دول وزعماء ومشاهير ينعون الطفل ريان

سيارة الإسعاف تحمل جثمان الطفل ريان بعد إخراجه من البئر أمس (أ.ف.ب)
سيارة الإسعاف تحمل جثمان الطفل ريان بعد إخراجه من البئر أمس (أ.ف.ب)
TT

دول وزعماء ومشاهير ينعون الطفل ريان

سيارة الإسعاف تحمل جثمان الطفل ريان بعد إخراجه من البئر أمس (أ.ف.ب)
سيارة الإسعاف تحمل جثمان الطفل ريان بعد إخراجه من البئر أمس (أ.ف.ب)

سادت حالة صدمة في المغرب بعد انتشال الطفل ريان ميتاً من قاع بئر بعد خمسة أيام على سقوطه فيه عَرَضاً، على الرغم من جهود جبارة بذلتها فرق الإغاثة وتابعها العالم بأسره.
وفي مؤشر إلى التأثر الكبير بهذه المأساة، صدر إعلان وفاة الطفل البالغ من العمر خمس سنوات، عن الديوان الملكي مساء أمس (السبت). وقال الديوان الملكي في بيان إن العاهل المغربي الملك محمد السادس قدم تعازيه لوالدَي الطفل ريان في اتصال هاتفي «بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياته».
وتابع عدد كبير من مستخدمي الإنترنت السباق مع الزمن الذي خاضته فرق الإنقاذ لخمسة أيام. وتدفق سيل من الرسائل بجميع اللغات على شبكات التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، من المغرب العربي إلى العراق واليمن وفرنسا والولايات المتحدة.
وغردت السفارة السعودية في المغرب على موقع "تويتر" قائلة: "ببالغ الحزن والأسى نعزي أسرة الطفل ريان والقيادة المغربية والشعب المغربي الشقيق في وفاة المغفور له، ونشيد بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المغربية في سبيل إنقاذه. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، إنا لله وإنا إليه راجعون".
https://twitter.com/KSAembassyMA/status/1490079087372681219
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عبر صفحتها لدى موقع "فيسبوك": "تعرب جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها للمملكة المغربية الشقيقة، حكومة وشعبا، ولذوي الطفل ريان، الذي وافته المنية مساء أمس، على الرغم مما بذلته السلطات المغربية الشقيقة من جهود حثيثة ومُضنية في محاولات إنقاذه". وأضاف البيان أن مصر " تؤكد على دعمها الكامل للمغرب الشقيق في هذا المصاب الأليم، الذي عكس تضامنا إنسانيا عالميا لم ينقطع على مدار الأيام الماضية، داعية المولى عز وجل أن يلهم والديه وذويه الصبر والسلوان".
https://www.facebook.com/MFAEgypt/posts/253052470337940
وكتب اللاعب الجزائري الدولي في نادي ميلان، إسماعيل بن ناصر، في تغريدة أرفقها برسم لطفل يرتفع إلى السماء مع بالون بشكل قلب بألوان عَلَم المغرب: «شجاعة ريان ستبقى في ذاكرتنا وستستمر في إلهامنا. تفاني الشعب المغربي ورجال الإنقاذ أيضاً».
https://twitter.com/IsmaelBennacer/status/1490081305609920513
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال على «فيسبوك»: «لعائلة ريان الصغير والشعب المغربي نقول إننا نشارككم آلامكم».
https://www.facebook.com/EmmanuelMacron/posts/500661108082477
من جهتها، كتبت الروائية المغربية الأميركية، ليلى لالامي، على «تويتر»: «احتفظنا جميعا بالأمل في أن ينجو ريان. كل هذا مفجع جداً».
https://twitter.com/LailaLalami/status/1490072074810839040
وكتب الفنان المصري محمد هنيدي على تويتر: "الأيام الأخيرة اللي عاشها من خوف ورهبة ووحدة وجوع وعطش..  في ظلام دامس لوحده وهو بيتألم.. أصعب شيء في القصة.. كان نفسنا ترجع لأهلك ولينا وتشوف الملايين اللي مستنينك تخرج بالسلامة.. إن شاء الله تكون شفيع لأهلك يوم القيامة.. مش هننساك".
https://twitter.com/OfficialHenedy/status/1490071582433284105?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1490071582433284105%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Fsociety%2F1321873-D981D986D8A7D986D988D986-D985D986-D985D8AED8AAD984D981-D8A7D984D8AFD988D984-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98AD8A9-D98AD986D8B9D988D986-D8A7D984D985D984D8A7D983-D8B1D98AD8A7D986-D8A8D983D984D985D8A7D8AA-D985D8A4D8ABD8B1D8A9%2F
أما الفنان اللبناني راغب علامة، فأعرب عن حزنه للنهاية المؤلمة لـ"الملاك" ريان وكتب: "الله يرحم الطفل الملاك ريان. النهاية مؤلمة وحزينة جدا.. اللهم لا اعتراض.. التعازي لأهله وشعبه وللطفولة والإنسانية.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
https://twitter.com/raghebalama/status/1490069343455039491?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1490069343455039491%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Fsociety%2F1321873-D981D986D8A7D986D988D986-D985D986-D985D8AED8AAD984D981-D8A7D984D8AFD988D984-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98AD8A9-D98AD986D8B9D988D986-D8A7D984D985D984D8A7D983-D8B1D98AD8A7D986-D8A8D983D984D985D8A7D8AA-D985D8A4D8ABD8B1D8A9%2F
من جهتها، قالت الفنانة الإماراتية، أحلام: "إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلّا بالله.. اللهم الطف بأهله وصبرهم واجعله شفيعا لهم في الآخرة واجعل موته سببا في حياة كريمة لأبويه وأسرته".
https://twitter.com/AhlamAlShamsi/status/1490068889631215618?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1490068889631215618%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Fsociety%2F1321873-D981D986D8A7D986D988D986-D985D986-D985D8AED8AAD984D981-D8A7D984D8AFD988D984-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98AD8A9-D98AD986D8B9D988D986-D8A7D984D985D984D8A7D983-D8B1D98AD8A7D986-D8A8D983D984D985D8A7D8AA-D985D8A4D8ABD8B1D8A9%2F
واحتاجت فرق الإنقاذ إلى خمسة أيام للوصول إلى الطفل لأنه كان عليهم أولاً حفر شقٍّ عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تباطأ تقدمهم بشكل كبير بسبب طبيعة التربة، إذ إن بعض الطبقات صخري والآخر رملي جداً. وكان ريان قد سقط (الثلاثاء) عَرَضاً في بئر جافة يبلغ عمقها 32 متراً وضيّقة يصعب الوصول إلى قعرها، حُفرت بالقرب من منزل العائلة في قرية إغران القريبة من مدينة شفشاون بشمال المملكة.
ودخلت فرق الإنقاذ في ثغرة أفقية بعد ظهر أمس، وواصلت عملها سنتيمتراً تلو الآخر، وحفروا بأيديهم لتجنب أي انهيار أرضي. وكان المسؤول في لجنة الإنقاذ، عبد الهادي الثمراني، قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية صباح أمس، بأن كاميرا مثبتة فوق البئر تُظهر الطفل «مستلقياً على جانبه لا نرى سوى ظهره»، مؤكداً أنه «من المستحيل تأكيد» ما إذا كان على قيد الحياة. لكنه أكد أن لديه «آمالاً كبيرة» أن يكون على قيد الحياة.
وعملت فرق الإنقاذ على إرسال الأكسجين والماء عبر أنابيب وزجاجات إلى ريان من دون التأكد من قدرته على استخدامها. واندفع آلاف المتعاطفين إلى الموقع للتعبير عن تضامنهم وبقوا في هذا القطاع الجبلي من منطقة الريف على ارتفاع نحو 700 متر تقريباً.
أمام النفق، كان تصفيق حار يعلو عند ظهور الحفارين بمن فيهم المتطوع الخمسيني علي صحراوي الذي حفر بيديه آخر الأمتار وأصبح «بطلاً» على مواقع التواصل الاجتماعي. واضطرت فرق الإغاثة لوضع حواجز معدنية (الجمعة) لاحتواء الحشد. مع اقتراب نهاية العملية، كان الحشد يردد «الله أكبر» أو ينشد أغاني دينية.
وقبيل الساعة 22:00 (21:00 ت غ) أمس، رأى صحافيو الصحافة الفرنسية الأب والأم واجمين وهما يدخلان نفقاً حفرته فرق الإنقاذ يتصل بالبئر وأُخرج منه الطفل لاحقاً. وقد خرجا بعيد ذلك واستقلا سيارة إسعاف من دون أن يدليا بأي تعليق. وجلست والدة الطفل في المقعد الأمامي. وذكر صحافي من الصحافة الفرنسية أنه بعد لحظة من الغموض تفرق الحشد الذي تجمع لأيام، في صمت حزين.
ولم تعلن الأسرة عن موعد الجنازة لكن يفترض أن تجري مبدئياً في وقت مبكر من اليوم. ويذكّر هذا الحادث بمأساة مماثلة وقعت مطلع 2019 في الأندلس (إسبانيا) حيث توفي جولين البالغ من العمر عامين إثر سقوطه في بئر قطره 25 سنتيمتراً وعمقه أكثر من مائة متر. وانتُشلت جثته بعد عملية استثنائية استغرقت 13 يوماً.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.