صالح والحوثيون يمارسون التضليل بضرب شمال اليمن بالجنوب لكسب تأييد المواطنين

روجوا لمجموعة من الأكاذيب تستهدف بث الضغينة واستغلال حاجة البسطاء

يمنيان يجلسان أمام موقع تابع للمتمردين الحوثيين بعد ان قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (إ.ب.أ
يمنيان يجلسان أمام موقع تابع للمتمردين الحوثيين بعد ان قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (إ.ب.أ
TT

صالح والحوثيون يمارسون التضليل بضرب شمال اليمن بالجنوب لكسب تأييد المواطنين

يمنيان يجلسان أمام موقع تابع للمتمردين الحوثيين بعد ان قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (إ.ب.أ
يمنيان يجلسان أمام موقع تابع للمتمردين الحوثيين بعد ان قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (إ.ب.أ

أكد نشطاء سياسيون أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفاءه الحوثيين يروجون لجملة من الأكاذيب، تستهدف كسب تأييد وولاء اليمنيين في المحافظات الشمالية ببث الضغينة والفرقة في نفوسهم تجاه أشقائهم في المحافظات الجنوبية للبلاد، في حين ذهب الثنائي لتبرير تصرفاتهم وخروجهم عن الشرعية بأنها تأتي دفاعًا عن الكرامة والعزة والسيادة الوطنية والحيلولة دون استئثار الجنوبيين بالسلطة للاستيلاء على ثروات اليمن وحرمان الشماليين منها.
وإلى جانب استغلال فقر وعوز المواطنين البسطاء بإغداق الأموال عليهم، يقومون بممارسة التخويف والترهيب بالإبادة، أو فرض التوجه المساند لهم إلى جانب حث شيوخ لقبائل يمنية على تأييدهم بشراء الذمم لحث أبنائها على دعم توجهاتهم ومساندتهم، مستغلين بذلك الولاء القبلي من الأبناء والتعبئة المطلقة لشيخ القبيلة، مع وعد المشايخ بمستقبل واعد في السلطة بعد انتزاعها، على حد قولهم.
وأكد سعد الجرادي المسؤول الاجتماعي للجالية اليمنية وعضو المجلس الأعلى للجاليات في أنحاء العالم عن وجود حملة يديرها الحوثيون وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح لحث أبناء المحافظات الشمالية على التحالف معهم وتأييد ما يقومون به، وذلك عبر طريقتين؛ الأولى استخدم أسلوب الترهيب بالإقصاء القسري لكل معارض، إلى جانب التحفيز بالمال وتأسيس مبدأ أنهم يدفعون عن مكتسباتهم، باعتبار أن السلطة لهم وحدهم، إلى جانب استباحة دماء المؤيد لما يصفونه بأنه تدخل في الشأن اليمني الداخلي.
وأشار الجرادي إلى أمثلة عدة قام بها الحوثيون وأنصار الرئيس المخلوع بإعدام ضباط وجنود في القوات المسلحة أخيرا، واستخدام أساليب الإرهاب بقمع كل معارض لهم في المناطق التي لا تتمذهب بمذهبهم المستورد من ولاية الفقيه بإيران، والمخالف حتى للزيدية الموجودين والمتعايشين مع المجتمع اليمني، ومن تلك المحافظات ريمه وعتمه ووصابين وتعز وإب والبيضاء ومأرب والحديدية والساحل التهامي بشكل عام، الأمر الذي دفع البعض لمجاراتهم خوفًا منهم وتجنبًا لسفك دمه وقتل أسرته على أيدي الحوثيين عند الوقوف أمامهم.
وكشف عضو المجلس الأعلى للجاليات في أنحاء العالم عن مساعي الحوثيين في وقت سابق إلى الاستيطان في المناطق اليمنية عبر نهب الأراضي في محافظة عدة شمالية، وإحضار قبائل من صعدة للعيش بها بهدف خلق الانتشار لهم، واستخدامهم فيما بعد للكشف عن المعارضين لهم، الأمر الذي دفع البعض لمجاراتهم وتأييد ظاهري في الوقت الذي يرفضهم الجميع.
وشدد الجرادي على أن ما يندد به الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بتهميش دور المحافظات الشمالية في العملية السياسية لليمن أمر يخالف الحقيقة مطلقًا، مشيرًا إلى أن توجه القيادة الشرعية لليمن والقوى الوطنية تعمل من أجل يمن ديمقراطي موحد وبناء دولة مؤسساتية لكل اليمنيين، وسيكون الجميع مشاركا بها من أقصى الشمال إلى الجنوب.
وأشار الجرادي إلى أن نتاج مخرجات الحوار الوطني كانت هي المخرج لكل قضايا اليمنيين، وهو ما جعل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يذهب للتحالف مع الحوثيين لإسقاط اليمن، كون إقامة دولة فعلية بشراكة من الجميع ستسهم في تقليص دور القبيلة والمذهب المسيطر عليه الرئيس المخلوع، إلى جانب أن قانون العدالة الانتقالية الذي انبثق من مخرجات الحوار الوطني سيجعل من «صالح» سفاحًا تاريخيًا لليمن، وهو ما دفعه للتحالف مع الحوثيين.
وشدد الجرادي على أن «عاصفة الحزم» جاءت لإنقاذ اليمنيين جمع، وليس فقط الجنوبيين من التسلط والطغيان، ودعمًا للحكومة الشرعية وإنقاذ اليمنيين من بطش الحوثيين الذين ذهبوا للقتل لفرض هيمنتهم على البلاد بقوة السلاح، وجاءت بعدها إعادة الأمل لتضيء المستقبل لليمنيين في بناء دولة مؤسساتية يتشارك بها الجميع نحو غد أفضل.
وقال: «تحالف الحوثيين مع حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن جاء بحكم وجود المؤتمر في كل المحافظات كحزب كان حاكمًا يملك شريحة كبيرة مستفيدة منه ومجموعة من الفاسدين باستطاعتهم أن يؤثروا على قناعات الكثير من اليمنيين في هذه المحافظات عبر ممارسة الكذب والتضليل وتمرير ما يجري على أنه انتهاك للسيادة الوطنية، وأن المؤتمر الشعبي العام المدافع عن حقوقهم سيخرج من العملية السياسية، الأمر الذي سيفقد الجميع مصالحه، وهو الباطل بعينه والكذب والافتراء؛ فاليمن واحد من شماله إلى جنوبه، وإن كان هناك اختلاف سيحل على طاولة المفاوضات، بما يحفظ للجميع الكرامة والعزة، وبعيدًا عن نفق مظلم يحاول الرئيس المخلوع وحلفاؤه إقحامها به».
من جانبه، أكد محمد بالفخر عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وحلفاءه من الحوثيين يستغلون فقر عدد من الناس، والقبلية السائدة في اليمن، الذي ينطلق منه تأييد أبناء القبيلة المطلق للشيخ إلى جانب الخطابات التي تغيب الحقائق كافة، وتحثهم على خلق بذرة الولاء المذهبي بهدف كسب التأييد الشعبي.
وقال بالفخر: «مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت به مكونات المجتمع اليمني خرج بتقسيم البلاد إلى 6 أقاليم، منها إقليمان للجنوب، وأربعة للشمال، وهنا شعر المخلوع وحلفاؤه بأن الأقاليم التي ستكون لهم بها الأغلبية لا تحتوي على ثروات يمكن الاستفادة منها، فأشاعوا بين اليمنيين في المحافظات الشمالية أنهم سيصبحون منبوذين، وأن الجنوبيين سيستأثرون بالثروة لتنجح الإشاعة فيما بينهم، الأمر الذي استدعى البعض منهم لربط مصيره بمصير الرئيس المخلوع وحلفائه الحوثيين».
وشدد بالفخر على أن مخرجات الحور الوطني تنص على التوزيع العادل للثروة بين اليمنيين كافة بعيدا عن أي حسابات أخرى، مبينًا أن الإقليم كان هو المخرج لحل الأزمات المتراكمة في البلاد، ولو طبقت مخرجات الحوار لما وصلنا إلى ما هو عليه.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».