«سد النهضة»: إثيوبيا «تختبر» التشغيل... وتشكيك مصري

بموازاة رسائل متبادلة عن استعداد البلدين لاستئناف المفاوضات

صورة أقمار صناعية لسد النهضة الإثيوبي (رويترز)
صورة أقمار صناعية لسد النهضة الإثيوبي (رويترز)
TT

«سد النهضة»: إثيوبيا «تختبر» التشغيل... وتشكيك مصري

صورة أقمار صناعية لسد النهضة الإثيوبي (رويترز)
صورة أقمار صناعية لسد النهضة الإثيوبي (رويترز)

بموازاة رسائل مصرية - إثيوبيا متبادلة بشأن استعداد البلدين لاستئناف مفوضات «سد النهضة» المتعثرة، قالت مصادر إثيوبية إن أديس أبابا باشرت اختبار أول توربين منخفض في السد، كخطوة أولى للبدء في توليد الكهرباء، فيما شكك خبير مصري في الإعلان.
وتطالب مصر والسودان (دولتا مصب نهر النيل)، إثيوبيا، بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، فيما يتعلق بملء بحيرة السد أو التشغيل، قبيل إبرام اتفاقية قانونية مُلزمة تضمن لهما الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة للسد، وهو ما فشلت فيه المفاوضات الثلاثية، والممتدة بشكل متقطع منذ 10 سنوات.
وتقيم أديس أبابا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011، ووصل حجم الإنشاءات به أكثر من 80 في المائة. فيما أعلنت عزمها الأيام المقبلة تشغيل أول توربينين في توليد الكهرباء.
ووفق وسائل إعلام إثيوبية، فإن أديس أبابا باشرت، أول من أمس، اختبار أول توربين منخفض في سد النهضة، في محاولة تجريبية.
لكن الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، قال إن الأقمار الصناعية التي تنقل تطورات السد أولاً بأول، تشير إلى أن السد «لم يشهد أي تقدم حتى اليوم، حيث يستمر فيضان مياه النيل الأزرق من أعلى الممر الأوسط مع غلق جميع البوابات، وما زالت إثيوبيا تحاول تجهيز أول توربين منخفض للتشغيل». وأضاف في تدوينة، على صفحته بـ«فيسبوك»، «تتبقى 5 أشهر على موسم الأمطار الجديد، ولا توجد إنجازات هندسية على جانبي السد، وظهرت بعض الصور من منطقة السد لمحطة الكهرباء من الداخل في سباق مع الزمن للتشغيل في أقرب وقت». ولفت الخبير المصري إلى أن «الإنشاءات الهندسية الضعيفة تشير إلى أن التخزين الثالث مشكوك في تنفيذه، الذي كان متوقعاً لحجز حوالي 10 مليارات متر مكعب عند منسوب 590 متراً فوق سطح البحر، وإن حدث فسوف يكون محدوداً». وعلى مدار العامين السابقين أقدمت إثيوبيا على ملء بحيرة السد على مرحلتين، متجاهلة الاحتجاج المصري السوداني، ما دعا البلدين للتوجه إلى مجلس الأمن الذي أصدر «قراراً رئاسياً»، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، يشجع الدول الثلاث على استئناف المفاوضات، برعاية الاتحاد الأفريقي، للوصول إلى اتفاق مُلزم خلال فترة زمنية معقولة. وجرت آخر جلسة للمفاوضات في أبريل (نيسان) الماضي برعاية جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي، أعلنت عقبها الدول الثلاث فشلها في إحداث اختراق. وخلال أيام، تسلم الكونغو، رئاسة للاتحاد، إلى دولة السنغال، التي أعلن رئيسها ماكي سال، خلال زيارته القاهرة أول من أمس، عن عزمه إيجاد حل لقضية «سد النهضة» خلال الدورة الجديدة، والتوفيق ين مصر والسودان وإثيوبيا، خصوصاً بعد بيان رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبوع الماضي الذي دعا فيه إلى «بناء السلام والتعاون والتعايش المتبادل والتنمية». وعلى مدار الأسبوع الماضي، تبادلت القاهرة وأديس أبابا الرسائل بشأن استعدادهما استئناف المفاوضات. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن بلاده حريصة على «التوصل لاتفاق ملء وتشغيل السد ملزم قانونياً؛ يحقق المصالح المشتركة، من خلال الموازنة بين تحقيق إثيوبيا أقصى استفادة ممكنة من السد، في مجال توليد الكهرباء وتحقيق التنمية المستدامة، وعدم حدوث ضرر لدولتي المصب». كما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن بلاده «دائماً على استعداد لاستئناف المفاوضات مع إثيوبيا، إذا كانت هناك إرادة سياسية تساعد للتوصل إلى اتفاق». وفيما شددت وزارة الخارجية الإثيوبية على تمسكها بـ«الوساطة الأفريقية» في المفاوضات، أكدت أن «سد النهضة لن يلحق الضرر بمصالح مصر والسودان».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.