تمرد سجن الحسكة: عشرات فروا في الساعات الأولى

«التحالف الدولي» ينقل مساعدات إنسانية للأحياء المحيطة

استسلام عناصر تنظيم «داعش» في 26 يناير الحالي
استسلام عناصر تنظيم «داعش» في 26 يناير الحالي
TT

تمرد سجن الحسكة: عشرات فروا في الساعات الأولى

استسلام عناصر تنظيم «داعش» في 26 يناير الحالي
استسلام عناصر تنظيم «داعش» في 26 يناير الحالي

تمكن العشرات من عناصر تنظيم «داعش» من الفرار من سجن غويران، في حين ابتعد بعضهم نحو 100 كيلومتر عن الموقع، وذلك خلال الساعات الأولى من بدء الهجوم في ليل الخميس 20 يناير (كانون الثاني)، مستغلين الصدمة الأولى للعملية.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «أجهزة الاستخبارات الغربية العاملة في منطقة شمال شرقي سوريا»، بدأت منذ صباح الجمعة 21 من الشهر الحالي، بإجراء تحقيقات حول كيفية حصول هذا الخرق الأمني الكبير.
ولا تزال حملة التحقيقات الاستخباراتية في هجوم التنظيم مستمرة، للتحقيق في الخرق الأمني والهجوم على السجن، وكشف المتعاونين مع التنظيم، فيما لا تزال عمليات البحث عن خلايا التنظيم مستمرة في الأحياء المحيطة بسجن غويران.
في نقطة إسعافية عسكرية بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا؛ حشدت الطواقم الطبية التي تحمل ندوب معارك مستمرة منذ 10 أيام، الموارد الطبية الشحيحة لمعالجة جرحى مسلحي «داعش» الذين نفذوا تمرداً مسلحاً عنيفاً في سجن «الصناعة» جنوب المحافظة، في وقت استسلم فيه العشرات من عناصر التنظيم بعد نداءات وجهتها «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» بالاستسلام أو الموت.
وتمكنت قوات التحالف الدولي وجنود من الجيش الأميركي، من فتح ممرات آمنة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى أحياء غويران والزهور والحارة العسكرية المجاورة للسجن. وواصلت قوى الأمن الداخلي بمشاركة «قسد» وبغطاء وإسناد جوي من طيران التحالف، لليوم الخامس على التوالي، عمليات تمشيط واسعة في محيط سجن «الصناعة» والأحياء المجاورة، بحثاً عن خلايا متوارية من تنظيم «داعش». وشملت الحملات أحياء الصالحية والعزيزية وأبو معيش إلى جانب حيي غويران والزهور، ونفذت عمليات نوعية داخل السجن وأجبرت العشرات من القادة والمسلحين الذين شاركوا في التمرد المسلح على الاستسلام.
ونقل المسؤول العسكري من «القوات»، سيامند العلي، أنهم أجبروا مسلحين ينتمون للخلايا الذين قادوا ونفذوا الهجوم في 20 من الشهر الحالي والمتحصنين داخل أقبية السجن، على «خيار الاستسلام أو الموت، وهددناهم بتنفيذ هجوم عسكري شامل. وبالفعل استسلم العشرات، ونقوم بتقييم الوضع الميداني وإحصاء كل الأعداد، لتحديد ما إذا كان هناك مسلحون متحصنين داخل الأقبية». وكان أكثر من 3500 من المهاجمين والسجناء التابعين للتنظيم استسلموا في 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد 6 أيام من المعارك الشرسة.
وأعلنت قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، عن استعادة «السيطرة الكاملة» على سجن «غويران» جنوب مدينة الحسكة الذي يضم 5 آلاف متطرف غالبيتهم من التنظيم، وسمحت قوى الأمن لسكان أحياء غويران والزهور والحارة العسكرية، بالعودة إلى منازلهم وممتلكاتهم، فيما منعت سكان بعض المناطق المحيطة بالسجن من العودة، لاستمرار الإجراءات الأمنية وعمليات التمشيط.
وقال مصدر أمني رفيع إن مناوشات عسكرية متقطعة دارت في شارع «الأغوات» بالقرب من «مدرسة فاطمة الزهراء» بحي الغويران، بالأسلحة الرشاشة، بين قوى الأمن وإحدى الخلايا الموالية للتنظيم التي تتألف من 5 مسلحين.
و«تمكنت القوات من صد الاشتباكات وأردت 4 منهم قتلى، وألقت القبض على المرتزق الخامس بعد إصابته، فيما ألقت قوى الأمن القبض على عنصر مسلح من التنظيم شارك في التمرد، خلال عمليات التمشيط بحي العزيزية، شرق الحسكة».
وقال المصدر ذاته، إن «دوريات (الأسايش) وأثناء تمشيط حي العزيزية شرق الحسكة، في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد، ألقت القبض على عنصر يشتبه في تورطه في الهجوم المسلح على السجن». وعثرت قوات «قسد» على مزيد من جثث مسلحي التنظيم خلال عمليات التمشيط والتفتيش التي تجريها في مباني السجن والأحياء المحيطة. وتقول القوات إن حصيلة قتلى «داعش» ارتفعت إلى نحو 250، فيما اعترفت بسقوط 27 مقاتلاً خلال العمليات العسكرية.
وشهد سجن «الصناعة» مواجهات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي وقوات «قسد» من جهة؛ ومسلحين من «داعش» من جهة ثانية، بعد أن هاجمت خلايا موالية للتنظيم السجن، وسيطرت على أقسام منه، في أكبر تمرد واستعصاء مسلح للتنظيم منذ احتجازهم هناك بداية 2019.
في سياق متصل، نقلت قوات التحالف الدولي وجنود من الجيش الأميركي، وبمشاركة قوى الأمن الداخلي، مساعدات إنسانية عبر ممرات آمنة؛ إلى الأحياء المحيطة بسجن «الصناعة» في حيي غويران والزهور جنوب الحسكة. وقال مصدر أمني مطلع إن «الأسايش» وقوات التحالف فتحوا ممرات آمنة لعبور 28 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مقدمة من الأمم المتحدة، تزامنت مع عودة عائلات نازحة بعد إعادة السيطرة على سجن «الصناعة»، بعد أن تسببت المعارك في نزوح 45 ألفاً؛ بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وتستمر حالة حظر التجول الشامل على أحياء الحسكة والمدن والبلدات التابعة لها منذ 24 يناير الحالي، خشية فرار وهروب عناصر التنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية انتقامية. وفي نقطة طبية إسعافية عسكرية بمدينة الحسكة وتحت إشراف طبيب عسكري من قوات «قسد»، كان يرقد العشرات من مصابي التنظيم الذين نفذوا تمرداً مسلحاً عنيفاً في سجن «الصناعة». وبموارد ومستلزمات شحيحة، بدأت الفرق الطبية مداوة جرحى التنظيم، الذين قُيدت أيديهم بسلاسل محكمة، وخضع المكان لإجراءات أمنية صارمة، خوفاً من تمكنهم من الفرار.
وقال طبيب من الفريق، طلب عدم الإفصاح عن اسمه أو أي معلومات شخصية ومهنية، لأسباب أمنية: «عندما يصل أحدهم لا أسأله ماذا حصل معك؟ أرى مصاباً وأقوم بعلاجه، فواجبي الإنساني يحتم مداواته وتقديم الرعاية الصحية. بعد العلاج ينقل المصاب إلى مكان الاحتجاز واستكمال التحقيقات الأمنية».
ويشير الطبيب إلى وجود «نحو 40 جريحاً في العنبر المؤقت، جميعهم من أسرى التنظيم، وقد فارق الحياة 5 آخرون قبل وصولهم إلى النقطة». وتابع: «بسبب إصاباتهم البليغة وجروحهم النازفة، قضوا قبل وصولهم إلى النقطة الطبية».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.