الرواية الثالثة والعشرون لنبيل سليمان

الرواية الثالثة والعشرون لنبيل سليمان
TT

الرواية الثالثة والعشرون لنبيل سليمان

الرواية الثالثة والعشرون لنبيل سليمان

بعد اثنتين وعشرين رواية للروائي والناقد السوري نبيل سليمان، ابتداءً من عام 1970، صدرت روايته الجديدة (تحولات الإنسان الذهبي) عن دار «خطوط وظلال» بعمان، في 408 صفحة.
وحملت كلمة الغلاف مقاطع من النص التالي الذي كتبه الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين عن هذه الرواية: «لا أبالغ كثيراً إذا قلت: ليست هناك رواية عربية لم يطلع عليها نبيل سليمان. كما أنني لا أجانب الصواب إذا ذهبت إلى أنه من الروائيين العرب القلائل الذين تختزل حياتهم في كتابة الرواية. تشهد بكل هذا ذخيرته الروائية الطويلة والغنية والمتنوعة، ومتابعاته النقدية الوافية، وقراءاته المتواصلة منذ حوالي خمسين عاماً. وروايته الأخيرة هذه خير دليل على ذلك».
يُذكِّر عنوان الرواية القارئ العربي بتحولات الجحش الذهبي لأبوليوس. واستبدال الحمار، هنا، بالإنسان تحويل ومعارضة لكل ما كتب عن الحمار من نصوص إبداعية، قديماً وحديثاً، واختلاف عنها. بطل الرواية تحول من حمار إلى إنسان. وبما أنه كاتب فقد جعل كل همه في هاجس واحد ظاهر، وهو: «كتابة رواية عن الحمار»، وآخر باطن: كتابة رواية مختلفة عما كتب عن الحمار. وفر الكاتب لعمله هذا مادة تتصل بالحمار تربو على مائة وثلاثين مرجعاً. لم يتخذ الحمار قناعاً، ولا رمزاً، ولا أمثولة، لتصريف مواقف محددة، ولكنه جعل منه فقط حافزاً للسرد عن التحولات التي تطرأ على الإنسان في حياته اليومية، من خلال رصد جوانب من حياة البطل نفسه، في ذاته، من جهة، منذ طفولته إلى أن صار كاتباً يحضر المهرجانات التي تقام حول الحمار، في تركيا، والكويت، والمغرب، وفي علاقاته مع الآخرين، من جهة أخرى.
تتخذ الرواية مسارات متعددة لا نحس بها، إذا كان همنا هو فقط متابعة حبكة الرواية. من هذه المسارات ما هو تاريخي يتصل بتطور المجتمع العربي منذ الخمسينيات إلى الآن، ومسار ثقافي يتجلى في رصد العلاقات بين المثقفين، وهم يشاركون في التظاهرات والمهرجانات والمظاهرات. ومسار معرفي في تقديم مادة معرفية عن الحمار في ارتباطه مع الإنسان.
يوازي هذا الغنى والتنوع على مستوى المادة الحكائية والدلالية للنص، توظيفا لتقنيات روائية وفنية برع الكاتب في استثمارها، باقتصاد دقيق، من اللغة الراقية والشفافة، إلى تقطيع المشاهد، وتكسير عمودية الزمن، وتعدد اللغات والأصوات، مروراً بالهوامش، والعناوين الفرعية، وتضمين خطابات متنوعة ومتعددة من حقب وثقافات مختلفة.
هذه الرواية حلقة تضاف إلى سلسلة حلقات روايات نبيل سليمان، وهي تسائل الإنسان في تحولاته المتعددة، في الزمان والمكان. وحين تصر على «الإنسان الذهبي» فهي تسعى إلى استكشاف الجوهر الإنساني الذي تغيبه الصراعات، والتناقضات، وتدفعه إلى البحث عن تحولاته الكائنة والممكنة التي كما قد تجعله يتحول من حمار إلى إنسان، يمكن أن ترتد به لينتقل من إنسان إلى حمار.



«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» تُعلن قائمتها الطويلة

«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» تُعلن قائمتها الطويلة
TT

«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» تُعلن قائمتها الطويلة

«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» تُعلن قائمتها الطويلة

أعلنت «جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية»، في الكويت، اليوم (الأحد)، عن القائمة الطويلة لدورتها السابعة (2024 - 2025)، حيث تقدَّم للجائزة في هذه الدورة 133 مجموعة قصصية، من 18 دولة عربية وأجنبية. وتُعتبر الجائزة الأرفع في حقل القصة القصيرة العربيّة.

وقال «الملتقى» إن جائزة هذا العام تأتي ضمن فعاليات اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية، والإعلام العربي لعام 2025، وفي تعاون مشترك بين «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، و«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية»، في دورتها السابعة (2024 - 2025).

وتأهَّل للقائمة الطويلة 10 قاصّين عرب، وهم: أحمد الخميسي (مصر) عن مجموعة «حفيف صندل» الصادرة عن «كيان للنشر»، وإيناس العباسي (تونس) عن مجموعة «ليلة صيد الخنازير» الصادرة عن «دار ممدوح عدوان للنشر»، وخالد الشبيب (سوريا) عن مجموعة «صوت الصمت» الصادرة عن «موزاييك للدراسات والنشر»، وزياد خدّاش الجراح (فسطين) عن مجموعة «تدلّ علينا» الصادرة عن «منشورات المتوسط»، وسامر أنور الشمالي (سوريا) عن مجموعة «شائعات عابرة للمدن» الصادرة عن «دار كتبنا»، وعبد الرحمن عفيف (الدنمارك) عن مجموعة «روزنامة الأغبرة أيام الأمل» الصادرة عن «منشورات رامينا»، ومحمد الراشدي (السعودية) عن مجموعة «الإشارة الرابعة» الصادرة عن «e - Kutub Ltd»، ومحمد خلفوف (المغرب) عن مجموعة «إقامة في القلق» الصادرة عن «دار إتقان للنشر»، ونجمة إدريس (الكويت) عن مجموعة «كنفاه» الصادرة عن «دار صوفيا للنشر والتوزيع»، وهوشنك أوسي (بلجيكا) عن مجموعة «رصاصة بألف عين» الصادرة عن «بتانة الثقافية».

وكانت إدارة الجائزة قد أعلنت عن لجنة التحكيم المؤلّفة من الدكتور أمير تاج السر (رئيساً)، وعضوية كل من الدكتور محمد اليحيائي، الدكتورة نورة القحطاني، الدكتور شريف الجيّار، الدكتور فهد الهندال.

النصّ والإبداع

وقال «الملتقى» إن لجنة التحكيم عملت خلال هذه الدورة وفق معايير خاصّة بها لتحكيم المجاميع القصصيّة، تمثّلت في التركيز على العناصر الفنية التي تشمل جدة بناء النصّ، من خلال طريقة السرد التي يتّخذها الكاتب، ومناسبتها لفنّ القصّ. وتمتّع النصّ بالإبداع، والقوّة الملهمة الحاضرة فيه، وابتكار صيغ لغوية وتراكيب جديدة، وقدرة الرؤية الفنيّة للنصّ على طرح القيم الإنسانيّة، وكذلك حضور تقنيّات القصّ الحديث، كالمفارقة، وكسر أفق التوقّع، وتوظيف الحكاية، والانزياح عن المألوف، ومحاكاة النصوص للواقع. كما تشمل تمتّع الفضاء النصّي بالخصوصيّة، من خلال محليّته وانفتاحه على قضايا إنسانية النزعة.

وقالت إن قرارها باختيار المجموعات العشر جاء على أثر اجتماعات ونقاشات مستفيضة ومداولات متعددة امتدت طوال الأشهر الماضية بين أعضاء اللجنة، للوصول إلى أهم المجاميع القصصيّة التي تستحق بجدارة أن تكون حاضرة في القائمة الطويلة للجائزة، المكوّنة من 10 مجاميع، بحيث تقدّم مشهداً إبداعياً قصصياً عربياً دالّاً على أهمية فن القصة القصيرة العربية، ومعالجته لأهم القضايا التي تهم المواطن العربي، ضمن فضاء إبداعي أدبي عالمي.

وستُعلن «القائمة القصيرة» لجائزة «الملتقى» المكوّنة من 5 مجاميع قصصيّة بتاريخ 15 يناير (كانون الثاني) 2025، كما ستجتمع لجنة التحكيم في دولة الكويت، تحت مظلة «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، في منتصف شهر فبراير (شباط) 2025، لاختيار وإعلان الفائز. وسيُقيم المجلس الوطني احتفالية الجائزة ضمن فعاليات اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025. وستُقام ندوة قصصية بنشاط ثقافي يمتد ليومين مصاحبين لاحتفالية الجائزة. وذلك بمشاركة كوكبة من كتّاب القصّة القصيرة العربيّة، ونقّادها، وعدد من الناشرين، والمترجمين العالميين.