لماذا يميل بعض الأشخاص لتشجيع الطرف الأضعف في أي منافسة؟

فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
TT

لماذا يميل بعض الأشخاص لتشجيع الطرف الأضعف في أي منافسة؟

فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)

هل لاحظت يوماً خلال أي سياق تنافسي أنك أو أحد الأشخاص في محيطك تميلون للانحياز إلى الطرف الأضعف أو الأصغر أو الأقل؟ لا بد أنك لاحظت ذلك، فالانحياز إلى الطرف الأدنى في السياقات التنافسية هو سلوك شائع، يُطلق عليه علماء النفس والاجتماع: «تأثير الكلب الأدنى» أو (The underdog effect).
وقد طرح العديد من العلماء سؤالاً حول السبب الذي يدفعنا إلى تمني فوز الطرف الأضعف، وتناولت العديد من الدراسات النفسية هذا الانحياز العاطفي، وقامت بإثبات وجوده، وأنه ليس مجرد ظاهرة وهمية، وأن هناك أسباباً وجيهة للأشخاص للاستمرار في تشجيع الفرق «التي تحطم قلوبهم مراراً وتكراراً».
وتم تشكيل نظريتين حول سبب قيام الأشخاص بذلك، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
النظرية الأولى تقول إننا نشجع المستضعفين، لأنهم هم الأشخاص الذين نتعامل معهم غالباً، أو نكون في بعض الأوقات جزءاً منهم. ويقول الصحافي والمحلل هاري إنتن، كاتب المقالة في «سي إن إن»، إنه كان طفلاً لم يتحدث حتى وقت متأخر، وعانى مشكلات في التعلم جيداً في المدرسة الثانوية، ومقارنة بزملائه في الفصل كان يرى نفسه من المستضعفين، لذلك كان من الملائم له أن يشجع فريقاً «يناسبه جيداً».
أما النظرية الثانية، فتقول إن الأشخاص يحصلون على الكثير من السعادة من فوز الفريق المستضعف الذي يشجعونه، لأن الفوز بشكل غير متوقع يجلب المزيد من السعادة. وذكرت الشبكة الأميركية مثالاً على ذلك فرحة مشجعي فريق ليستر سيتي بعد فوزهم بالدوري الإنجليزي الممتاز في 2016، في مفاجأة أذهلت العالم وحُفرت في ذاكرة الرياضة العالمية كإحدى أبرز قصص الكفاح المُلهمة.

وأشارت «سي إن إن» إلى أن الأميركيين «في الواقع يفضلون المرشح المستضعف على المرشح الأفضل»، وأن الدراسات الأكاديمية تشير إلى أن حوالي ثلثي الأشخاص سيميلون نحو مرشح مستضعف ضد مرشح أفضل. ليس ذلك فحسب، بل تشير التجارب إلى أن الأشخاص قد يغيرون ولاءهم إذا اكتشفوا أن الطرف المستضعف هو الفائز.
بدورها، نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن دراسات أن الأشخاص يميلون إلى تفضيل الأضعف على الأقوى ظناً منهم أن الأضعف يبذل جهداً أكبر كونه ضعيفاً، بينما الأقوى يتفوق بسهولة كونه قوياً، وهو ظن يتجاهل الجهود التي بذلها الأقوى ليصبح أقوى، والأخطاء التي وقع فيها الضعيف ليمسي ضعيفاً.



السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».