تفجير مبنى للجيش السوري في حلب والنظام يرد بإلقاء براميل متفجرة

التحالف العربي ـ الدولي يقصف مواقع «داعش» في الحسكة

تفجير مبنى للجيش السوري في حلب والنظام يرد بإلقاء براميل متفجرة
TT

تفجير مبنى للجيش السوري في حلب والنظام يرد بإلقاء براميل متفجرة

تفجير مبنى للجيش السوري في حلب والنظام يرد بإلقاء براميل متفجرة

أفاد ناشطون بتفجير قوات المعارضة السورية مبنى تتمركز فيه القوات السورية النظامية غرب مدينة حلب، مما أدّى لمقتل 17 عنصرا منهم، بينما واصلت طائرات التحالف العربي – الدولي لمكافحة الإرهاب قصف مواقع «داعش» في محافظة الحسكة؛ حيث تدور اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم والمقاتلين الأكراد.
«مكتب أخبار سوريا» قال إن فصائل المعارضة فجّرت ليل الجمعة - السبت مبنى تتمركز فيه القوات السورية النظامية في حي حلب الجديدة غرب مدينة حلب. ونقل المكتب عن ناشطين في المدينة أن «عناصر تابعين لقوات (الصفوة الإسلامية) و(الفوج الأول) المعارضين، فجروا المبنى عن طريق نفق حفروه مسبقًا تحته، لافتا إلى أن التفجير أسفر عن مقتل 17 عنصرا نظاميا على الأقل وجرح آخرين، بينما اندلعت اشتباكات بين الطرفين إثر هذا التفجير».
وعلى الأثر، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في حي الشعار ومناطق أخرى في ضاحيتي الليرمون وبني زيد شمال حلب، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بينما قصفت فصائل معارضة بعدد من القذائف المحلية تمركزات لقوات النظام في مدرسة بيت الحكمة على أطراف حي الراشدين غرب حلب. كما قصف الطيران الحربي النظامي مناطق في قرية المربع، قرب بلدة خناصر بريف محافظة حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في قرية أم خان بريف حلب الجنوبي، مما أدى لسقوط جرحى.
كذلك تحدث ناشطون عن مقتل 4 مدنيين إثر سقوط صاروخ من طراز غراد على مدينة دير حافر الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي، يُعتقد أن مصدره المناطق الخاضعة للقوات النظامية في الجهة الشرقية من المدينة.
وفي محافظة الحسكة، بشمال شرقي سوريا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي – الدولي نفذت عدة ضربات على مناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف بلدة تل تمر، الذي يشهد اشتباكات بين (وحدات حماية الشعب) الكردية مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بينما استمرت الاشتباكات بين (وحدات حماية الشعب) وعناصر التنظيم في ريف مدينة رأس العين (التي يدعوها الأكراد سري كانيه)».
ومن محافظة حماه، أفيد باشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في سهل الغاب بالريف الغربي لحماه، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية التلول الحمر بريف حماة الجنوبي. ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية جنى العلباوي بريف حماه الشرقي، حيث يشهد الريف قصفًا جويًا ومن قبل قوات النظام منذ عدة أشهر، سقط خلاله كثير من الشهداء والجرحى، بحسب المرصد.
وفي محافظة حمص، قصفت قوات النظام مناطق في قريتي مسعدة وأبو حواديت، ومناطق بحي الوعر بمدينة حمص نفسها. كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية دير فول بريف حمص الشمالي.
في هذا الوقت، بضواحي العاصمة السورية دمشق، أتمت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) رابع مهمة إنسانية لها في بلدات: يلدا، وبيبلا، وبيت سحم، جنوب شرقي مخيم «اليرموك»، التي تستضيف حاليا لاجئيه وقاطنيه السوريين الذين فروا بسبب الاضطرابات والاشتباكات الدائرة في محيطه بين «داعش» وفصائل أخرى. وأفادت وكالة «رويترز» بأن «الأونروا» قدمت مساعدات إنسانية في يلدا لنحو ألف أسرة تأثرت بالأزمة، وأنشأت الإدارة الطبية مركزا صحيا متنقلا يعالج 153 مريضا على مدار اليوم. وتسلم بعثات «الأونروا» مساعدات إنسانية أساسية لكل من تلك العائلات تشمل موادا غذائية ومياها وإمدادات طبية وأجهزة تنقية مياه وحشايا وبطاطين ومعدات مطبخ ومستلزمات نظافة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.