«صندوق أوبك» يقدم 1.5 مليار دولار لتمويل مشروعات تنموية

لمساعدة عدد من الدول في رفع مرونة اقتصاداتها

رصد «صندوق أوبك» 496 مليون دولار للقطاع المالي عادة تُستخدم لإعادة إقراض المنشآت بالغة الصغر
رصد «صندوق أوبك» 496 مليون دولار للقطاع المالي عادة تُستخدم لإعادة إقراض المنشآت بالغة الصغر
TT

«صندوق أوبك» يقدم 1.5 مليار دولار لتمويل مشروعات تنموية

رصد «صندوق أوبك» 496 مليون دولار للقطاع المالي عادة تُستخدم لإعادة إقراض المنشآت بالغة الصغر
رصد «صندوق أوبك» 496 مليون دولار للقطاع المالي عادة تُستخدم لإعادة إقراض المنشآت بالغة الصغر

دبي: «الشرق الأوسط»

قال «صندوق أوبك للتنمية الدولية» إنه خصص 1.5 مليار دولار لـ«برنامج التنمية العالمية» في العام الماضي، وذلك لمساعدة الدول الشريكة في رفع مرونة اقتصاداتها لمواجهة أي صعوبات، وتعزيز نموها الاقتصادي، وخلق فرص عمل، من خلال دعم المنشآت بالغة الصغر، والصغيرة، والمتوسطة.
وقال «الصندوق»؛ الذي احتفل بالذكرى السنوية السادسة والأربعين لتأسيسه في 28 يناير (كانون الثاني) الحالي، إنه قدم تمويلات مهمة لدفع عجلة الاستثمار في البنية التحتية، بالإضافة إلى جهوده في التصدي لوباء «كوفيد19» من خلال التشغيل الكامل لتسهيلات بلغت قيمتها مليار دولار.
وقال الدكتور عبد الحميد خليفة، مدير عام «صندوق أوبك»: «بفضل مواردنا المالية القوية وعلاقاتنا الوثيقة مع البلدان الشريكة وعملائنا، تمكن (صندوق أوبك) من الاستجابة بسرعة وفاعلية للاحتياجات الملحة في هذه الدول عام 2021. وقد عاد أداؤنا السريع بالنفع على مجموعة واسعة من المشروعات التي تهدف إلى تلبية احتياجات الناس وتحسين سبل عيشهم».
وأضاف: «بينما نواصل السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تمكنا أيضاً من تقديم مساهمة كبيرة وسريعة وفعالة، إلى الجهود العالمية للتصدي لوباء (كوفيد19). احتفالنا بالذكرى السنوية السادسة والأربعين لتأسيس (صندوق أوبك) والبدء بعام جديد يمدنا بالثقة والطموح لتقديم مساهمات قيمة إلى التنمية في هذا العام». وبحسب المعلومات الصادرة أمس؛ فإن عام 2021 شهد تقييم الصندوق من قبل وكالتي «فيتش» و«ستاندارد آند بورز»، حيث منحت «فيتش» تصنيف جدارة ائتمانية بدرجة «إيه إيه بلاس» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، مشددة على «الرسملة الممتازة» للصندوق، بينما قدمت وكالة «ستاندارد آند بورز» تصنيفاً ائتمانياً بدرجة «AA/A - 1+»، مع نظرة مستقبلية «إيجابية»، وشددت على «وضع الصندوق القوي في التمويل والسيولة».
وخصص «صندوق أوبك» تسهيلات بقيمة مليار دولار بعد تفشي وباء «كوفيد19»؛ وتمت الاستفادة منها بشكل كامل بحلول نهاية عام 2021. كما تبنى الصندوق، بعد التنسيق مع الدول الشريكة والمتبرعين الآخرين، إجراءات مصادقة سريعة، مما يسمح بالتوظيف السريع للتمويلات المطلوبة الضرورية. كما شملت العمليات في إطار تسهيلات التصدي لوباء «كوفيد19» قرضاً بقيمة 70.5 مليون دولار للأردن لدعم خطة عمل حكومته، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى بقيمة 10 ملايين دولار لصالح المشروعات الصغيرة والمتوسطة في جزر المالديف.
وقال الصندوق إن 496 مليون دولار من المبالغ المرصودة جرى تخصيصها للقطاع المالي، وهي عادة تُستخدم لإعادة إقراض المنشآت بالغة الصغر، والصغيرة، والمتوسطة، أو تلك التي تقودها نساء. كما شملت قطاعات أخرى، مثل قطاع الزراعة من خلال التمويل بـ211 مليون دولار، والنقل والتخزين حصل على 205 ملايين دولار، وجرى ضخ 153 مليون دولار لقطاع الطاقة، والمعونات السلعية نحو 137 مليون دولار، والمياه والصرف الصحي حصلت على 20 مليون دولار، والرعاية الصحية نحو 15 مليون دولار، في حين تلقت المشروعات المشتركة بين قطاعات مختلفة مبلغ 246 مليون دولار.
وفي قطاع الطاقة، قدم «صندوق أوبك» تمويلاً للمشاريع الحائزة على جوائز، والتي سوف تسهم في تعزيز الحصول على الطاقة بشكل كبير في البلدان الشريكة والمساعدة في التطرق إلى قضية تحول الطاقة. كما قدم «صندوق أوبك»، بالتعاون مع شركاء دوليين، قروضاً لدعم بناء وتشغيل محطة توليد الكهرباء بمنطقة سيرداريا في أوزبكستان، حيث تعد المحطة أكبر مشروع يقوده القطاع الخاص في الدولة حتى الآن. كما دعم الصندوق أيضاً محطة «تيمان» لتوليد الكهرباء عن طريق الغاز في موزمبيق، والتي من المتوقع أن تلبي حاجة نحو 1.5 مليون أسرة.
ووجه «صندوق أوبك للتنمية الدولية» الدعم إلى المبادرات التنموية في القطاع العام بالدول الشريكة، بمبلغ 686 مليون دولار؛ ما نسبته 46 في المائة، فيما بلغ التمويل المخصص للتجارة 444 مليون دولار بنسبة 30 في المائة، وبلغ إجمالي القروض المخصصة للقطاع الخاص 353 مليون دولار في عام 2021.
وحول ما يتعلق بالتوزيع الإقليمي، بلغت قيمة الالتزامات المالية في أفريقيا 770 مليون دولار (51 في المائة) مقابل 536 مليون دولار في آسيا، و177 مليون دولار في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ ما يعادل 12 في المائة.
يذكر أن «صندوق أوبك للتنمية الدولية (صندوق أوبك)» هو المؤسسة الإنمائية الوحيدة المفوضة عالمياً التي تقدم التمويل من الدول الأعضاء إلى الدول غير الأعضاء. وقد أُنشئ الصندوق من قِبل دول أعضاء «أوبك» عام 1976 لدفع عجلة التنمية، ودعم المجتمعات المختلفة وتمكين الأفراد.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.