نفط «برنت» يسجل 93 دولاراً وسط «قلق الإمدادات»

بلغ أعلى مستوياته في 7 سنوات

ملصق لمضخة للنفط الخام أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
ملصق لمضخة للنفط الخام أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
TT
20

نفط «برنت» يسجل 93 دولاراً وسط «قلق الإمدادات»

ملصق لمضخة للنفط الخام أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
ملصق لمضخة للنفط الخام أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، يوم الجمعة، إذ أدت التوترات الجيوسياسية وعاصفة شتوية في الولايات المتحدة إلى تأجيج المخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
وارتفع خام برنت 1.40 دولار، أي 1.54 في المائة، ليصل إلى 92.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 1400 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس، في وقت سابق، أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 مسجلاً 93.05 دولار. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.59 دولار، أي بنسبة 1.76 في المائة، إلى 91.86 دولار للبرميل، بعد أن صعد أيضاً إلى أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 92.47 دولار. والمؤشران في طريقهما لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي.
واجتاحت عاصفة شتوية شديدة وسط وشمال شرق الولايات المتحدة، يوم الخميس، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الآلاف. وارتفعت الأسعار في أسواق النفط أيضاً نتيجة التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية التي أججت المخاوف إزاء إمدادات النفط المحدودة بالفعل.
وقال ستيفن برينوك، من شركة «بي. في. إم» للوساطة في أسواق النفط: «استمد انتعاش أسعار النفط دعماً أيضاً من ظهور دلائل جديدة على أن منظمة أوبك تواجه قدراً من المصاعب في زيادة الإنتاج».
وكانت منظمة أوبك وحلفاؤها، وفي مقدمتهم روسيا، قد اتفقوا هذا الأسبوع على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في الإنتاج في حدود 400 ألف برميل يومياً، في وقت تواجه فيه المجموعة المعروفة باسم (أوبك+) صعوبة بالفعل في بلوغ الأهداف الحالية، رغم ضغوط كبار المستهلكين لرفع الإنتاج بسرعة أكبر.
وأظهرت بيانات أعلنتها شركة تسويق النفط العراقي (سومو)، الخميس، أن العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك»، ضخ 4.16 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو ما يقل عن مستوى 4.28 مليون برميل يومياً الذي اتفقت عليه مجموعة «أوبك+».
ويأتي ذلك فيما تراجعت إمدادات زيت الوقود في الولايات المتحدة، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، وتجد المصافي صعوبة في إعادة ملء مخزوناتها، ما قد يبقي على ارتفاع الأسعار لشهور.
ويتزايد الطلب على الديزل وزيت التدفئة وغيرهما من المنتجات النفطية منذ شهور بنحو أكبر من مستويات ما قبل الجائحة. ومع هذا، لم يساير الإنتاج هذه الزيادة مع إغلاق بعض مصافي التكرير منذ بدء جائحة كورونا، في حين أرجأت أخرى أعمال الصيانة.
وحتى مساء الخميس، بلغ سعر عقود زيت التدفئة الآجلة 2.83 دولار، وهو أعلى سعر منذ سبعة أعوام. وقد يصبح ارتفاع أسعار الوقود حدثاً متكرراً في أسواق الطاقة، إذ تجد الشركات صعوبة متزايدة في التعامل مع نقص الإمدادات. ومدى وفرة الوقود يمر باختبار فعلي أمام درجات الحرارة شديدة الانخفاض في معظم أنحاء الولايات المتحدة والمتوقع أن تستمر لأيام.
وزاد هذا من الطلب على توليد الغاز الطبيعي وتستعد بعض المرافق في المناطق الباردة لاستخدام المزيد من المشتقات النفطية لتلبية الطلب. وكان الطلب على نواتج التقطير الأميركية في 2021 أعلى بنسبة 5 في المائة تقريباً عن مستويات ما قبل الجائحة، ما جعل المخزونات أقل 15 في المائة عن المتوسط المتحرك في 5 أعوام، وفقاً لبيانات الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة. والمخزونات على ساحل الولايات المتحدة الشرقي في أدنى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) 2020.
وحين تقِل المخزونات، تندفع المصافي عادة صوب زيادة الإنتاج، لكن القدرة العالمية على التكرير تقلّصت بأكثر من مليوني برميل يومياً خلال الجائحة، في حين تراجعت قدرة التكرير بالولايات المتحدة العام الماضي بنسبة 4.5 في المائة إلى 18.1 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الاتحادية.
وبلغ سعر متوسط زيت الديزل في الآونة الأخيرة 3.78 دولار للغالون، وهو أعلى سعر منذ سبتمبر (أيلول) 2014.


مقالات ذات صلة

السعودية تخفض سعر بيع الخام لآسيا لأول مرة في 3 أشهر

منصة «إيكوفيش» للنفط والغاز في بحر الشمال (رويترز)

السعودية تخفض سعر بيع الخام لآسيا لأول مرة في 3 أشهر

خفضت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، أسعارَ البيع الرسمية للمشترين في آسيا لشهر أبريل للمرة الأولى في ثلاثة أشهر.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد خزانات النفط ومصفاة بايواي في «فيليبس 66» بليندن نيو جيرسي (رويترز)

أعلى مستوى في عامين لصادرات النفط الخام الأميركية إلى الهند

أظهرت بيانات تتبع السفن أن صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى الهند الشهر الماضي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
خاص جانب من مضيق هرمز الذي تطل عليه محافظة مسندم العمانية (الشرق الأوسط)

خاص مسندم العمانية تشهد تحولات تنموية تعزز مكانتها الاستراتيجية على مضيق هرمز

تشهد محافظة مسندم تحولات تنموية كبيرة تهدف إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية، وتحقيق نهضة اقتصادية وسياحية متكاملة.

آيات نور (مسندم)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط في مصفاة شركة بهارات للبترول المحدودة في مومباي (رويترز)

النفط يرتفع وسط احتمال تخفيف الرسوم الجمركية على إمدادات الخام الكندية

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً، يوم الخميس، بعد هبوطها خلال الجلسات الأربع الماضية وسط احتمال تخفيف الرسوم الجمركية الأميركية على إمدادات الخام الكندية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد خزانات النفط الخام بـ«مركز كوشينغ» في أوكلاهوما (رويترز)

زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الأميركية

قالت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية، يوم الأربعاء، إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات البنزين والمقطرات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».