شاشوا: رحيلي عن توتنهام إلى دوري الدرجة الثالثة في إسبانيا لم يكن قراراً «مجنوناً»

اللاعب الشاب «متعدد الجنسيات» ولديه أصول مصرية وأميركية وفنزويلية وإسبانية وولد في لندن

شاشوا ساعد فريقه في دوري الدرجة الثالثة على إزاحة فريقين من الدوري الممتاز بكأس إسبانيا (الغارديان)
شاشوا ساعد فريقه في دوري الدرجة الثالثة على إزاحة فريقين من الدوري الممتاز بكأس إسبانيا (الغارديان)
TT

شاشوا: رحيلي عن توتنهام إلى دوري الدرجة الثالثة في إسبانيا لم يكن قراراً «مجنوناً»

شاشوا ساعد فريقه في دوري الدرجة الثالثة على إزاحة فريقين من الدوري الممتاز بكأس إسبانيا (الغارديان)
شاشوا ساعد فريقه في دوري الدرجة الثالثة على إزاحة فريقين من الدوري الممتاز بكأس إسبانيا (الغارديان)

لا يزال أرماندو شاشوا في الحادية والعشرين من عمره، وما زال ينتظره مستقبل كبير في عالم كرة القدم. ومؤخراً، لعب شاشوا مع ناديه أتلتيكو بالياريس أمام فالنسيا في دور الستة عشر لكأس ملك إسبانيا، وكان أتليتكو بالياريس هو الفريق الوحيد من دوري الدرجة الثالثة المتبقي في المسابقة. ورغم الخسارة أمام فالنسيا في هذا الدور بهدف دون رد، فإن أتليتكو بالياريس قدم مستويات رائعة وتمكن بالفعل من الإطاحة بفريقين يلعبان في الدوري الإسباني الممتاز من كأس ملك إسبانيا.
وعلاوة على ذلك، يمكن القول إن شاشوا لاعب «متعدد الجنسيات»، فلديه أصول مصرية وأميركية وفنزويلية وإسبانية، وولد في العاصمة البريطانية لندن، والتحق بواحدة من أعرق المؤسسات الإنجليزية على الإطلاق، وهي مدرسة هارو التي تعلم بها شخصيات شهيرة مثل اللورد بايرون، ووينستون تشرشل. وتأتي ذكرياته الكروية الأولى من سيتون بالعاصمة الروسية موسكو. يقول شاشوا عن ذلك: «عشنا في روسيا لأن والدي كان يعمل هناك. لا أتذكر جيداً لأنني كنت في الرابعة من عمري فقط، لكنه استأجر مدرباً لأخي ولي. كنا نذهب إلى مستودع مهجور ونلعب كرة القدم على سطح غير مستوٍ، لذا كانت الكرة ترتد من الجدران بشكل غريب لاختبار لمستك وقدرتك على التحكم في الكرة. وهذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء».
لقد كانت بداية غير تقليدية لكنها نجحت، فسرعان ما انضم أرماندو وصمويل - أكبر من أرماندو بـ17 شهراً - إلى توتنهام. انضم أرماندو، الذي لم يُسمَّ على اسم النجم الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا، إلى توتنهام وهو في السابعة من عمره وتقدم في المراحل العمرية المختلفة، حتى وصل إلى فريق الناشئين بالنادي تحت 23 عاماً، وترك النادي في يناير (كانون الثاني) 2020. والآن، يلعب الشقيقان في إسبانيا: أرماندو في بالياريس، وصمويل في نادي تينيريفي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.
يقول أرماندو مبتسماً: «أمي أمضت ساعات طويلة في قيادة السيارة لتوصيلنا إلى التدريبات حتى أصيب ظهرها، وبالتالي فهي تستحق كل الحب الموجود في هذا العالم. وأعتقد أن والدي سعيد لأنه لم يخسر المال الذي دفع لإلحاقنا بمدرسة هارو والذي كان سيوفر لنا مساراً وظيفياً وحياة طبيعية». أما الأهم فهي الأم أليخاندرا، التي تحمل الجنسيتين الفنزويلية والإسبانية وتعمل كمعالجة نفسية. والأب هو، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والأميركية ويعمل رئيساً تنفيذياً لمؤسسة «هايف» للأحداث متعددة الجنسيات و«معجب للغاية باللاعب الإنجليزي السابق ومحلل المباريات الحالي مات لو تيسييه». ويحق لأبنائهما اللعب لهذه البلدان الأربعة، بالإضافة إلى المنتخب الإنجليزي بحكم جواز سفرهما البريطاني.
يقول أرماندو: «لقد ولدت في تشيلسي، وذهبنا إلى روسيا، وعدنا، وعشنا في الريف. لعبت في فريق لندن كولني كولتس، وهو النادي الذي رآني فيه أحد كشافي توتنهام. ذهب أخي إلى مدرسة هارو، وانتقلت أنا إلى حي باترسي لإنهاء المرحلة الإعدادية ثم انتقلت إلى هارو أيضاً». يقول أرماندو عن الفترة التي قضاها بمدرسة هارو: «لقد شعرت بالتأكيد باختلاف بعض الشيء نتيجة الانتقال من مدرسة داخلية إلى التدريبات، لكن هذا ساعدني حقاً في التعامل مع مجموعة متنوعة من الأشياء: الثقافات المختلفة، والناس، والتنشئة، وأساليب الحياة والتفكير المختلفة. كان أصدقائي في توتنهام وأصدقائي في المدرسة يخرجون معاً، وكان ذلك شيئاً جيداً للغاية، ولم أشعر قط بأنني منبوذ».
ويضيف: «ربما عانيت من هذا الأمر بشكل أكبر مع المديرين الفنيين، الذين كانوا يقولون لي عبارات مثل (أنت جيد لكن يمكنك تنظيم حياتك بشكل أفضل، وإلى أي مدى تريد التقدم في هذه اللعبة حقاً؟، والأمر متروك لك لتظهر قدراتك وإمكاناتك). لكنني كنت ألعب كرة القدم لأنني أحب كرة القدم». لكن على الجانب الآخر، كان هناك دعم كبير لأرماندو أيضاً، حيث كان المعلمون يوافقون على غيابه من المدرسة لأنه كان جيداً؛ كما وفر له نادي توتنهام مدرسين في مادتي الرياضيات والاقتصاد. ويمكنك أن تشعر بالدفء والامتنان على الفور عندما يتحدث أرماندو عن مدربيه. ويشير إلى أن جون ماكديرموت، مديره الفني في أكاديمية الناشئين: «جعلني أقوى من الناحية الذهنية وأكثر جاهزية للتعامل مع العالم الخارجي»، أما جاستين كوكرين «فيجعل كل شيء سهلاً». وبالنسبة لسكوت باركر، فيقول أرماندو: «أتمنى أن أرى واحداً في المائة فقط منه بداخلي». ويقول أرماندو إن مات ويلز «مهووس» بدراسة كرة القدم «لدرجة سخيفة».
وعندما سُئل أرماندو عن الخطوة التالية التي يريد اتخاذها في عالم كرة القدم، رد قائلاً: «أصدقائي في لندن، وأحياناً أرسل لهم صوراً لي وأنا على الشاطئ مثلاً، ويرسلون هم صوراً لهم وهم تحت المطر. كانت إسبانيا في ذهني لفترة من الوقت، وأعتقد أنها قد تناسب أسلوبي وطريقة لعبي، لكنني كنت أركز على اللعب مع توتنهام. دوري أقل من 23 عاماً رائع، لكن المدربين لا يرون أنه دوري حقيقي من حيث الخبرات، لذلك أردت أن أشارك في المباريات حتى جاءني عرض من نادي أتليتكو بالياريس».
ويضيف: «كان شقيقي قد انتقل إلى إسبانيا قبلي بعامين، ويقوم بعمل جيد بالفعل هناك، وهو الأمر الذي مهد الطريق أمامي. كان ذلك على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية، ولم أكن أرى أي فرصة لي للصعود للفريق الأول لتوتنهام. لذلك وافقت على الانتقال إلى إسبانيا».
وتابع: «ومع ذلك، عرضوا علي عقداً جديداً في الموسم التالي. رأيت أن هناك كثيراً من الصعود والتطور في الأقسام الدنيا بإسبانيا، لذلك قلت لنفسي إنني سأحاول مرة أخرى، وقد ينجح هذا الأمر». وبالفعل نجح أرماندو في هذه التجربة، ويقول: «الإعداد في أتليتكو بالياريس رائع. لدينا مالك للنادي يهتم بكل الأمور حقاً، ولدينا ملعب جديد، وكشافة جيدون، ومدير تقني رائع. ومديرنا الفني (تشافي كالم) جيد جداً جداً، ونحن نحبه كثيراً». ويحتل أتليتكو بالياريس مركزاً جيداً في دوري الدرجة الثالثة يؤهله للمنافسة على الصعود لدوري الدرجة الثانية. وفي كأس ملك إسبانيا، لم يكتفِ الفريق بإقصاء خيتافي، لكنه سحقه بخمسة أهداف نظيفة.
يقول أرماندو عن ذلك: «كنت في حالة صدمة، فقد كان الأمر جنونياً. في وقت من الأوقات كنا نحتفظ بالكرة ونتبادلها فيما بيننا وكانت الجماهير تهتف بحماس منقطع النظير، وكان الأمر خيالياً، خصوصاً أننا في الجولة السابقة كنا نواجه فريقاً من دوري الدرجة الثالثة وكنا خاسرين حتى سجل حارس مرمانا هدفاً في الدقيقة 94. امتدت المباراة إلى ركلات الترجيح، وأهدرت أنا الركلة التي سددتها، لكننا فزنا في نهاية المطاف، ثم فزنا على خيتافي بخماسية نظيفة».
ويضيف: «كان هناك 3 فرق في طريقنا، وكان برشلونة وريال مدريد في الطريق الآخر. كنا نريد بالطبع أن نلعب أمام برشلونة وريال مدريد، فهذا حلم بالنسبة لنا، لكننا على أي حال لعبنا أمام أندية من الدوري الإسباني الممتاز، وهذا شيء رائع بالتأكيد».
وحقق أتليتكو بالياريس الفوز على سيلتا فيغو أيضاً بهدفين مقابل هدف وحيد، ليواجه فالنسيا في الجولة التالية، لكنه خسر بهدف دون رد. يقول أرماندو: «نحن سعداء للغاية بما قدمناه في هذه المسابقة. كنت أتحدث إلى شخص ما على أرض الملعب بعد مباراة سيلتا فيغو ووصل الأمر به إلى أن قال إننا يجب أن نسعى للفوز بلقب كأس ملك إسبانيا. لقد كانت الاحتمالات ضئيلة بالطبع، لكن هذه هي كرة القدم، ولا يجب أن تتوقف أبداً عن الحلم».



توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».