حبس امرأة لعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية بالمغرب

بعد إدانة زوجها بتكوين عصابة لارتكاب أعمال عنف

حبس امرأة لعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية بالمغرب
TT

حبس امرأة لعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية بالمغرب

حبس امرأة لعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية بالمغرب

قضت محكمة في مدينة سلا، قرب الرباط بالمغرب، بسجن امرأة ثمانية أشهر نافذة بتهمة «عدم التبليغ عن جريمة إرهابية».
وقالت وكالة الأنباء الرسمية المغربية إن المتهمة طالبة سابقة بأحد المجالس العلمية، وقد مثلت أمام غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة قضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف في سلا، بتهمة «عدم التبليغ عن جريمة إرهابية».
وألقت السلطات الأمنية القبض على المتهمة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2014، برفقة زوجها، الذي أدين بدوره بثلاث سنوات حبسا نافذا، بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، وإقناع الغير والتحريض على ارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بأفعال إرهابية.
من ناحية أخرى، قضت المحكمة أيضا في ملف آخر بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق متهمين اثنين دينا بتكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، والانضمام إلى جماعة دينية محظورة، وبرأت المحكمة متهما واحدا.
واعتقلت السلطات في 16 أبريل (نيسان) مواطنة فرنسية من أصل مغربي بصحبة مواطن مغربي مقيم سابق بأحد البلدان الأوروبية، كانا يعتزمان الالتحاق بصفوف تنظيم داعش، بحسب ما أفادت به وزارة الداخلية المغربية.
وأعلنت الداخلية المغربية في أول أبريل تفكيك خلية في مدينة فاس وسط البلاد، كما أعلنت في 22 مارس (آذار) عن تفكيك أكبر خلية منذ سنوات، موزعة على تسع مدن وبحوزتها أسلحة كانت تستهدف شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية.
وبلغ عدد قضايا الإرهاب المسجلة خلال 2014 في المغرب 147 قضية، بزيادة نحو 130 في المائة مع سنة 2013 التي سجلت 64 قضية فقط، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تم تقديمهم أمام النيابة العامة 323 شخصا مقابل 138 فقط خلال عام 2013، بحسب الأرقام الرسمية للقضاء المغربي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.