في هذا العالم لا يوجد منتخب لا يخسر ولا يوجد منتخب صغير، ولا توجد نتيجة مضمونة قبل بدء المباراة مهما كانت هوية طرفيها. إن اتفقنا على هذه الأمور، فيجب أن نتفق على أن مسيرة الأخضر السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة مباشرة لكأس العالم 2022 في قطر تُعدّ إلى حد كبير ممتازة ونموذجية بقيادة الفرنسي هيرفيه رينارد، الذي «بصم له الجميع» من دون استثناء بقدرته على قراءة المنافسين، وإيجاد الخطط لكل مباراة على حدة، وتوظيف اللاعبين رغم الإصابات والغيابات والمرض، وأشياء كثيرة على أي مدرب أن يتعامل معها لو كانت البدائل بنفس قوة الغائبين، وهو ما لم يحدث في المباراة الأخيرة أمام اليابان؛ لأن ما يقوم به سلمان الفرج لا يستطيع القيام به (مع كامل احترامي) سامي النجعي أو محمد كنو؛ ولهذا يضطر المدرب أحياناً إلى التعامل مع الأدوات التي بين يديه وحسب ظروفه، وهذا لا يعني أنه «لم يعرف كيف يقرأ المباراة ولا كيف يقوم بوضع التشكيلة المناسبة»، ولا يعني أن الأداء تدهور بعد مواجهة المنتخب العماني الذي أعدّه شخصياً أحد أفضل المنتخبات في المجموعة الثانية رغم خسارته أربع مباريات من أصل ثمانٍ لعبها وفي المباراتين اللتين خسرهما من الأخضر السعودي كان نداً عنيداً كما فعل أمام اليابان وأستراليا والصين وفيتنام، ففاز على اليابان وفيتنام وتعادل مع أستراليا، وقدم للمنتخب السعودي هدية كبيرة برفع الضغط عنه بعد الخسارة من اليابان ليحتاج إلى فوز على الصين الخاسرة من فيتنام بالثلاثة، وقبلها من اليابان مرتين، ومن أستراليا بالثلاثة قبل أن تتعادل معها ومع عُمان، وأعرف أنها خسرت بصعوبة من السعودية 3-2، ولكن من يرد أن يتأهل لكأس العالم فعليه أن يفوز على الصين، وأن يكون مستعداً لمواجهة أي منتخب بالعالم مهما علا شأنه، والمنتخب السعودي في طريقه للمشاركة السادسة، ويبقى أن نخفف النقد على المدرب وعلى اللاعبين الذين أُرهقوا جداً خلال الفترة الماضية، ونثق أنهم جميعاً يقدمون أقصى ما عندهم حتى لو كان أقل من المتوقع أو الذي تعودناه منهم؛ لأن لكل إنسان ظروفه وطاقته التي يمكن أن تخف أحياناً، ولكنها تعود من جديد بكل تأكيد.
شخصياً، أرى المنتخب السعودي موجوداً في مونديال قطر، وسيمثل العرب خير تمثيل - بإذن الله - رغم أن المواهب لم تعد كما كانت في السابق، وهذه وحدها تحتاج إلى وقفة ومقالة أو مقالات متأنية لا انفعالية بعد نتيجة سيئة، كما يحدث في غالب الأحيان.
الأخضر في قطر
الأخضر في قطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة