الأحزاب السياسية الكبرى في تونس تجتمع لمناقشة الملفات المصيرية

مقتل 10 إرهابيين وجنديين في اشتباكات قرب الحدود الجزائرية

الأحزاب السياسية الكبرى في تونس تجتمع لمناقشة الملفات المصيرية
TT

الأحزاب السياسية الكبرى في تونس تجتمع لمناقشة الملفات المصيرية

الأحزاب السياسية الكبرى في تونس تجتمع لمناقشة الملفات المصيرية

اجتمعت الأحزاب الأربعة المشكلة للائتلاف الحاكم في تونس أمس، للنظر في إحداث هيكل سياسي مشترك، مهمته احتضان مشاورات تتعلق بالتسيير الحكومي، والبحث عن منفذ آمن يقي الحكومة ضغوط الملفات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة، ويدعم مواقفها وقراراتها المقبلة.
وضم هذا الاجتماع الأول حركة نداء تونس، بالإضافة إلى حزب الاتحاد الوطني الحر.
ووفق قيادات سياسية مشاركة في هذا الاجتماع، فإن هذا الهيكل السياسي سيتولى مهمة التنسيق بين الأحزاب الأربعة من جهة، والحكومة من جهة ثانية، وخصوصا فيما يتعلق بالملفات الكبرى والقرارات المصيرية. وتحصر تحاليل سياسية أسباب ودواعي هذا التقارب السياسي الجديد في التململ الاجتماعي الحاصل على مستوى عدة قطاعات اقتصادية، وتردد أجهزة الحكومة في اتخاذ القرارات الحاسمة بخصوص عدة ملفات، ومن أبرزها الزيادة في الأجور، وظاهرة الإضرابات القطاعية المتكررة. وبشأن هذا الهيكل الجديد ومجال تدخله في الحياة السياسية، أوضح بوجمعة الرميلي، المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه التنسيقية ستلعب دورا مهما في تنشيط العمل الحكومي، وستمثل «عينا مفتوحة على أداء حكومة الحبيب الصيد، بالإضافة إلى مراقبة قراراتها، ومنع حيادها عن السكة السليمة». واعتبر الرميلي أن هدفها النهائي يتمثل في إشراك جميع الأطراف السياسية في تجاوز الوضع الصعب الذي تمر به تونس في الوقت الراهن، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، أعلنت مصادر طبية أول من أمس مقتل عسكري، تأثرا بجراح أصيب بها خلال مواجهات مسلحة في جبل السلوم بالقصرين، وسط غربي تونس، لترتفع الحصيلة بذلك إلى ثلاثة قتلى في صفوف العسكر منذ بدء المواجهات بين قوات الجيش والعناصر الإرهابية، فيما أشارت مصادر عسكرية إلى مقتل عشرة عناصر إرهابية، موضحة أن عدد القتلى مرشح للارتفاع في صفوف الإرهابيين نتيجة الإصابات المباشرة.
من ناحية أخرى، أصدرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تقريرها النهائي بشأن الانتخابات الرئاسية بدورتيها، والانتخابات البرلمانية الأخيرة، وركزت على التجاوزات الانتخابية المرتكبة خلال الانتخابات الرئاسية، حيث أبرزت أن المرشح الرئاسي السابق المنصف المرزوقي احتل المرتبة الأولى من حيث عدد المخالفات الانتخابية، بارتكابه 360 مخالفة، فيما احتل حمة الهمامي المرتبة الثانية بـ346 مخالفة، في حين ارتكب الباجي قائد السبسي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية 287 مخالفة انتخابية في الدور الأول. وخلال الدور الثاني، الذي شهد منافسة حادة بين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي، حل المرزوقي في المرتبة الأولى بـ291 مخالفة، فيما ارتكب منافسه السبسي 259 مخالفة. كما أشار تقرير هيئة الانتخابات إلى أن المخالفات تعلقت في معظمها بالإشهار السياسي، وخرق فترة الصمت الانتخابي، والدعوة إلى الكراهية والعنف، والدعاية الانتخابية في الفضاءات غير المخصصة لذلك.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».