6 مؤسسات فلسطينية تتحرك قانونياً ضد تصنيفها «إرهابية»

TT

6 مؤسسات فلسطينية تتحرك قانونياً ضد تصنيفها «إرهابية»

قدمت مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني تعمل في الضفة الغربية، اعتراضات لدى جهات قضائية إسرائيلية بعد تصنيفها من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على أنها «منظمات إرهابية».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المنظمات اعتبرت القرار الموقّع من غانتس بحظرها، وكذلك قرار قائد الجيش الإسرائيلي بالضفة، باعتبارها غير مشروعة، بأنها تمَّت بشكل غير قانوني، ولم تصدر وفقاً للأنظمة المعمول بها، لأنها استندت إلى معلومات استخبارية سرية، لم يتم إبلاغهم عنها، ولا يمكنهم الدفاع ضدها.
وهذه المنظمات، هي «الضمير»، و«اتحاد لجان المرأة»، و«الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال»، و«الحق»، و«مركز بيسان للبحوث»، التي كان صنفها غانتس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأنها «إرهابية»، إلى جانب اتحاد لجان العمل الزراعي الذي لم يشارك في الاعتراض، وقدم اعتراضاً لوحده.
وكان غانتس برر قراره، بالقول إن المنظمات الست «جزء من شبكة تعمل تحت غطاء منظمات المجتمع المدني على الحلبة الدولية، ومرتبطة بالجبهة الشعبية (ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير)». ودعا غانتس دول العالم والمنظمات الدولية إلى قطع علاقاتهم مع منظمات تعمل على إيقاد نار الإرهاب. وبحسب البيان، «حصلت هذه المؤسسات على مبالغ كبيرة من دول أوروبية ومنظمات دولية بطرق الغش والتزوير، واستخدمت هذه الأموال من جملة ذلك، لصرف معاشات لعائلات سجناء أمنيين، ولأسر فلسطينية قتل أفراد منها خلال ارتكابهم اعتداءات إرهابية، ولرواتب نشطاء وتعزيز فعاليات الجبهة الشعبية في القدس».
ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفصائل والمؤسسات هذه القرارات، كما رفضتها الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، ما خلق ضغوطاً على إسرائيل التي وجدت نفسها في موقف دفاعي من إعلان غانتس لتبرير قرارها. وعرض «الشاباك» شرائح على الحكومات الأجنبية، لتبرير القرار، وتم تسريبه بعد ذلك إلى الصحافيين. وقال «الشاباك» إن الشرائح تضمنت معلومات دامغة، لكن بدا أنه يستند إلى حد كبير على أدلة ظرفية ومزاعم قدمها أعضاء في منظمات أخرى، وهي مبررات لم تقنع الحكومات الأجنبية.
وجاءت الاعتراضات الجديدة، على الرغم من أن النيابة العسكرية الإسرائيلية، رفضت، الشهر الماضي، طلب تلك المؤسسات بتسلُّم جميع المواد التي تشكل أساس إعلانها «منظمات إرهابية». وبررت النيابة ذلك بقولها، إن «جوهر القرار استند لمعلومات سرية لا يمكن الكشف عنها، خوفًا من الإضرار بأمن الدولة»، مكتفية بإرسال مادة تحقيقات مفتوحة أجرتها الشرطة الإسرائيلية.
وردت المنظمات بطلب عبر فريق محامين بتأجيل موعد تقديم الاعتراض على إعلان غانتس، من أجل التعامل أولاً مع الاعتراض على إعلان عدم شرعيتها من قبل قيادة الجيش الإسرائيلي بالضفة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقيف عملها وإغلاق مكاتبها.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن حظر خمس من هذه المنظمات سلفاً، وتم بالفعل حظر مجموعة سادسة أعلن عنها غانتس. ويمنح إعلان الحظر الجيش صلاحية إغلاق مكاتب تلك المنظمات واعتقال أعضائها، من بين خطوات أخرى.
وأكدت المنظمات، عبر فريق الدفاع، أن المواد التي تم توفيرها لها، تضمنت تحقيقات أُجريَت مع موظفين في مؤسسات ومنظمات أخرى، وأنها كانت مواد سطحية للغاية، وغير مقبولة بموجب قانون الأدلة، وبناء عليه، فإن إعلانهم جهة «غير قانونية وشرعية» أمر غير قانوني.
أما اتحاد لجان العمل الزراعي الذي يقوم بإجراءات منفصلة عبر المحامي الإسرائيلي، أفيغدور فيلدمان، فتلقى ملخصاً إسرائيلياً بأن المعلومات الكاملة ستبقى سرية، وتضمن الرد الإسرائيلي الإعلان السابق بأن المؤسسة تخضع لسيطرة «منظمة إرهابية» تابعة للجبهة الشعبية، وأن بعض التمويل الذي تتحصل عليه يتم نقله للأنشطة العسكرية للجبهة. وجاء في الملخص إشارات لتحقيقات و«اعترافات» لأسرى فلسطينيين كانوا يعملون ضمن المؤسسة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».