تونس: «هيئة الانتخابات» تطالب بتوضيح الإطار القانوني للاستحقاقات المرتقبة

TT

تونس: «هيئة الانتخابات» تطالب بتوضيح الإطار القانوني للاستحقاقات المرتقبة

أكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، محمد التليلي المنصري في تصريح لوسائل إعلام تونسية، أمس، أن الهيئة قررت مراسلة رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة المالية للمطالبة بتوضيح الإطار القانوني، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة للهيئة من أجل إنجاز كل المواعيد الانتخابية والاستفتاء، التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد، بالإضافة إلى تكليف رئيس هيئة الانتخابات نبيل بافون للتشاور مع رئاسة الجمهورية بشأن الإطار القانوني.
وأوضح المنصري أن قرار توجيه المراسلات تم اتخاذه خلال اجتماع مجلس هيئة الانتخابات، أمس، بهدف الاستفسار عن الإطار القانوني الذي سينظّم الاستفتاء المزمع تنفيذه في 25 يوليو (تموز) المقبل، وهل سيتم اعتماد القانون القائم حاليا، أم أنه سيتم اعتماد قانون جديد.
وأوضح المنصري أن الهيئة شرعت في الاستعدادات لتنظيم المحطات الانتخابية القادمة، وكلّفت الإدارة التنفيذية بإعداد مشاريع رزنامات للانتخابات الأصلية، بما في ذلك انتخابات المجلس الأعلى للقضاء، المزمع إجراؤها في أكتوبر القادم. بالإضافة الى المواعيد الانتخابية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية.
وكانت «شبكة مراقبون» قد توجّهت برسالة مفتوحة إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، طلبا لجملة من الاستفسارات حول استعداد الهيئة لتنظيم الاستفتاء المقرّر الصيف القادم، حسب ما أقره رئيس الجمهورية. وأكّدت أنّه من المفترض أن تنطلق الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في أجل ستة أشهر على أدنى تقدير قبل موعد الاستفتاء في توسيع عملية تسجيل الناخبين، وتحيين قائمة مكاتب التسجيل، وضبط روزنامة لجميع مراحل عملية الاستفتاء.
وأكّدت شبكة مراقبون أنّ ضبط روزنامة الاستفتاء، وتحديد مختلف مراحله من أهمّ الركائز لإضفاء الشفافية، وتوضيح المسار لجميع المتداخلين من هياكل ومؤسسات، بما في ذلك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والمجتمع المدني والقوى السياسية والمنظمات الوطنية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.