مصر تدعو إلى «استراتيجية أفريقية» ضد «التطرف والإرهاب»

TT

مصر تدعو إلى «استراتيجية أفريقية» ضد «التطرف والإرهاب»

دعت مصر إلى تبني «استراتيجية أفريقية» واضحة، للقضاء على خطر «التطرف والإرهاب»؛ مشيرة خلال اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي التي تُعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى «العديد من القواسم المشتركة في سُبل التعامل مع التحديات المختلفة للسلم والأمن في القارة، رغم تباين السياق الخاص بكل نزاع».
ومثَّل وزير الخارجية سامح شكري وفد مصر، خلال اجتماعات الدورة الخامسة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، والتي عُقدت على مدار يومي 5 و6 فبراير (شباط) الجاري. وفي كلمته قال شكري إن بلاده «لم تدخر أي جهد للعمل مع شقيقاتها من الدول الأفريقية، لتخطي ما تواجهه من تحديات وتحقيق أهداف وتطلعات شعوب القارة نحو مستقبل أفضل»، مستعرضاً الرؤية المصرية لقضايا السلم والأمن في القارة.
ونوَّه الوزير المصري إلى إطلاق مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، بالقاهرة في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وقال إن من شأنه أن «يُمثل الذراع التنفيذية لسياسة إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي». وأكد ضرورة العمل المشترك من أجل البحث عن الأسباب الحقيقية وراء الاضطرابات الداخلية التي تشهدها بعض الدول الأفريقية، في ظل ما تواجهه من مشكلات أمنية واقتصادية، وعدم الاكتفاء برد الفعل.
ولفت وزير الخارجية إلى «وجود عديد من القواسم المشتركة في سُبل التعامل مع التحديات المختلفة للسلم والأمن في القارة، على الرغم من تباين السياق الخاص بكل نزاع وبؤرة توتر في القارة، وعلى رأسها تدعيم الهياكل المؤسسية للحكومات الوطنية، وصياغة استراتيجية أفريقية واضحة للقضاء على خطر التطرف والإرهاب».
من جهة أخرى، حضر شكري، أمس، اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المُناخ (CAHOSCC)، على هامش فعاليات قمة الاتحاد الأفريقي. وفي كلمته، أكد وزير الخارجية أن «مصر ستسعى خلال استضافتها المقبلة، بالنيابة عن القارة الأفريقية، للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المُناخ، المقرر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إلى التحدث بصوت أفريقيا، إعلاءً لتطلعات القارة في مواجهة التأثيرات ذات الصلة بالتغير المناخي».
وأوضح شكري أن «الأعوام القليلة الماضية، بما شهدته من ظواهر مناخية قاسية، تمثل تذكيراً واضحاً بتأثر القارة الأفريقية البالغ بتداعيات تغير المناخ، على الرغم من كونها الأقل إسهاماً في الانبعاثات المُلوِّثة». وأشار إلى «استمرار ضعف تمويل المُناخ الذي تستفيد منه الدول الأفريقية، ومحدودية قدرتها على الحصول على التكنولوجيا الحديثة اللازمة لتعزيز قدراتها على التكيف مع التداعيات السلبية لتغير المناخ».
وعلى هامش القمة، التقى شكري بوزير الخارجية الصومالي عبد سعيد موسى علي. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، إن وزير الخارجية أبرز خلال اللقاء أهمية استناد الترتيبات الخاصة ببعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال (AMISOM) فيما بعد 2021 إلى مقاربة شاملة، لا تقتصر على الأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل تمتد لتشمل بناء مؤسسات الدولة، وإعادة الإعمار، والاقتصاد، والتنمية.
وأكد الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لاستقرار الأوضاع في الصومال، من منطلق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وتطلع مصر إلى سرعة توافق مختلف الأطراف الصومالية على استكمال كافة الاستحقاقات الانتخابية الوطنية.
كما بحث وزير الخارجية سامح شكري، أمس، مع وزير خارجية مدغشقر، باتريك راجولينا، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والموضوعات محل الاهتمام المشترك.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.