وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، يوم الجمعة، إذ أدت التوترات الجيوسياسية وعاصفة شتوية في الولايات المتحدة إلى تأجيج المخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
وارتفع خام برنت 1.40 دولار، أي 1.54 في المائة، ليصل إلى 92.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 1400 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس، في وقت سابق، أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 مسجلاً 93.05 دولار. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.59 دولار، أي بنسبة 1.76 في المائة، إلى 91.86 دولار للبرميل، بعد أن صعد أيضاً إلى أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 92.47 دولار. والمؤشران في طريقهما لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي.
واجتاحت عاصفة شتوية شديدة وسط وشمال شرق الولايات المتحدة، يوم الخميس، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الآلاف. وارتفعت الأسعار في أسواق النفط أيضاً نتيجة التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية التي أججت المخاوف إزاء إمدادات النفط المحدودة بالفعل.
وقال ستيفن برينوك، من شركة «بي. في. إم» للوساطة في أسواق النفط: «استمد انتعاش أسعار النفط دعماً أيضاً من ظهور دلائل جديدة على أن منظمة أوبك تواجه قدراً من المصاعب في زيادة الإنتاج».
وكانت منظمة أوبك وحلفاؤها، وفي مقدمتهم روسيا، قد اتفقوا هذا الأسبوع على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في الإنتاج في حدود 400 ألف برميل يومياً، في وقت تواجه فيه المجموعة المعروفة باسم (أوبك+) صعوبة بالفعل في بلوغ الأهداف الحالية، رغم ضغوط كبار المستهلكين لرفع الإنتاج بسرعة أكبر.
وأظهرت بيانات أعلنتها شركة تسويق النفط العراقي (سومو)، الخميس، أن العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك»، ضخ 4.16 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو ما يقل عن مستوى 4.28 مليون برميل يومياً الذي اتفقت عليه مجموعة «أوبك+».
ويأتي ذلك فيما تراجعت إمدادات زيت الوقود في الولايات المتحدة، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، وتجد المصافي صعوبة في إعادة ملء مخزوناتها، ما قد يبقي على ارتفاع الأسعار لشهور.
ويتزايد الطلب على الديزل وزيت التدفئة وغيرهما من المنتجات النفطية منذ شهور بنحو أكبر من مستويات ما قبل الجائحة. ومع هذا، لم يساير الإنتاج هذه الزيادة مع إغلاق بعض مصافي التكرير منذ بدء جائحة كورونا، في حين أرجأت أخرى أعمال الصيانة.
وحتى مساء الخميس، بلغ سعر عقود زيت التدفئة الآجلة 2.83 دولار، وهو أعلى سعر منذ سبعة أعوام. وقد يصبح ارتفاع أسعار الوقود حدثاً متكرراً في أسواق الطاقة، إذ تجد الشركات صعوبة متزايدة في التعامل مع نقص الإمدادات. ومدى وفرة الوقود يمر باختبار فعلي أمام درجات الحرارة شديدة الانخفاض في معظم أنحاء الولايات المتحدة والمتوقع أن تستمر لأيام.
وزاد هذا من الطلب على توليد الغاز الطبيعي وتستعد بعض المرافق في المناطق الباردة لاستخدام المزيد من المشتقات النفطية لتلبية الطلب. وكان الطلب على نواتج التقطير الأميركية في 2021 أعلى بنسبة 5 في المائة تقريباً عن مستويات ما قبل الجائحة، ما جعل المخزونات أقل 15 في المائة عن المتوسط المتحرك في 5 أعوام، وفقاً لبيانات الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة. والمخزونات على ساحل الولايات المتحدة الشرقي في أدنى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) 2020.
وحين تقِل المخزونات، تندفع المصافي عادة صوب زيادة الإنتاج، لكن القدرة العالمية على التكرير تقلّصت بأكثر من مليوني برميل يومياً خلال الجائحة، في حين تراجعت قدرة التكرير بالولايات المتحدة العام الماضي بنسبة 4.5 في المائة إلى 18.1 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الاتحادية.
وبلغ سعر متوسط زيت الديزل في الآونة الأخيرة 3.78 دولار للغالون، وهو أعلى سعر منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
نفط «برنت» يسجل 93 دولاراً وسط «قلق الإمدادات»
بلغ أعلى مستوياته في 7 سنوات
نفط «برنت» يسجل 93 دولاراً وسط «قلق الإمدادات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة