اشتية: التحقيق في مقتل مسن فلسطيني «إرضاء للأميركيين»

TT

اشتية: التحقيق في مقتل مسن فلسطيني «إرضاء للأميركيين»

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن التحقيق الذي نشره الجيش الإسرائيلي حول ظروف وفاة المسن عمر أسعد (80 عاماً)، الذي قضى بعد احتجازه من قبل قوة عسكرية إسرائيلية في الـ12 من الشهر الحالي، في قرية جلجيليا القريبة من رام الله، في الضفة الغربية، «مجرد عرض كاذب»، وبمثابة «تحريف للحقائق».
وأضاف في حديث لصحيفة «هآرتس» العبرية، أن «التحقيق لم يجرِ إلا لكون الشهيد أسعد يحمل الجنسية الأميركية»، متهماً المؤسسة الإسرائيلية بارتكاب جرائم يومية ضد الفلسطينيين، دون أي اكتراث، ما دامت هوية الضحية فلسطينية. وتابع: «في هذه الحالة، الجنسية الأميركية أحدثت الفارق، وإسرائيل تقتل وترتكب جرائمها على بطاقة الهوية».
وجاءت تصريحات اشتية بعد أن اعترف الجيش الإسرائيلي بأن ضباطه وجنوده تصرفوا بطريقة غير إنسانية. وتبنى رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، نتائج التحقيق العسكري، الذي خلص إلى أن الواقعة «تشير إلى فشل في القيم والأخلاق»، لدى عناصر الفصيل والسرية التابعة لكتيبة «نيتساح يهودا» المتدينة، التي تنشط في مناطق الضفة الغربية. وقرر توبيخ قائد الكتيبة، وإبعاد قائد السرية وقائد الفصيل، الضالعين في الجريمة، ومنعهم من شغل مناصب قيادية لمدة عامين.
لكن الفلسطينيين لم يعجبهم التحقيق ولا نتائجه، لأنهم اعتبروا الأمر استرضاءً للأميركيين فقط. وفيما وصف اشتية الإجراءات بأنها «سخيفة»، لأن «الساعين للعدالة يجب أن يفهموا أن الفلسطيني قبل كل شيء هو إنسان»، قال أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية، إن التحقيق كان «عرضاً كبيراً يهدف بالدرجة الأولى إلى إرضاء الأميركيين». وتابع أن «الاكتفاء بتوبيخ قتلة الشهيد عمر أسعد، استخفاف إسرائيلي رسمي بحياة المواطن الفلسطيني ومحاولة للاستجابة الشكلية للضغوط الأميركية للتحايل عليها وامتصاصها».
وتدرس عائلة أسعد اتخاذ إجراء قانوني ضد الحكومة الإسرائيلية والجيش. وقال شقيق أسعد، في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن إعلان الجيش عن «توبيخ وتنحية الضباط غير كافٍ»، ونحن غير راضين عن ذلك القرار. مضيفاً: «هذه جريمة ضد رجل عجوز لم يسبب لهم أي مشاكل أو متاعب». وقالت يديعوت أحرونوت، إن الضباط والجنود المتورطين بالحادثة، ارتكبوا سلسلة أحداث خطيرة أظهرت عيوباً في سلوك الجنود



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».