«مقاطع الفيديو».. أحدث صيحات طلبات الالتحاق بالجامعات

كليات ترى أنها الطريقة المثلى للشباب.. ومعارضون يرونها «غير مجدية»

«مقاطع الفيديو».. أحدث صيحات طلبات الالتحاق بالجامعات
TT

«مقاطع الفيديو».. أحدث صيحات طلبات الالتحاق بالجامعات

«مقاطع الفيديو».. أحدث صيحات طلبات الالتحاق بالجامعات

بدأ ميتشل موران كابلان العمل المعتاد على طلبات الالتحاق بالكليات، أما بالنسبة إلى الطلب المقدم إلى «غوتشر كوليدج»، فقد حمل الشاب ذو الثمانية عشر عاما كاميرا خلال الخريف الماضي، وذهب في رحلة بالسيارة لجمع صور لازمة لإخراج مقطع مصور مدته دقيقتان يستهدف استعراض شخصيته والتعبير عن نفسه. ولم تطلب جامعة الفنون الحرة الخاصة في مقاطعة بالتيمور الأميركية درجات اختبارات الميول الدراسية، أو مقالا شخصيا، أو بيانا بالصفوف التعليمية التي اجتازها، بل طلبت فقط المقطع المصور، وكتابة موضوع وعمل من الأعمال التي قدمها الطالب خلال المرحلة الثانوية.
ومن خلال تقديم طلب الالتحاق الذي يتخذ شكل مقطع مصور، شارك الطالب القادم من بوي بولاية ميريلاند في تجربة توفر خيارا غير تقليدي يتضمن ضغطا أقل وسط جنون اختبارات الالتحاق بالكليات.
وقال خوسيه أنطونيو بوين، رئيس جامعة «غوتشر»، إن هناك «احتياجا كبيرا» في أنحاء البلاد لتطبيق طرق جديدة لتقديم طلبات الالتحاق بالكليات، مؤكدا «سوف نرى المزيد من طلبات الالتحاق البديلة. لقد تم بالفعل تحطيم النظام». وأوضح أن المقاطع المصورة هي الطريقة التي يتواصل بها المراهقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم لا يحتاجون إلى معلمين ومستشارين لعمل مقطع مصور. وتابع بوين قائلا «إنها طريقة جذابة وتلقى قبولا. وعدد من يستطيعون القيام بذلك أكبر. وليس الأثرياء أو الذي يتمتعون بمزايا هم فقط من يستطيعون القيام بذلك».
ومن المأمول أن تنجح هذه الطريقة في تقديم لمحة حقيقية عن الطالب، الذي يسعى إلى الالتحاق بالجامعة، تكون أكثر صدقا من المقالات المكتوبة بعناية والتي يتم تنقيحها مرارا. وقال موران كابلان، وهو يتحدث أمام الكاميرا بينما يقف مراهق ذو لحية أمام منزل صغير يوجد في المنطقة منذ كان طفلا في جبال فيرجينيا «أردت أن أريكم هذا حتى تتأكدوا أن لدي دافعا. أنا أريد النجاح في أي عمل أقوم به سواء في حياتي المهنية، أو في الرياضة، أو في الكلية، لأنني لا أريد أن ينتهي بي الحال في مكان مثل هذا». وفي لقطة أخرى يظهر موران كابلان في أنابوليس وهو يقول «آمل أن أكون من يساعد في التوصل إلى اتفاقية سلام بين فلسطين وإسرائيل. لقد عرفتم ما التخصص الذي أود دراسته، إنه الدراسات الدولية. وأريد كذلك دراسة اللغتين العربية والعبرية ضمن المواد غير الأساسية». وفي لقطة أخرى يظهر مع فريق الرغبي بمدرسة «إليانور روزفلت» الثانوية ويقول «أنا قائد الفريق العام الحالي. ونحن في نهاية التدريب. أعلم أن (غوتشر) ليس لديها فريق للرغبي، لكنني أظن أنني قادر على إنشاء فريق هناك». وجاءت اللقطة الأخيرة التي يظهر بها وهو يحتضن زملاءه في الفريق ويهتفون جميعا بكلمة «ريدرز».
كان المقطع المصور مجديا وتم قبوله في جامعة «غوتشر» من دون الاهتمام بمعرفة متوسط درجاته، أو بيان يوضح جديته خلال المرحلة الثانوية. لقد كان واحدا من 49 طالبا تم قبولهم بهذه الطريقة، في حين كان إجمالي الطلبة الذين أرسلوا مقاطع مصورة 64.
ويتخذ المشككون موقفا معارضا لهذه الطريقة ويرون أنها جذابة، لكنها غير مفيدة، وتوضح مرونة طريقة غريبة تم اعتمادها ضمن معايير القبول في الجامعات. ويتم العمل على 3.45 مليون طلب سنويا مقدم إلى أكثر من 500 جامعة مختارة من خلال موقع «كومن أبليكيشين». وهناك فرصة أن يحل طلب الالتحاق بتقديم مقطع مصور أو ما شابه محل طلبات الالتحاق التقليدية، أو المعايير الأخرى الخاصة بعملية القبول في الجامعات قريبا. وتطبق «غوتشر»، التي يبلغ عدد طلابها نحو 2.100 طالب، هذه الطريقة ولا يبدو أنها عازمة على إلغائها. مع ذلك ساعدت التجربة بوين، عازف الجاز الذي انضم إلى «غوتشر» العام الماضي، في جذب الانتباه إلى جامعته في سوق مزدحم. وبحسب التقرير الأميركي للأخبار والعالم، تشغل جامعة «غوتشر» المرتبة الـ105 بين جامعات الفنون الحرة، وهو مركز قريب من «هامبدن سيدني كوليدج» في ولاية فيرجينيا، و«واشنطن كوليدج» في ولاية ميريلاند، وأربع جامعات أخرى. وتقبل بعض الجامعات المقاطع المصورة من بين متطلبات التقديم للالتحاق بالجامعات، وطالما كانت المقاطع المصورة ضرورية بالنسبة إلى الكليات التي تستعين بفناني أداء.
وفي عام 2012، قدمت جامعة «جورج ماسون» في فيرفاكس بولاية فيرجينيا، خيارا للمتقدمين، وهو تقديم مقاطع مصورة إضافة إلى المتطلبات الأخرى. وفي عام 2013، بدأت جامعة «بابسون كوليدج» في ماساتشوستس في السماح للمتقدمين بتقديم مقطع مصور مدته دقيقة بدلا من مقال مكون من صفحة. كذلك سمحت جامعة «تافتس» بتقديم مقاطع مصورة كطلبات التحاق بها لبضع سنوات، لكن قالت متحدثة باسم الجامعة إن كلية «ماساتشوستس» ألغت هذه التجربة لأن المقاطع المصورة لم تكن «تمثل إضافة إلى ما يقوله المتقدمون لنا عن أنفسهم من خلال وسائل أخرى».
وكانت طريقة تقديم بوين للفكرة، التي تتمثل في تنحية درجات الاختبارات وبيانات الصفوف الدراسية التي اجتازها الطالب، مختلفة قليلا. عدد الكليات، التي لا تطلب درجات اختبار في تزايد، لكن من غير المعتاد بالنسبة إلى كلية تتحرى الدقة في اختيارات طلبتها ألا تطلب بيانا بالصفوف الدراسية التي اجتازها الطالب، ومن ضمن تلك الكليات «غوتشر» التي يبلغ معدل القبول بها 70 في المائة. لذا أرسل عدد كبير من المتقدمين، الذين استخدموا المقاطع المصورة للالتحاق بـ«غوتشر»، بيانا بالصفوف الدراسية التي اجتازوها من أجل الحصول على منح دراسية.
مع ذلك، قال كريستوفر وايلد، مستشار في شؤون القبول بالجامعات، إنه لم يتم النظر في أي بيان من تلك البيانات قبل اتخاذ قرار بشأن قبول الطلب. وانضم ثلاثة أساتذة إلى وايلد في ديسمبر (كانون الأول) من أجل مشاهدة الطلبات المقدمة في شكل مقاطع مصورة. وقاموا بتقييم الأعمال التي قام بها الطالب خلال المرحلة الثانوية أولا حتى لا يتأثروا بالمقاطع المصورة. وقاموا بعد ذلك بتقييم المقاطع المصورة على أساس جودة المحتوى وجديته، ومدى تنظيم وتماسك محتواه، ومدى وضوحه وفعاليته.
وتم قبول طلبات المتقدمين الذين حصلوا على 23 من 35 نقطة على الأقل. وأقرّت نينا كاسنيونس، وهي أستاذة مساعدة للعلوم السياسية شاركت في التجربة، بأن الأمر كان يتضمن مخاطرة. وأعربت عن مخاوفها من كمّ المعلومات التي يمكن معرفتها من المقاطع المصورة. وقالت: «لقد كنت خائفة للغاية من عدم توافر شبكة أمان من بيانات الصفوف الدراسية التي اجتازها الطلبة. هل سيكون الطلبة، الذين تم قبولهم، مستعدين للدراسة الجامعية؟ هل تقوم «غوتشر» بشيء غير أخلاقي؟».. مع ذلك قالت كاسنيونس إنها شعرت بالطمأنينة عند الاطلاع على الأعمال التي قدمها الطلبة، وملامح شخصيتهم التي ظهرت من خلال المقاطع المصورة. وقال موران كابلان إنه تقدم للالتحاق بجامعة «ميريلاند»، وجامعة «إيموري»، وجامعة «كولومبيا»، وجامعة «روتشستر». وفي يوم خلال فصل الخريف الماضي، وبينما كان يعمل على موقع «كومن أبليكيشن»، قرر أن يجرب شيئا مختلفا، فعكف على عمل مقطع مصور لـ«غوتشر» باستخدام كاميرا قديمة وبرنامج «آي موفي». وقال «لقد كان الأمر أكثر إمتاعا من الجلوس وكتابة موضوع عن شخصيتي، أو ما الذي يمكن أن أقوم به في هذا الموقف أو ذاك. لقد منحني هذا فرصة للتعبير عن ذاتي بطريقة مختلفة». وهو ينتظر حاليا ليرى ما إذا كان تم قبوله في جامعات أخرى قبل تحديد الجامعة التي يود الالتحاق بها، أم لا.
وقالت ماريسا دي لافيز، البالغة من العمر 17 عاما، من ولاية ميريلاند، إنها أرسلت طلبا على شكل مقطع مصور لأنه تحب إخراج المقاطع المصورة، مؤكدة أن هذه هي هوايتها. وأضافت قائلة «لقد كان هذا بمثابة نداء لي. عندما أفكر في الأمر أرى أنه مناسب بشكل مثالي لي. من يريد أن يبدو عاديًا عند التقديم للالتحاق بجامعة؟ يريد كل طالب توضيح تميزه». وضعت ماريسا كاميرا على حافة نافذة في غرفة نومها المليئة بالملصقات المعلقة على الجدران، وجلست على مقعد وبدأت تروي قصتها، التي تتضمن منحا دراسية شرفية من جمعيات، وجوائز تميز دراسي، وجمع تبرعات من أجل مقاومة المرض الليمفاوي غير الهودغكين، وتصلب الأنسجة المتعدد، والرقص مع فرقة في مدرسة «لنغانور» الثانوية، والاشتراك في نشاط الطلبة الصحافي. وقالت في المقطع المصور «آمل حقا أن تقبلوني، فأنا سأمثل إضافة رائعة إليكم. أنا أحب الجامعة وأجواءها، فهي رائعة بالفعل. إنها بغيتي بكل صدق». وتم قبولها في «غوتشر»، لكنها قالت إنها سوف تفكر في العروض الأخرى المقدمة من «هود كوليدج» في بلدتها، وجامعة «شيبنسبيرغ» في بنسلفانيا، وجامعة «توسان» بالقرب من «غوتشر». وقالت إن مستواها الدراسي جيد، لكنها كانت تريد الالتحاق بكلية تهتم بما هو أكبر من درجات الاختبارات. وقالت «أنا لست مجرد درجة اختبار، بل أنا إنسانة».

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
TT

{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)

منذ 15 عاما حينما تأسست مكتبة الإسكندرية الجديدة، وكان الطلاب والباحثون من مختلف أنحاء مصر يشدون الرحال إلى «عروس المتوسط» للاستفادة من الأوعية المعرفية كافة التي تقدمها المكتبة لزائريها، والاطلاع على خدمات المكتبة الرقمية والدوريات العلمية والبحوث، لكن الجديد أن كل ذلك أصبح متاحا في 20 محافظة في مختلف أنحاء مصر وللطلاب العرب والأفارقة والأجانب المقيمين في مصر كافة من خلال «سفارات المعرفة».

فعاليات لنبذ التطرف
لم تكتف مكتبة الإسكندرية بأنها مركز إشعاع حضاري ومعرفي يجمع الفنون بالعلوم والتاريخ والفلسفة بالبرمجيات بل أسست 20 «سفارة معرفة» في مختلف المحافظات المصرية، كأحد المشروعات التي تتبع قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة لصناعة ونشر الثقافة والمعرفة ورعاية وتشجيع الإبداع الفني والابتكار العلمي.
ويقول الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المشروع من أدوات المكتبة لنشر العلم والثقافة في مصر والعالم أجمع، ووجود هذه السفارات يساعد المكتبة على تحقيق أهدافها على نطاق جغرافي أوسع. ونحن هذا العام نسعى لمحاربة التطرف الذي ضرب العالم، وخصصنا السمة الرئيسية للمكتبة هذا العام (نشر التسامح تعظيم قيمة المواطنة، ونبذ العنف والتصدي للإرهاب) والتي سوف نعلن عن فعالياتها قريبا». يضيف: «نتمنى بالطبع إقامة المزيد من السفارات في كل القرى المصرية ولكن تكلفة إقامة السفارة الواحدة تزيد على مليون جنيه مصري، فإذا توافر الدعم المادي لن تبخل المكتبة بالجهد والدعم التقني لتأسيس سفارات جديدة».

خطط للتوسع
تتلقى مكتبة الإسكندرية طلبات من الدول كافة لتفعيل التعاون البحثي والأكاديمي، يوضح الدكتور الفقي: «أرسلت لنا وزارة الخارجية المصرية مؤخرا خطابا موجها من رئيس إحدى الدول الأفريقية لتوقيع بروتوكول تعاون، وتسعى المكتبة لتؤسس فروعا لها في الدول الأفريقية، وقد أوصاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات الأفريقية، ونحن نوليها اهتماما كبيرا».
يؤكد الدكتور الفقي «المكتبة ليست بعيدة عن التعاون مع العالم العربي بل هناك مشروع (ذاكرة الوطن العربي) الذي سيكون من أولوياته إنعاش القومية العربية».
«مواجهة التحدي الرقمي هو أحد أهداف المكتبة منذ نشأتها»، يؤكد الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع سفارات المعرفة يجسد الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في نقل المعرفة لكل مكان في مصر، ومصطلح (سفارة) يعني أن للمكتبة سيطرة كاملة على المكان الذي تخصصه لها الجامعات لتقديم الخدمات كافة، بدأ المشروع عام 2014 لكنه بدأ ينشط مؤخرا ويؤدي دوره في نشر المعرفة على نطاق جغرافي واسع».
يضيف: «تقدم المكتبة خدماتها مجانا للطلاب وللجامعات للاطلاع على الأرشيف والمكتبة الرقمية والمصادر والدوريات العلمية والموسوعات التي قام المكتبة بشراء حق الاطلاع عليها» ويوضح: «هناك 1800 فعالية تقام بالمكتبة في مدينة الإسكندرية ما بين مؤتمرات وورشات عمل وأحداث ثقافية ومعرفية، يتم نقلها مباشرة داخل سفارات المعرفة بالبث المباشر، حتى لا تكون خدمات المكتبة قاصرة على الباحثين والطلاب الموجودين في الإسكندرية فقط».
«كل من يسمح له بدخول الحرم الجامعي يمكنه الاستفادة بشكل كامل من خدمات سفارة المعرفة ومكتبة الإسكندرية بغض النظر عن جنسيته» هكذا يؤكد الدكتور أشرف فراج، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والمشرف على «سفارات المعرفة» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه السفارات هي أفرع لمكتبة الإسكندرية تقدم للباحثين خدماتها والهدف من هذا المشروع هو تغيير الصورة النمطية عن المكتبة بأنها تخدم النخبة العلمية والثقافية، بل هذه الخدمات متاحة للطلاب في القرى والنجوع» ويضيف: «يمكن لأي باحث من أي دولة الحصول على تصريح دخول السفارة من مكتب رئيس الجامعة التي توجد بها السفارة».

صبغة دبلوماسية
حول اسم سفارات المعرفة ذي الصبغة الدبلوماسية، يكشف الدكتور فراج «للمصطلح قصة قانونية، حيث إن قسم المكتبات يدفع للناشرين الدوليين مبلغا سنويا يقدر تقريبا بنحو 25 مليون، لكي تكون الدوريات العلمية المتخصصة والمكتبات الرقمية العالمية متاحة لمستخدمي المكتبة، ولما أردنا افتتاح فروع للمكتبة في المدن المصرية واجهتنا مشكلة بأن هذه الجهات ستطالب بدفع نفقات إضافية لحق استغلال موادها العلمية والأكاديمية لكن مع كونها سفارة فإنها تتبع المكتبة ولها السلطة الكاملة عليها».
ويضيف: «تهدف السفارات لإحداث حراك ثقافي ومعرفي كامل فهي ليست حكرا على البحث العلمي فقط، وقد حرصنا على أن تكون هناك فعاليات خاصة تقام بكل سفارة تخدم التنمية الثقافية في المحافظة التي أقيمت بها، وأن يتم إشراك الطلاب الأجانب الوافدين لكي يفيدوا ويستفيدوا، حيث يقدم كل منهم عروضا تقديمية عن بلادهم، أو يشارك في ورشات عمل عن الصناعات اليدوية التقليدية في المحافظات وبالتالي يتعرف على التراث الثقافي لها وهذا يحقق جزءا من رسالة المكتبة في تحقيق التلاحم بين شباب العالم».
تتيح سفارات المعرفة للطلاب أنشطة رياضية وفنية وثقافية، حيث أسست فرق كورال وكرة قدم تحمل اسم سفارات المعرفة، وتضم في عضويتها طلابا من مختلف الجامعات والتخصصات وتنافس الفرق الجامعية المصرية. ويلفت الدكتور فراج «تقيم سفارات المعرفة عددا من المهرجانات الفنية وورشات العمل ودورات تدريبية لتشجيع الطلاب على بدء مشروعاتهم الخاصة لكي يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم خاصة في المدن السياحية».

قواعد موحدة
تم عمل بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية ومع التربية والتعليم ومع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ويوجد بكل سفارة شخصان تكون مهمتهما إرشاد الطلاب للمصادر الرقمية للمكتبة، وتقديم برنامج الأحداث والفعاليات الخاص بالمكتبة لمدة 3 شهور مقبلة، لكي يتمكن الباحث من تحديد المؤتمرات التي يرغب في حضورها عبر البث الحي».
كل قواعد المكتبة تتبع في كل سفارة ويتم التحكم في الأنظمة والأجهزة كافة عبر السفارات العشرين، من مكتبة الإسكندرية بالشاطبي حيث تتابع المكتبة السفارات العشرين عبر شاشات طوال فترة استقبال الباحثين من الساعة الثامنة النصف صباحا وحتى الخامسة مساء.
ويكشف الدكتور فراج «السفارة تنفق نحو نصف مليون كتكلفة سنوية، حيث توفر الخدمات والأجهزة كافة للجامعات بشكل مجاني، بل تساعد سفارات المعرفة الجامعات المصرية في الحصول على شهادات الأيزو من خلال ما تضيفه من تكنولوجيا وإمكانيات لها. ويؤكد فراج «يتم إعداد سفارة في مرسى مطروح لخدمة الطلاب هناك وسوف تقام مكتبة متكاملة في مدينة العلمين الجديدة».

أنشطة مجتمعية
يشير الدكتور سامح فوزي، المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية إلى أن دور سفارات المعرفة يتخطى مسألة خدمة الباحثين وتخفيف عبء الحصول على مراجع ومصادر معلومات حديثة بل إن هذه السفارات تسهم في تطوير المجتمع بشكل غير مباشر، أما الأنشطة المجتمعية ذات الطابع العلمي أو الثقافي فهي تخلق جواً من الألفة بين أهل القرى وبين السفارة».
تُعد تلك السفارات بمثابة مراكز فرعية للمكتبة، فهي تتيح لروادها الخدمات نفسها التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لجمهورها داخل مقرها الرئيسي، وتحتوي على جميع الأدوات والامتيازات الرقمية المقدمة لزوار مكتبة الإسكندرية؛ مثل إتاحة التواصل والاستفادة من الكثير من المشروعات الرقمية للمكتبة، مثل: مستودع الأصول الرقمية (DAR)؛ وهو أكبر مكتبة رقمية عربية على الإطلاق، ومشروع وصف مصر، ومشروع الفن العربي، ومشروع الأرشيف الرقمي لمجلة الهلال، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع «محاضرات في العلوم» (Science Super Course)... إلخ، بالإضافة لإتاحة التواصل مع الكثير من البوابات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمكتبة، مثل: موقع «اكتشف بنفسك»، والملتقى الإلكتروني (Arab InfoMall)، وبوابة التنمية... إلخ. ذلك إلى جانب خدمة «البث عبر شبكة الإنترنت»، التي تقدِّم بثاً حياً أو مسجلاً للفعاليات التي تقام بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية؛ حتى يُتاح لزائري المكتبة مشاهدتها في أي وقت بشكل سلس وبسرعة فائقة. علاوة على ذلك، تتيح مكتبة الإسكندرية لمستخدمي سفارات المعرفة التمتع بخدمات مكتبة الوسائط المتعددة، واستخدام نظام الحاسب الآلي فائق السرعة (Supercomputer).