسترليني. وبالتالي، فإن سرعة تأقلم اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 24 عاماً مع كرة القدم الإنجليزية ستحدد على الأرجح ما إذا كان نيوكاسل سيهرب بعيداً عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط أم لا.
وطور غيماريش، الذي غالباً ما يوصف بأنه «لاعب خط وسط متكامل»، مهاراته في ملاعب كرة القدم للصالات (الكرة الخماسية)، ونادراً ما يفقد الاستحواذ على الكرة، وقادر على الاستحواذ على الكرة في أضيق المساحات وأصعب المواقف. من الواضح للجميع أن نقطة الضعف الأكبر لنيوكاسل كانت تتمثل في خط دفاعه المهلهل، لكن جزءاً كبيراً من المشكلة كان يعود في الأساس لحقيقة أن خط الوسط لا يقوم بواجبه كما ينبغي في المساندة الدفاعية.
في الواقع، لم يُطلق على غيماريش لقب «عازف البيانو» من فراغ، لكنه يعكس القدرات والفنيات الهائلة لهذا اللاعب، الذين يمكن أن يساعد جمال لاسيليس ورفاقه على الظهور بشكل أفضل في الخط الخلفي مقارنة بما كان عليه الأمر هذا الموسم. وعلى الرغم من ذلك، يتوقف الكثير على مدى تكيف اللاعبين الجدد مع الفريق، وكيف يمكن للاعبي الفريق الذين قال عنهم بروس إن بينيتز قد «غسل دماغهم» فيما يتعلق بعقلية الهجوم المرتد السريع، والتكيف مع التغيير في الرؤية الفنية للمدير الفني الجديد.
في الحقيقة، من المستحيل أن نتصور أن آشلي كان سينفق 25 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع وود البالغ من العمر 30 عاماً، و13 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع بيرن البالغ من العمر 29 عاماً، و15 مليون جنيه إسترليني على كيران تريبيير البالغ من العمر 31 عاماً. لقد كان آشلي متردداً باستمرار في التعاقد مع لاعبين تزيد أعمارهم على 25 عاماً بسبب ضعف إمكانية إعادة بيعهم في المستقبل، لكن هذه السياسة جعلت الفريق يفتقر للخبرات في كثير من الأحيان، وهو الأمر الذي أدى إلى هبوط النادي مرتين تحت قيادة آشلي.
وعلى الرغم من أن بيرن لم يكن يشارك بصفة أساسية مع برايتون، فإنه كان يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق في الآونة الأخيرة، وقد يثبت اللاعب، الذي يشجع نيوكاسل منذ نعومة أظافره، أنه من أفضل الصفقات الجديدة خلال فترة الانتقالات الشتوية، وهو الأمر الذي سيهدئ من إحباطات وآلام هاو بعد فشله في التعاقد مع لاعب ليل الفرنسي سفين بوتمان، ومدافع إشبيلية دييغو كارلوس، اللذين كانا أول خيارين لتدعيم خط الدفاع.
ومع ذلك، إذا كان وود يعد بديلاً مناسباً في خط الهجوم للمصاب كالوم ويلسون، المهاجم الأساسي لنيوكاسل - الذي سيؤدي إلى إضعاف ناديه السابق بيرنلي أيضاً - فقد يكون لدى هاو الأسباب التي تجعله يشعر بالضيق لعدم ضم المهاجمين القادرين على تغيير مجريات أي لقاء؛ وهما اللاعب الشاب المثير للإعجاب هوغو إيكيتيك الذي يلعب لنادي ريمس الفرنسي، ونجم مانشستر يونايتد جيسي لينغارد.
ويبدو تريبير، الظهير الأيمن الذي لا يزال يأمل في العودة لصفوف المنتخب الإنجليزي، بالفعل كقائد لنيوكاسل في المستقبل، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عن التأثير المحتمل على الأجواء داخل الفريق عندما يتم سحب شارة القيادة من جمال لاسيليس، الذي سيشعر بالغضب بكل تأكيد. وفي مركز الظهير الأيسر، يجب أن يقدم تارغيت مستويات جيدة ويرسل كرات عرضية خطيرة بالشكل الذي يريده هاو. كما أن وجوده سيخلق منافسة كبرى في فريق يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الجيدين، لكن التحدي الذي يواجهه المدير الفني الآن هو التأكد من أن هذا الفريق الذي يبدو جيداً على الورق سيكون قادراً على حصد النقاط داخل الملعب.
وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يخسر هاو المنافسة أمام روي هودجسون المدير الفني لواتفورد، وشون دايك المدير الفني لبيرنلي، ودين سميث المدير الفني لنوريتش سيتي، وفرنك لامبارد المدير الفني لإيفرتون وآخرين، وعندئذ قد يتم طرح اسم بينيتز مرة أخرى كحل لمشاكل نيوكاسل. وفي النهاية، لن يكون من قبيل المبالغة أن نقول إن الأشهر القليلة المقبلة يمكن أن تؤدي إلى نجاح أو فشل مسيرة هاو التدريبية! وبلا شك فإن الشيء المطمئن بالنسبة لنيوكاسل أن المدير الفني يشعر بالفعل بالتفاؤل. فبعد الفوز على ليدز يونايتد قبل فترة التوقف، قال إيدي هاو إنه يأمل في أن يكون الفوز بمثابة نقطة تحول لفريقه في صراع الهروب من الهبوط. وتابع هاو: «لقد أظهرنا أن الروح القتالية موجودة في الفريق. نحن نقاتل من أجل بعضنا، ونحن نقاتل من أجل النادي. لدينا الثقة أن الأمور لم تنتهِ بعد. لا يزال هناك المزيد». وأضاف: «أنا سعيد من أجل كل من يرتبط بنيوكاسل بعد فوزنا بالمباراة، وأتمنى أن تكون بمثابة نقطة تحول لموسمنا».
ويحتل نيوكاسل المركز 18 في الدوري برصيد 15 نقطة من 21 مباراة وبفارق نقطة واحدة عن منطقة الأمان. وبعد التوقف الدولي، سيلعب نيوكاسل على أرضه ضد إيفرتون في الثامن من فبراير (شباط).



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.