السنغال تحطم آمال بوركينا فاسو بثلاثية وتبلغ نهائي «أمم أفريقيا»

منتخب «أسود التيرانغا» منتشٍ بالتأهل... و«الخيول» يشعر بخيبة الأمل

السنغال وفرحة الهدف الأول وذهول لاعبي بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
السنغال وفرحة الهدف الأول وذهول لاعبي بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
TT

السنغال تحطم آمال بوركينا فاسو بثلاثية وتبلغ نهائي «أمم أفريقيا»

السنغال وفرحة الهدف الأول وذهول لاعبي بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
السنغال وفرحة الهدف الأول وذهول لاعبي بوركينا فاسو (أ.ف.ب)

بلغ المنتخب السنغالي المباراة النهائية للنسخة الثالثة والثلاثين لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم بفوزه على بوركينا فاسو 3 - 1 على ملعب «أحمدو أهيدجو» في العاصمة ياوندي في نصف النهائي. وسجل عبدو ديالو في الدقيقة 70 وإدريسا غي في الدقيقة 76 وساديو ماني في الدقيقة 87 أهداف السنغال الساعية إلى باكورة ألقابها في العرس القاري والتي بلغت النهائي الثاني على التوالي والثالث في تاريخها بعد عامي 2002 و2019، فيما سجل إبراهيم بلاتي توريه في الدقيقة 82 هدف بوركينا فاسو.
وخسر منتخب «أسود التيرانغا» المباراة النهائية عامي 2002 في مالي أمام الكاميرون 2 - 3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي و2019 في مصر أمام الجزائر صفر - 1 علما بأنه خاض دور الأربعة للمرة السادسة في العرس القاري بعد أعوام 1965 و1990 و2006 عندما حلت رابعة و2002 و2019 عندما حلت وصيفة. وجاء الفوز على بوركينا فاسو بنكهة باريسية لأن الهدفين الأولين كانا من توقيع مدافع ولاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي ديالو وغي، قبل أن يوجه نجم ليفربول الإنجليزي ماني الضربة القاضية بالهدف الثالث بعدما صنع الثاني.
وقال ديالو عقب المباراة: «أنا سعيد بالتأهل وتسجيل هدف، حصلت على فرصتين قبله لم أنجح في ترجمتهما، لكنني سجلت الهدف في توقيت مناسب». وأضاف «لا نفضل منتخبا بعينه في النهائي، الكاميرون ومصر منتخبان عريقان وقويان الأول مضيف والثاني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب، سنستعد جيدا من أجل الفوز». أما ماني فقال: «كنا نعرف أن المباراة لن تكون سهلة لأنها في نصف النهائي ونحن نواجه بوركينا فاسو التي خلقت لنا متاعب، ولكننا تمكننا من مجاراتها وخلقنا العديد من الفرص».
في المقابل، أبدى نجم بوركينا فاسو وأستون فيلا الإنجليزي برتران تراوريه عن خيبة أمله وقال: «كانت مباراة صعبة جدا ومعقدة بالنسبة لنا. قدمنا أداء جيدا في الشوط الأول ولكننا لم نبدأ جيدا في الثاني فاستفادوا من ذلك وعمقوا الفارق فتعقدت الأمور بالنسبة لنا». وأضاف «هكذا هي مباريات نصف النهائي في أمم أفريقيا ونحن مستاؤون جدا ويجب أن نركز لحصد المركز الثالث». في المقابل، فشل منتخب «الخيول» الذي يلهث بدوره خلف اللقب الأول في تاريخه، في بلوغ النهائي الثاني في تاريخه بعد الأول عام 2013 في جنوب أفريقيا عندما خسر أمام نيجيريا صفر - 1.
وخاضت بوركينا فاسو دور الأربعة للمرة الرابعة بعد 1998 على أرضها عندما حلت رابعة و2017 في الغابون عندما حلت ثالثة و2013 عندما حلت وصيفة. وقام مدرب السنغال المحلي أليو سيسيه بتغييرين على التشكيلة التي تغلبت على غينيا الاستوائية 3 - 1 في ربع النهائي، فدفع بلاعب وسط كريستال بالاس الإنجليزي شيخو كوياتيه مكان لاعب وسط مرسيليا الفرنسي باب غايي ومهاجم الأخير بامبا ديينغ مكان مهاجم فياريال الإسباني بولاي ديا.
في المقابل، أجرى مدرب بوركينا فاسو المحلي كامو مالو ثلاثة تغييرات على التشكيلة التي حجزت بطاقة دور الأربعة على حساب تونس (1 - صفر)، فعاد قلب دفاع نهضة بركان المغربي إيسوفو دايو ولاعب وسط إيسترا الكرواتي حسن بانديه ومهاجم أستون فيلا الإنجليزي برتران تراوريه عقب تعافيه من الإصابة، وذلك على حساب مدافع الفتح الرباطي المغربي سومايلا واتارا ومهاجم لوريان الفرنسي دانغو واتارا صاحب هدف الفوز على نسور قرطاج قبل أن يطرد، ومهاجم أولمبيك أسفي المغربي جبريل واتارا.
وكاد مدافع نانسي الفرنسي ساليو سيس يفعلها بعد مجهود فردي من الجهة اليسرى تلاعب من خلاله بدفاع بوركينا فاسو وأنهاه بتسديدة قوية زاحفة مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 15، وأخرى خادعة لكوياتيه إثر تمريرة عرضية فطن لها الحارس البوركينابي هيرفيه كوفي في الدقيقة 16، ورد تراوريه بتسديدة ضعيفة من داخل المنطقة إثر تمريرة عرضية من لاعب وسط كيفيلي - روان غوستافو سانغاريه خلف الدفاع في الدقيقة 17، وجرب ماني حظه بتسديدة قوية زاحفة من خارج المنطقة تصدى لها الحارس كوفي، ثم رأسية لديينغ بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 27.
واحتسب الحكم الإثيوبي بابلاك تيسيما ركلة جزاء للسنغال عندما تعرض كوياتيه إلى العرقلة من حارس المرمى كوفي الذي خرج لإبعاد كرة عرضية من أمام اللاعب السنغالي قبل أن يعدل عن قراره عقب اللجوء إلى حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» في الدقيقة 30، وتعرض كوفي إلى الإصابة عقب هذا الالتحام كون كوياتي سقط فوقه فترك مكانه إلى سفيان فريد ويدراوغو في الدقيقة 36، وأنقذ حارس مرمى تشيلسي الإنجليزي إدوار مندي مرمى السنغال من هدف محقق بإبعاده تسديدة قوية قريبة لبانديه إلى ركنية في الدقيقة 39، واحتسب الحكم ركلة جزاء ثانية للسنغال في الدقيقة السادسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول إثر لمسة يد على مدافع باير ليفركوزن الألماني إدمون تابسوبا إثر تسديدة للاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي إدريسا غي، لكن ألغاها مرة أخرى بعد اللجوء إلى الـ«في إيه آر».
وتدخل القائد مدافع نابولي الإيطالي خاليدو كوليبالي في توقيت مناسب لقطع كرة من أمام تراوريه المتوغل داخل المنطقة في الدقيقة 56، وأثمر الضغط السنغالي هدفا عندما استغل ديالو كرة مقصية لكوليبالي إثر ركلة ركنية فهيأها لنفسه على مسافة قريبة وسددها بيمناه داخل المرمى في الدقيقة 70، وعززت السنغال تقدمها عبر غي الذي استغل كرة من مانيه خطفها من المدافع دايو فتابعها بيمناه داخل المرمى في الدقيقة 76.
وقلصت بوركينا فاسو الفارق عبر بلاتي توريه عندما تلقى كرة عرضية من تراوريه وتابعها بركبته على يسار مندي في الدقيقة 82، ووجه ماني الضربة القاضية لبوركينا فاسو عندما سجل الهدف الثالث إثر هجمة مرتدة تلقى على أثرها كرة خلف الدفاع من البديل جناح واتفورد الإنجليزي إسماعيلا سار، فتوغل داخل المنطقة ولعبها ساقطة داخل المرمى في الدقيقة 87، وهو الهدف الثالث لماني في البطولة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».