تأجيل «الأهلي والفتح» يشعل الجدل بين جماهير المتصدر والوصيف بسبب «السومة»

رئيس لجنة المسابقات لـ«الشرق الأوسط»: لم يكن لدينا خيار آخر

جماهير النصر اتهمت «المسابقات» بمحاباة الأهلي من أجل استعادة السومة (أرشيف «الشرق الأوسط»)  -  سوء الأحوال الجوية في الأحساء أجبر الفتح على التدرب في الصالة المغطاة خلال اليومين الماضيين (تصوير: المركز الإعلامي بنادي الفتح)
جماهير النصر اتهمت «المسابقات» بمحاباة الأهلي من أجل استعادة السومة (أرشيف «الشرق الأوسط») - سوء الأحوال الجوية في الأحساء أجبر الفتح على التدرب في الصالة المغطاة خلال اليومين الماضيين (تصوير: المركز الإعلامي بنادي الفتح)
TT

تأجيل «الأهلي والفتح» يشعل الجدل بين جماهير المتصدر والوصيف بسبب «السومة»

جماهير النصر اتهمت «المسابقات» بمحاباة الأهلي من أجل استعادة السومة (أرشيف «الشرق الأوسط»)  -  سوء الأحوال الجوية في الأحساء أجبر الفتح على التدرب في الصالة المغطاة خلال اليومين الماضيين (تصوير: المركز الإعلامي بنادي الفتح)
جماهير النصر اتهمت «المسابقات» بمحاباة الأهلي من أجل استعادة السومة (أرشيف «الشرق الأوسط») - سوء الأحوال الجوية في الأحساء أجبر الفتح على التدرب في الصالة المغطاة خلال اليومين الماضيين (تصوير: المركز الإعلامي بنادي الفتح)

رغم قانونية القرار، فإن تأجيل مباراة الأهلي والفتح، كان له صداه المسموع في الشارع الرياضي السعودي، أمس، وفتح أبواب الجدل والاتهامات بين أنصار المتصدر والوصيف، فيما كانت أهم محاور النقاش والتساؤلات تدور حول حصول الأخير على نوع من الإسناد والدعم لتسهيل حصوله على اللقب من خلال منح لاعبيه وأبرز نجومه ومنهم المهاجم السوري الهداف عمر السومة والمدافع معتز هوساوي فرصة الاستشفاء بشكل كامل والعودة إلى القائمة الأساسية للفريق، وسط دفاع مستميت من أنصار الأهلي واستدعائهم لقرار مماثل عندما تم تأجيل مباراة المتصدر النصر ونجران في دور الـ16 لكأس الملك بسبب ظروف مشابهة لتلك التي تعرض لها الفتح أمس وتسببت في تأجيل المباراة.
وكانت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم قررت تأجيل المباراة الدورية المقررة اليوم الأحد بين الأهلي والفتح ضمن مباريات الجولة 24 من دوري عبد اللطيف جميل، إلى يوم الثلاثاء المقبل، بعد أن تعذر سفر الفريق الفتحاوي من مطار الأحساء إلى مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة، نتيجة سوء الأحوال الجوية، وعودة موجة الغبار إلى المنطقة الشرقية منذ مساء الجمعة الماضي.
ووجدت بعثة فريق الفتح منذ الواحدة من ظهر أمس السبت في المطار حيث كان موعد الرحلة إلى مدينة جدة الساعة 4.30 عصرا، إلا أن الرحلة التي كان مقررا أن تسافر بها البعثة ألغيت، وحاولت إدارة الفتح وبالتواصل مع لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم البحث عن موعد جديد للسفر أمس، إلا أنه تعذر ذلك، مما أجبر لجنة المسابقات على اتخاذ قرار بتأجيل المباراة إلى يوم الثلاثاء.
وشكك مشجعو النصر في حملة إلكترونية كبيرة، في نظامية القرار، واتهموا «المسابقات» بمحاباة الأهلي كي يتخطى ظروفه الحالية ويواجه الفتح في أفضل حال، مما دعا الأهلاويين للرد عليها بقوة والتأكيد على أنهم ليسوا بحاجة لمثل هذه القرارات كي ينافسوا على اللقب.
من جانبه، بين الدكتور خالد المقرن رئيس لجنة المسابقات لـ«الشرق الأوسط» أن المحاولات التي جرت بشأن سفر البعثة الفتحاوية أمس، ولكون المباراة مقررا لها اليوم الأحد، لم تجعل خيارا آخر سوى تأجيل المباراة إلى يوم الثلاثاء المقبل حيث إن هذا الموعد يناسب الناديين.
وكان من حسن حظ لجنة المسابقات خروج الفريقين من بطولة كأس الملك مما سهل إيجاد موعد جديد للمباراة.
من جانبها، أكدت إدارة الفتح أنها تتقبل موعد تأجيل المباراة إلى الثلاثاء المقبل حيث إن الفريق خرج من بطولة كأس الملك كحال الأهلي مما يعني أن الموعد قد يكون هو الأنسب.
من جهة ثانية، نفى المشرف العام على كرة القدم بنادي الفتح أحمد الراشد الأحاديث المتداولة عن تكفل عضو شرف نصراوي بدفع مبالغ مالية مجزية للاعبي فريق الفتح في حال تعطيلهم الأهلي من خلال الفوز عليه في المباراة التي ستجمع الفريقين على ملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة جدة، مؤكدا أنهم لا يلتفتون لمثل هذه الأمور «لأن الفتح كيان كبير وليس جدارا قصيرا يمكن التسلق عليه بمثل هذه الأخبار التي تعتبر مسيئة للكيان».
وأكد الراشد لـ«الشرق الأوسط» أن «الفتح يعمل لمصلحته فقط وليس لمصلحة أي فريق آخر ولا يهمه من يحصل على لقب دوري هذا الموسم أو من يهبط لدوري الأولى، بل يهمه المحافظة على اسمه وسمعته بصفته ناديا كبيرا فرض احترامه على الجميع من خلال الإنجازات التي حققها، ولذا هو يسعى بالفعل للفوز في المباراة المقبلة من أجل مواصلة الطريق نحو الحصول على مركز جيد في جدول الترتيب لا يبعد عن السادس بدوري هذا الموسم، فكما بحث أمام النصر عن الفوز أو غيره من الأندية، فهو يبحث عن الفوز في مباراة اليوم».
وبات الفتح بعيدا عن خطر الهبوط إلى دوري الأولى، كما أنه لا يمكنه الوصول إلى مركز أفضل من السادس في دوري عبد اللطيف جميل لهذا الموسم، وهو ما يسعى إليه، خصوصا بعد أن خرج خالي الوفاض من جميع بطولات هذا الموسم وبات عليه فقط تحسين مركزه بالدوري.
يذكر أن الجهاز الفني في فريق الأهلي بقيادة المدرب السويسري كريستيان غروس، تنفس الصعداء بعد الإعلان عن جاهزية المهاجم السوري عمر السومة للمشاركة في مواجهات الفريق المقبلة أمام الفتح.
وأنهى اللاعب خلال الأيام الماضية برنامجه العلاجي بنجاح وتم منحه الضوء الأخضر من قبل طبيب الفريق للمشاركة.
وتعرض السومة للإصابة في مواجهة فريقه الدورية أمام العروبة في الجولة الـ22 لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، وتم تشخيصها على أنها تمزق في العضلة الضامة، وغاب على أثرها في مباراتي القادسية في كأس خادم الحرمين الشريفين، والفيصلي في دوري المحترفين، وأمام الأهلي الإماراتي آسيويا.
وباتت مشاركة اللاعب في مواجهة فريقه أمام الفتح واردة وبنسبة كبيرة، وإن كانت المؤشرات تتجه لاستعانة المدرب بلاعب من قائمة البدلاء، على أن يستمر في إشراك المهاجم مهند عسيري أساسيا في خط المقدمة الأهلاوي، الذي يؤدي بصورة جيدة ونجح في تعويض غياب السومة خلال المباراتين السابقتين بتسجيله ثلاثة أهداف.
يذكر أن الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم أعلنت في وقت سابق عن أسماء طاقم تحكيم تشيكي لقيادة مباراة الأهلي والفتح، وهم حكم ساحة: ليبور كوفاريك، ومساعد أول: جان باتاك، ومساعد ثاني: إيفو نادفورنيك.
يذكر أن إدارة النادي الأهلي قد أبدت عبر خطاب رسمي قبل ما يزيد على الأسبوعين، رغبتها في إسناد مباراتي الفريق الكروي أمام الفتح والتعاون في الجولة الـ24 والـ25 بمسابقة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، لطواقم تحكيم أجنبية.



«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
TT

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

في حين حقق منتخب مصر لتنس الطاولة إنجازاً تاريخياً بالفوز بالمنافسات كافة للرجال والسيدات، وتحقيق «الفراعنة» لقب البطولة الأفريقية التي أُقيمت في تونس، والتأهل إلى بطولة العالم المقررة إقامتها في لندن 2026، فإن ما شهدته البطولة من «مشادة» كلامية بين اثنين من أبرز لاعبيه خلال إحدى المنافسات عكَّرت صفو البطولة، وأثارت انتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية.

ففي مشهد غير معتاد، دخل اللاعبان عمر عصر ومحمود أشرف في مشادة حادة خلال مباراة منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا ضمن منافسات البطولة، وصلت إلى حد التهديد بعدم اللعب، وكادت أن تتحول اشتباكاً بالأيدي أمام عدسات الكاميرات والجمهور.

وبدأت الأزمة بين الثنائي، وفق وسائل الإعلام المصرية، قبل مواجهة عمر عصر لاعب منتخب نيجيريا، قبل نهائي الرجال، عندما تلقى تحية كل أعضاء الفريق ما عدا زميله محمود أشرف (نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، أشرف حلمي)؛ وهو ما تسبب في حالة غضب شديدة للأول، ولكن الجهاز الإداري للمنتخب تدخل لتهدئته.

وتجددت الأزمة مرة أخرى بين اللاعبين، فمع تقدم عصر بالنتيجة، ونيله إشادة جميع المتواجدين فإن زميله محمود، طالب عصر بخروجه وعدم جلوسه على مقاعد البدلاء حتى يكمل المباراة؛ ما أدى إلى مشادة بين اللاعبين، وتبادل العبارات غير اللائقة.

وبينما انتشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصف روادها الأمر بـ«الفضيحة الرياضية» التي لا تليق بتمثيل مصر في المحافل الدولية.

كما تداول آخرون قرار الاتحاد المصري لتنس الطاولة فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحويل اللاعبين إلى لجنة الانضباط لمراجعة سلوكهما خلال البطولة.

وزادت الانتقادات «السوشيالية» عقب تصريحات تلفزيونية للاعب عمر عصر زعم فيها أن «رئيس الاتحاد هو من يقوم باختيار لاعبي المنتخب»، مشيراً إلى أن المنتخب يشارك في البطولة من دون طبيب للبعثة أو مدرب أحمال بدنية.

وأضاف اللاعب أنه يرحب بالتحقيق في الأزمة مع زميله، إلا أنه يطالب وزارة الشباب والرياضة بعمل تحقيق للفصل في هذا الأمر؛ لأن رئيس الاتحاد والد اللاعب.

وفي بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، الاثنين، هنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، منتخب مصر لتنس الطاولة على نتائجه، واصفاً إياها بـ«إنجاز كبير يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية الحافل بالإنجازات».

وقال البيان: «تابع وزير الشباب والرياضة من كثب كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن الأزمة التي نشبت بين لاعبَي المنتخب الوطني عمر عصر ومحمود أشرف خلال مشاركتهما في البطولة».

وأضاف: «شدد الدكتور أشرف صبحي على أن الالتزام والانضباط يمثلان أساساً في تمثيل مصر في المحافل الخارجية، بما يليق باسم الرياضة المصرية ومكانتها».

وأكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تتابع الموقف بشكل دقيق، وتُجري تنسيقاً كاملاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري لتنس الطاولة لمتابعة نتائج التحقيقات وملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن الحفاظ على انضباط المنظومة واحترام القيم والأخلاق الرياضية.

اللاعب عمر عصر (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة منتخب تنس الطاولة ينظر لها الجميع على أنها وليدة اللحظة، لكنها في رأيي لها تراكمات مستمرة منذ فترة طويلة، فما رواه اللاعب وزملاؤه عن اتحاد اللعبة والكيفية التي تدار بها اللعبة هو ما يتطلب تحقيقاً وليس ما فعله اللاعب نفسه».

وتابع: «منتخب مصر اتضح أنه سافر للبطولة بلا طبيب ولا معد بدني، ورئيس الاتحاد يختار اللاعبين المشاركين، و هي أمور لا يمكن أن تراها إلا في مصر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا يهرب اللاعبون، ولماذا يوافقون على التجنيس بجنسيات أخرى؟ والغريب أن الجميع يرى ويدرك المشكلات الموجودة والواضحة للجميع، إلا المسؤولين».

ويضيف البرمي: «أزمة تنس الطاولة الأخيرة ليست هي المشكلة، فقد أظهرت للجميع أن هناك مشكلات عدّة، فالألعاب الفردية في مصر تحتاج إلى اهتمام، وقبل الاهتمام يتطلب الأمر محاسبة المسؤولين عن الاتحادات عما قدموا وما هي خططهم وكيف وصلوا إلى أماكنهم، فهناك الكثير من الأزمات، والمواهب تضيع أو تذهب للعب بأسماء بلد أخرى، ثم نكتشف فجأة حجم الخلل والفساد الذي أدى إلى هذه ذلك».


«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
TT

«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)

نفت شركة «ريبوك» للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت إزالة شعارها عن قمصان المنتخبات الإسرائيلية لكرة القدم وذلك ردا على مزاعم أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية.

وقال متحدث باسم «ريبوك» لوكالة «رويترز»: «تفخر ريبوك بسجلها في توحيد جميع الثقافات داخل الملعب وخارجه. التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تزعم أن ريبوك قد وجهت الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعاراتها من أطقم المنتخبات الوطنية هي ببساطة غير صحيحة».

أضاف: «سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. لا نعمل في السياسة وتركيزنا ينصب على الجانب الرياضي».

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لـ«رويترز» إن أطقم المنتخبات في المباريات الدولية ستواصل عرض شعار الشركة كما حدث في السابق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أنهت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم وهو قرار قالت الشركة إنها اتخذته في 2022.

وكان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد كشف أن «ريبوك» طلبت من إدارة المنتخب إزالة شعارها عن قمصانه وسراويله القصيرة، مشاركةً بذلك في دعوة المقاطعة التي أطلقتها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإسرائيلي: «لم يوقع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اتفاقاً مباشراً مع (ريبوك إنترناشونال). لقد رضخت الشركة لتهديدات مقاطعة سخيفة لا تعنيها»، مؤكداً أن الشراكة أُبرمت من خلال مورد محلي.

وأضاف البيان أن شعار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والعلم الإسرائيلي سيظهران على ملابس الفريق.

يُذكر أن وكالة «أسوشييتد برس» أوردت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس إجراء تصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب حرب غزة.

وكان النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا قد دعا إلى هذا التعليق خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» في لندن.


ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
TT

ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)

قدّم أوناي إيمري لحظات لا تُنسى لجماهير أستون فيلا؛ المشاركة في البطولات الأوروبية في 3 مواسم متتالية، واحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم احتلال أحد المراكز الستة الأولى. ورغم أنه لم يمر سوى 5 مباريات من الموسم الحالي، فإن من الواضح أن هناك خطأ ما. فأستون فيلا، الذي تغلب على بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، الموسم الماضي، لم يقدم أداءً جيداً حتى الآن، ولم يحقق أي انتصار، ويعاني بشدة من أجل تسجيل الأهداف. وحقّق فوزاً صعباً 1 - صفر على ضيفه بولونيا، في بدء مشواره في الدوري الأوروبي، الخميس.

وقال بول روبنسون، حارس مرمى إنجلترا السابق، لـ«بي بي سي» بعد تعادل الفريق أمام سندرلاند بهدف لمثله، يوم الأحد: «يبدو الفريق منهكاً، ولا يلعب بسلاسة، ولم يعد يقدم نفس المستويات التي كان يقدمها العام الماضي. الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لأستون فيلا».

كان روبنسون في ملعب النور لمشاهدة أستون فيلا، وهو يعاني أمام سندرلاند الصاعد حديثاً، الذي لعب لأكثر من ساعة بـ10 لاعبين بعد طرد المدافع رينيلدو لتدخله على ماتي كاش. تقدم أستون فيلا بهدفٍ سجّله كاش في الدقيقة 67 من تسديدة من مسافة 25 ياردة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على النتيجة، حيث عادل ويلسون إيزيدور النتيجة بعد 8 دقائق ليمنح سندرلاند نقطة مستحقة. ووصف إيمري دفاع فريقه، حسب نيل جونستون على موقع «بي بي سي»، بـ«الكسول» بعد المباراة، مضيفاً: «ربما يعود ذلك إلى عدم شعورنا بالسيطرة أو بسبب عدم لعبنا بأسلوبنا المعتاد». إذن، ما الخطأ الذي حدث؟ وهل يجب على جماهير أستون فيلا أن تشعر بالقلق؟

لم يحقق أستون فيلا أي انتصار، وسجّل هدفاً وحيداً في الدوري الإنجليزي، وخرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة قبل نهاية سبتمبر (أيلول). ما يعني أن البداية كانت سيئة للغاية في الموسم الثالث الكامل لإيمري على رأس القيادة الفنية للفريق. سجّل أستون فيلا 134 هدفاً خلال الموسمين السابقين ليضمن المركزين الرابع والسادس، فلماذا توقف تألقه؟ وكان الهدف الذي سجّله كاش في مرمى سندرلاند هو أول هدف للفريق بعدما عجز عن هزّ الشباك في أول 4 مباريات بالدوري.

انتهت هذه السلسلة السلبية بعد 427 دقيقة، وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن كريستال بالاس في موسم 2017-2018، ونيوكاسل يونايتد في موسم 2005-2006، هما فقط من انتظرا فترة أطول لتسجيل أول هدف في الدوري منذ بداية الموسم (641 دقيقة لكريستال بالاس، و438 دقيقة لنيوكاسل). وأضاف روبنسون: «لقد سجّل أستون فيلا أول هدف له في الدوري هذا الموسم، لكنه لم يصنع كثيراً من الفرص، وكان أداؤه بطيئاً بعض الشيء، وخاصة في خط الوسط». قام أستون فيلا بمحاولتين فقط على مرمى سندرلاند. وهي إحصائية كارثية بالنظر إلى أنه لعب معظم فترات اللقاء ضد فريق يلعب بـ10 لاعبين. ولم يسدد أي فريق تسديدات على المرمى أقل من أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (12 تسديدة، بالتساوي مع إيفرتون وليدز يونايتد).

وبعد الفوز الصعب على بولونيا، يتعين على أستون فيلا التوفيق بين متطلبات اللعب في البطولة الأوروبية وفي الدوري الإنجليزي. وأدّى فشل أستون فيلا في إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا إلى فرض قيود مالية على النادي خلال الصيف حتى يتمكن من الامتثال لقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز. إضافةً إلى ذلك، أدّى رحيل ماركوس راشفورد وماركو أسينسيو، اللذين كانا يلعبان للنادي على سبيل الإعارة، إلى تقليل الفاعلية الهجومية للفريق. تعاقد أستون فيلا مع مهاجم نيس، إيفان غيساند، مقابل 26 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 4.3 مليون جنيه إسترليني كإضافات مالية أخرى، لكن المهاجم الإيفواري كانت له محاولتان فقط على المرمى.

ومع ذلك، تُقدم المباراتان المقبلتان لأستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز فرصة جيدة للعودة إلى المسار الصحيح، حيث سيخوض أستون فيلا مباراتين متتاليتين على ملعبه أمام فولهام في 28 سبتمبر (أيلول)، وبيرنلي في 5 أكتوبر (تشرين الأول). وقال كاش لشبكة «سكاي سبورتس»: «لسنا سعداء. كفريق، يتعين علينا أن نكون أفضل. وفي ظل الجودة التي نمتلكها، يتعين علينا الوصول إلى مراكز أعلى في الدوري. على مدار السنوات القليلة الماضية، حقّقنا العديد من النجاحات في النادي، لكننا نمر حالياً بفترة عصيبة». لا يوجد أدنى شك في أن فترة إيمري مع أستون فيلا كانت رائعة بشكل عام، ولا يجب أن يكون هناك شعور بالهلع من هذا التراجع. ومع ذلك، نعرف جميعاً أن الصبر ينفد سريعاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويدرك إيمري تماماً أن الضغوط ستتزايد ما لم يحقق أستون فيلا الفوز في البطولة قريباً.