من النوبات القلبية إلى السكتة الدماغية والنقرس... كيف يضر الطقس بالصحة

يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار (رويترز)
يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار (رويترز)
TT

من النوبات القلبية إلى السكتة الدماغية والنقرس... كيف يضر الطقس بالصحة

يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار (رويترز)
يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار (رويترز)

يمكن أن تؤثر حالة الطقس على مزاج الشخص وصحته بشكل ملحوظ، حيث قد تسبب له آلاماً في المفاصل وصداع نصفي وربو ونوبات قلبية.
وقد ذكر تقرير لصحيفة «ذا صن» البريطانية كيفية تأثير حالة الجو على صحة الإنسان بالتفصيل كما يلي:
- الرياح الشديدة:
يمكن أن تتسبب الرياح الشديدة في معاناة الأشخاص من الصداع النصفي والضغط النفسي.

فعندما تهب العواصف يمكن أن يتفاعل الجسم معها كما لو كان يتعرض للهجوم، وينتج عن ذلك ارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة مشاعر القلق والضغط النفسي.
ويمكن أن تؤثر العواصف أيضاً على منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة الدماغ التي تراقب وظائف الجسم؛ الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انقباض أو تورم الأوعية الدموية في الرأس ما قد يسبب الألم المصاحب للصداع النصفي.
- الأمطار الغزيرة:
قد تزيد الأمطار الغزيرة من أوزان الأشخاص وتصيبهم بالتهاب المفاصل والبكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli).
ووجد فريق من جامعة أبردين باسكوتلندا أن الأمطار الغزيرة تجعل من الصعب على متبعي الحميات الغذائية التخلص من الوزن.

كما وجدوا أن أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مستويات أقل من فيتامين د – الذي يتكون بالجسم عند التعرض لأشعة الشمس.
تؤثر كمية فيتامين د في الدم على عمل هرمون يسمى اللبتين، والذي يرسل إشارات للدماغ عندما يشعر الشخص بالشبع.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى زيادة خطر انتقال البكتيريا الإشريكية القولونية من روث الماشي إلى الأراضي والبرك ثم انتقالها بعد ذلك إلى الإنسان.
وأشار خبراء الصحة أيضاً إلى أن الأمطار الغزيرة يمكن أن تزيد من آلام والتهاب المفاصل.
ورغم عدم وجود دليل قاطع لتفسير ذلك، فقد يكون ذلك بسبب مستقبلات الضغط في المفاصل، والتي تستشعر انخفاض الضغط الجوي عندما يتغير الطقس من جاف إلى ممطر.
- العواصف الرعدية:
تزيد العواصف الرعدية من الشعور بالصداع والربو.

وغالباً ما يؤدي التغيير في الضغط الجوي قبل حدوث عاصفة رعدية إلى حدوث الصداع.
فعندما ينخفض الضغط، يبدأ الدماغ والخلايا العصبية في التفاعل بشكل مختلف، ما يتسبب في ألم الرأس.
ويجد العديد من المصابين بالربو أيضاً أن حالتهم تزداد سوءاً في حال وقوع عاصفة رعدية، والتي تزيد عدد حبوب اللقاح، وهي من المواد المسببة للحساسية المحمولة في الهواء، حيث تستقر في كثير من الأحيان في الرئتين.
وفي يونيو (حزيران) 2005، تم الإبلاغ عن ارتفاع ستة أضعاف في عدد حالات الربو التي تم إدخالها إلى مستشفيات بريطانيا خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة نتيجة العواصف الرعدية.
- الطقس الحار:
يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار، وفقاً للمعهد البريطاني للطب النفسي.

ودرس الباحثون 50 ألف حالة انتحار في إنجلترا وويلز على مدى 10 سنوات، ووجدوا زيادة بنسبة 3.8% في معدلات الانتحار لكل درجة مئوية زائدة تشهدها الحرارة.
- الطقس البارد:
قد يتسبب الطقس البارد في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ونزلات البرد والإنفلونزا.

ويموت ما يقدر بنحو 20 ألف شخص كل عام في المملكة المتحدة نتيجة السكتات الدماغية والنوبات القلبية المرتبطة بانخفاض دراماتيكي في درجة الحرارة. ويُعتقد أن درجات الحرارة الباردة تتسبب في تضييق الشرايين، ما يحد من تدفق الدم ويقلل من إمداد القلب بالأكسجين.
كما أن الطقس البارد يجعل القلب يعمل بجهد أكبر حيث تزيد حاجته إلى مزيد من الأكسجين للحفاظ على حرارة الجسم.
هذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن.
واكتشف باحثون ألمان أيضاً أن خمسة أيام متتالية من الطقس شديد البرودة يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات مادتين كيميائيتين في الدم يمكن أن تسبب التهاباً في الأوعية الدموية.
ومن المرجح أيضاً أن يصاب الأشخاص بالسكتة الدماغية في الطقس البارد، وفقاً لتقرير صادر عن جامعة جون مور في ليفربول، لأن الدم يزداد كثافة في الطقس البارد، ما يزيد من خطر الإصابة بتجلط الشرايين.
- الرطوبة العالية:
قد تتسبب الرطوبة العالية في التهابات الأذن والنقرس.

وتصبح عدوى الأذن الخارجية - أو التهاب الأذن - أكثر شيوعاً عندما تكون الرطوبة مرتفعة، حيث تزداد احتمالية إصابة قناة الأذن بالرطوبة.
وهذا يخلق بيئة دافئة ورطبة مثالية لازدهار البكتيريا.
ووجدت أبحاث أجريت في مستشفى النهضة في عمان أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الرطوبة العالية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل شمع الأذن بسبب هذه البكتيريا.
بالإضافة إلى ذلك، توصلت دراسة أجرتها جامعة بوسطن إلى أن نوبات النقرس تكون أكثر عرضة للحدوث في الأيام التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة، ربما بسبب آثار الجفاف.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.