حبس مصري ادَّعى الزواج من 33 امرأة بتهمة «تكدير السلم»

النيابة العامة نسبت إليه «نشر أخبار كاذبة» و«الإضرار بالمصلحة العامة»

محمد الملاح (إم بي سي مصر)
محمد الملاح (إم بي سي مصر)
TT

حبس مصري ادَّعى الزواج من 33 امرأة بتهمة «تكدير السلم»

محمد الملاح (إم بي سي مصر)
محمد الملاح (إم بي سي مصر)

قررت النيابة المصرية، اليوم (الأربعاء)، حبس محمد الملاح، الشهير إعلامياً بـ«المُحلل الشرعي» 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة «تكدير السلم العام»، ونشر أخبار كاذبة، والتحريض على الفسق والفجور، بعد ادعائه «الزواج من 33 سيدة».
وبدأت النيابة العامة المصرية التحقيق في بلاغ قُدم ضد الملاح، مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، في أعقاب ظهوره ببرنامج تلفزيوني ادَّعى خلاله زواجه من ثلاث وثلاثين امرأة مطلقة طلاقاً بائناً بينونة كبرى، حتى يحل لأزواجهن ردّهن مرة أخرى، وإنشائه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للترويج لهذا الغرض.
ووفق بيان النيابة المصرية، فإن «تحريات الشرطة أسفرت عن ادعاء المتهم كذباً ما سلف، وإنشائه الصفحة المذكورة لذلك، مما خلق حالة من البلبلة في المجتمع، لتعارض سلوكه مع النظام العام في الدولة وقيمها المجتمعية والدينية».
كما استمعت النيابة لشهادة معد البرنامج التلفزيوني الذي ظهر به المتهم، وتأكيده استضافته بعد إنشائه للصفحة على موقع «فيسبوك»، وترويجه لنشاطه، من أجل طرح هذه الظاهرة المستغربة للنقاش العام، ودحضها برأي ديني متخصص. كما ثبت بالاستعلام من قطاع الأحوال المدنية عدم صحة ما ادعاه المتهم بشأن زواجه 33 مرة سابقة.
وكانت النيابة العامة قد استدعت المتهم للحضور، وبمثوله أمامها ألقت القبض عليه، وباستجوابه أنكر ما نُسِب إليه من اتهامات بنشره أخبار كاذبة بسوء قصد، وكان من شأن ذلك تكدير السلم العام، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، فضلاً عن اعتدائه على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وكذلك إنشاؤه واستخدامه حساباً خاصاً على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب الجريمتين السابقتين، وادعى تلقينه من القائمين على البرنامج التلفزيوني ما زعمه، وهو الأمر الذي نفاه مُعد البرنامج التلفزيوني، وقدم بالتحقيقات صورة من محادثات إلكترونية تدحض الزعم بالتلقين.
وتعود القضية إلى شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، عندما ظهر الملاح لأول مرة عبر برنامج «يحدث في مصر» الذي يقدمه الإعلامي المصري شريف عامر، عبر قناة «إم بي سي مصر»، وأحدث ضجة واسعة في البلاد، بعد إعلانه الزواج من 33 سيدة، وتدشينه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بعنوان «محلل شرعي لرد المطلقات للزوج الأول مجاناً لوجه الله».
وقال الملاح في ظهوره التلفزيوني الأول، إنه تزوج كـ«محلل» 33 مرة، بشكل تطوعي ومجاناً، لافتاً إلى أنه قدم هذه الخدمة لبعض معارفه الشخصية وأصدقائهم؛ مبرراً قيامه بذلك بوجود «كثير من الأزمات الأسرية في المجتمع المصري، بسبب الطلاق أكثر من مرة»، معتبراً نفسه «منقذاً للبيوت من الخراب».
وأوضح الملاح الذي كان يعمل محاسباً في إحدى الشركات المصرية، أنه عمل «مُحللاً» من دون مقابل، وزعم أنه «يتزوج زواجاً شرعياً مكتمل الأركان في كل مرة، ويرفض الحصول على أموال لعدم الدخول على الزوجة الجديدة ليكون الزواج شرعياً»، على حد تعبيره.
وتعقيباً على الجدل الواسع الذي أحدثه ظهور الملاح تلفزيونياً، أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً بتحريم زواج المحلل (زواج شخص من امرأة بقصد تحليل عودتها لزوجها الأول، بعد الطلاق للمرة الثالثة).
وقالت «الإفتاء» المصرية في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» في شهر أكتوبر: «زواج المرأة (المبتوتة) أي المطلقة ثلاثاً؛ لكي تحل للزوج الأول، حرام شرعاً بإجماع الفقهاء».
وأضافت أنه «روي عن ابن مسعود، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لعن المُحلِّل والمحلَّل له». وتابعت: «رُوي عن ابن عمرو -رضي الله عنهما- أنه سئل عن تحليل المرأة لزوجها؛ فقال: ذاك السفاح، أي الزنا».
وتحولت حلقة محمد الملاح في شهر أكتوبر إلى مادة دسمة لإطلاق التعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث تبارى المئات في كتابة منشورات وتعليقات تتسم بخفة الظل.
ورغم ظهوره مجدداً عبر أحد البرامج، ليتنصل من حديثه الأول، متهماً فريق تحرير برنامج «يحدث في مصر» بفبركة الحلقة، فإن النيابة العامة قررت حبسه أمس لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، بعد التأكد من عدم فبركة الحلقة، بعد مراجعة المحادثات بينه وبين فريق إعداد البرنامج.



عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة، بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية، بالإضافة إلى محاضرات حول صون التراث غير المادي، والتراث العلمي.

وتضمّنت الفعاليات التي شاركت فيها مصر عروضاً فلكلورية استعراضية، مثل رقصة التنّورة بتنويعاتها المختلفة، بالإضافة إلى معرض للحِرَف اليدوية التراثية، وكذلك عرض أزياء شعبية مستوحى من التراث المصري عبر عصور مختلفة، إلى جانب عرض موسيقي غنائي بمشاركة السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.

ويمثّل وزارة الثقافة المصرية في احتفالية اليونيسكو بأسبوع التراث العربي الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صَون التراث الثقافي غير المادي، ومن المقرَّر أن تُلقي محاضرة خلال الفعاليات حول الآفاق المستقبلية لصَون التراث الثقافي غير المادي، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وبينما تستعرض محاضرة إمام خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز دوره بصفته وسيلةً لترسيخ الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتّسم بالتوترات، مع إبراز دور التراث بصفته جسراً يربط بين الشعوب، ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة، ويشارك في الفعاليات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لرئاسة اليونيسكو لعام 2025، ويقدّم محاضرة عن تاريخ العلوم.

وتربط الفعاليات التي تُقام بين الأصالة والمعاصرة والتنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب العربية، ويشارك في الاحتفالية أكثر من بلد عربي بفعاليات ومبادرات متنوعة.

أسبوع التراث العربي باليونيسكو شهد عديداً من الفعاليات (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعدّ حدث «أسبوع التراث العربي» هو الأول من نوعه في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونيسكو، وتستهدف الفعالية الاحتفاء بالثقافة العربية، وتسليط الضوء على جوانبها المتعددة.

وتستهدف الفعاليات تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يتميّز بتنوّعه وفق تنوّع البيئات والدول العربية، كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في المنظمة الدولية، وكذلك العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادَل، وعقد وتطوير شراكات بين الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والدول الأعضاء الأخرى، فيما يتعلق بحفظ وحماية التراث.

وتهتم منظمة اليونيسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي تعرّفه بأنه «الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وما يرتبط بهذه الممارسات من آلات وقِطَع ومصنوعات وأماكن ثقافية».

وتؤكد - وفق إفادة على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية - أن «هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارَث جيلاً عن جيل، تُبدِعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة، بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها»، بما يُنمّي الإحساس بالهوية، ويُعزّز احترام التنوع الثقافي.

وكانت مصر قد تقدّمت بملفات لمنظمة اليونيسكو لصَون التراث الحضاري غير المادي لديها، ونجحت في تسجيل السيرة الهلالية في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، كما سجّلت لعبة «التحطيب»، أو اللعب بالعصي لعبةً قتاليةً مستوحاةً من التراث المصري القديم، ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2016، وسجّلت أيضاً الممارسات المتعلقة بالنخلة، والخط العربي، والنسيج اليدوي، والأراجوز، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة، والنقش على المعادن.