مندوب السودان يطلب تأجيل استعراض ملف حقوق الإنسان

TT

مندوب السودان يطلب تأجيل استعراض ملف حقوق الإنسان

أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تأجيل الجلسة المخصصة لفحص سجل حقوق الإنسان في السودان إلى اليوم الأربعاء بعدما رفض في وقت سابق ممثل السلطة العسكرية الحالية، وتمسك باعتماد مندوب السودان الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير علي بن أبي طالب عبد الرحمن، ثم عاد واعتمد وفد السودان الرسمي، برئاسة وزيرة العدل المكلفة هويدا علي.
كما قرر المجلس اعتماد الوفد الرسمي السوداني برئاسة وزيرة العدل المكلفة هويدة علي. وطلب أبي طالب في خطاب رسمي إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان ممثل دولة الأرجنتين، تأجيل استعراض التقرير الدوري الشامل عبر تعميم للدول الأعضاء في المجلس والمفوضية بصفته الممثل الشرعي للسودان.
وقال في الخطاب أمس إن «الوضع الحالي في السودان انقلابي يحكم بالأمر الواقع»، مطالباً بتأجيل الجلسة إلى أن يتمكن ممثلو الحكومة المدنية من المشاركة في استعراض التقرير الدوري. وتغطي الجلسة التقرير الوطني المقدم من الدولة، والمعلومات المضمنة في تقارير خبراء حقوق الإنسان وفرق الخبراء المستقلين والتي تعرف باسم الإجراءات الخاصة، وهيئات معاهدات حقوق الإنسان وهيئات أممية أخرى. بالإضافة إلى التقارير المقدمة من المنظمات الإقليمية والوطنية والمجتمع المدني في الدولة المعنية.
وعينت الأمم المتحدة الدبلوماسي السنغالي أداما دينغ خبيراً مستقلاً لحقوق الإنسان في السودان بعد استيلاء الجيش على السلطة في البلاد عبر انقلاب عسكري في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمراقبة سجل حقوق الإنسان جراء حالات القتل والانتهاكات الجسيمة ضد المتظاهرين السلميين.
وحدد مجلس حقوق الإنسان مهمة الخبير المستقل بقيادة حوار بين أطراف الأزمة لتحسين الوضع الإنساني في البلاد لحين تشكيل حكومة مدنية. وطلب قادة الجيش الذين ينفردون بالحكم في البلاد، تأجيل زيارة الخبير المستقل للسودان التي كان مقرراً لها يناير (كانون الثاني) الماضي، من دون ذكر الأسباب رغم اكتمال كافة إجراءات زيارته.
وعبر أداما دينغ عقب تعيينه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مباشرة عن قلقه إزاء تدهور حالة حقوق الإنسان في السودان. وسيشارك في الجلسة المخصصة لمراقبة تطورات حقوق الإنسان في السودان، ممثلون عن دول الترويكا وغامبيا وجزر مارشال وبريطانيا وإيرلندا الشمالية. وكانت منظمات المجتمع المدني قد دفعت بتقارير إلى المفوضية السامية في السودان عن حالات القتل خارج إطار القانون وانتهاكات حق التظاهر والتعبير من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للمجلس العسكري. ومن جهتها، أعربت الآلية الوطنية لحقوق الإنسان التابعة لوزارة العدل السودانية عن ترحيبها بتعاون سكرتارية آلية الاستعراض الدوري الشامل بمجلس حقوق الإنسان بتصحيح مشاركة وفد السودان في جلسة الاستعراض الدوري الشامل في دورتها رقم 40.
وأشارت في بيان أمس إلى أن التعقيدات البروتوكولية حالت دون مشاركة وفد السودان في جلسة استعراض تقرير السودان الثالث المقدم لآلية الاستعراض الدوري الشامل.
وأضاف البيان أن الآلية رحبت بقرار مجلس حقوق الإنسان، بالتشاور مع القائم بالأعمال بالإنابة لبعثة السودان وتأكيد مشاركة الوفد الرسمي، ما أدى إلى موافقة السودان على المشاركة في جلسة اليوم. وأكد الوفد السوداني حرصه على التعاون مع جميع آليات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، ومجلس حقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمكتب القطري لمكتب المفوض السامي، والتزامه بكافة المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتعاون مع أجل حماية وترقية هذه الحقوق.
وجرى تعيين أداما للعمل كخبير للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في السودان، بموجب الولاية الممنوحة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وكلف الخبير برصد تطور حالة حقوق الإنسان في السودان بمساعدة مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في السودان وبالتعاون الوثيق معه.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.