لماذا يميل بعض الأشخاص لتشجيع الطرف الأضعف في أي منافسة؟

فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
TT
20

لماذا يميل بعض الأشخاص لتشجيع الطرف الأضعف في أي منافسة؟

فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
فريق ليستر سيتي يحمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)

هل لاحظت يوماً خلال أي سياق تنافسي أنك أو أحد الأشخاص في محيطك تميلون للانحياز إلى الطرف الأضعف أو الأصغر أو الأقل؟ لا بد أنك لاحظت ذلك، فالانحياز إلى الطرف الأدنى في السياقات التنافسية هو سلوك شائع، يُطلق عليه علماء النفس والاجتماع: «تأثير الكلب الأدنى» أو (The underdog effect).
وقد طرح العديد من العلماء سؤالاً حول السبب الذي يدفعنا إلى تمني فوز الطرف الأضعف، وتناولت العديد من الدراسات النفسية هذا الانحياز العاطفي، وقامت بإثبات وجوده، وأنه ليس مجرد ظاهرة وهمية، وأن هناك أسباباً وجيهة للأشخاص للاستمرار في تشجيع الفرق «التي تحطم قلوبهم مراراً وتكراراً».
وتم تشكيل نظريتين حول سبب قيام الأشخاص بذلك، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
النظرية الأولى تقول إننا نشجع المستضعفين، لأنهم هم الأشخاص الذين نتعامل معهم غالباً، أو نكون في بعض الأوقات جزءاً منهم. ويقول الصحافي والمحلل هاري إنتن، كاتب المقالة في «سي إن إن»، إنه كان طفلاً لم يتحدث حتى وقت متأخر، وعانى مشكلات في التعلم جيداً في المدرسة الثانوية، ومقارنة بزملائه في الفصل كان يرى نفسه من المستضعفين، لذلك كان من الملائم له أن يشجع فريقاً «يناسبه جيداً».
أما النظرية الثانية، فتقول إن الأشخاص يحصلون على الكثير من السعادة من فوز الفريق المستضعف الذي يشجعونه، لأن الفوز بشكل غير متوقع يجلب المزيد من السعادة. وذكرت الشبكة الأميركية مثالاً على ذلك فرحة مشجعي فريق ليستر سيتي بعد فوزهم بالدوري الإنجليزي الممتاز في 2016، في مفاجأة أذهلت العالم وحُفرت في ذاكرة الرياضة العالمية كإحدى أبرز قصص الكفاح المُلهمة.

وأشارت «سي إن إن» إلى أن الأميركيين «في الواقع يفضلون المرشح المستضعف على المرشح الأفضل»، وأن الدراسات الأكاديمية تشير إلى أن حوالي ثلثي الأشخاص سيميلون نحو مرشح مستضعف ضد مرشح أفضل. ليس ذلك فحسب، بل تشير التجارب إلى أن الأشخاص قد يغيرون ولاءهم إذا اكتشفوا أن الطرف المستضعف هو الفائز.
بدورها، نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن دراسات أن الأشخاص يميلون إلى تفضيل الأضعف على الأقوى ظناً منهم أن الأضعف يبذل جهداً أكبر كونه ضعيفاً، بينما الأقوى يتفوق بسهولة كونه قوياً، وهو ظن يتجاهل الجهود التي بذلها الأقوى ليصبح أقوى، والأخطاء التي وقع فيها الضعيف ليمسي ضعيفاً.



«طبلة الست» تستعيد الفولكلور المصري في ليالي رمضان

فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

«طبلة الست» تستعيد الفولكلور المصري في ليالي رمضان

فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)

بأغاني الفولكلور المصري الصعيدي والفلاحي، وأغنيات حديثة؛ مثل: «أما براوة» لنجاة، و«شكلاتة» لسعاد حسني، و«الأقصر بلدنا» لمحمد العزبي، و«العتبة جزاز» و«وحوي يا وحوي» وغيرها؛ أحيت فرقة «طبلة الست» إحدى الليالي الرمضانية، الجمعة، ضمن برنامج «هل هلالك» الذي تنظّمه وزارة الثقافة المصرية في ساحة الهناجر بدار الأوبرا.

وشهد الحفل الذي تضمّن فقرات متنوعة، مثل عرض «الليلة الكبيرة»، حضوراً جماهيرياً حاشداً مع منصة «غناوي زمان» للفنان عبد الرحمن عبد الله والفنانة أمنية النجار، اللذَيْن قدما عدداً من الدويتوهات الشهيرة، ومنصة «مزيكا» التي يقدّمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش، عازفاً مجموعة من المقطوعات الموسيقية لأغاني كبار نجوم الطرب في مصر.

وتفاعل جمهور مسرح ساحة الهناجر مع غناء فرقة «طبلة الست» حين قدّمت أغنية «يا حبيبتي مصر»، وظلّ علم مصر يرفرف في أيدي الجمهور. كما قدّمت الفرقة خلال الحفل باقة من الأغاني، من بينها: مقطوعات من أشهر أغاني رمضان، و«جانا الهوا»، و«يا عشاق النبي»، إلى جانب مجموعة من أغاني الفولكلور الصعيدي.

حضور جماهيري وتفاعل مع ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)
حضور جماهيري وتفاعل مع ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

وقالت قائدة الفرقة، سها محمد علي، إنهن حرصن على تقديم أغانٍ متنوعة من التراث المصري، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قدّمنا عدة أغانٍ وسط تفاعل الجمهور بشكل كبير، منها أغاني (آه يا لا للي) من الفولكلور الصعيدي، وكذلك (جانا الهوا) لبليغ حمدي، و(يا عشاق النبي)، ومجموعة كبيرة من الأغاني المناسبة لليالي رمضان المبهجة».

وتابعت: «كنا من ضمن فقرات الليلة التي ضمّت عروضاً أخرى كثيرة، مثل (الليلة الكبيرة)، وعزف على الكمنجة وغيرها، وفرحنا جداً بالجمهور الكبير الذي تفاعل مع أغاني الفولكلور والتراث المصري».

وبدأت «طبلة الست» قبل ست سنوات، وأوضحت سها: «بدأت فكرة الفرقة من استدعاء التراث والفولكلور المصري، حين توجّهت عام 2019 لدراسة العزف على الطبلة، وبدأت أتحدث مع فتيات أخريات لتكوين الفرقة والانضمام إليها، وبالفعل تحمّسن وانضممن إلى الفرقة، ووصل عدد أعضائها الآن إلى 10 فتيات».

تتراوح أعمار الفتيات والسيدات المشاركات في الفرقة بين 20 و30 سنة، بعضهن يعملن في شركات غير متخصصة بالفن، والعدد الآخر ما زلن في مرحلة الدراسة، إلا أن الشغف بالفن والعزف على الدف أو الطبلة أو الغناء هو الذي جمعهن، كما تقول سها.

فرقة «طبلة الست» (صفحة الفرقة على «فيسبوك»)
فرقة «طبلة الست» (صفحة الفرقة على «فيسبوك»)

وأوضحت أنها مهتمة جداً بالتاريخ المصري القديم، والفرقة حريصة على تقديم أغنية «شهور السنة» التي تتغنّى بأسماء الشهور المصرية القديمة مقترنة بأمثال شعبية مثل: «توت... قول للحر يموت»، و«طوبة... يخلّي الصبية كركوبة» دليل على البرد الشديد، والشهر الذي يحل حالياً «برمهات... روح الغيط وهات» دليل على نضج المحاصيل، ومثل «أبيب... أبو اللهاليب يخلّي العنب يطيب»، و«أمشير... أبو الزعابيب الكتير» دليل على التقلبات الجوية.

وأبدى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أمنيته بزيادة الفرق التي تقدّم الفولكلور المصري، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الفولكلور عزيز علينا جميعاً بوصفنا مصريين، وتبرز أهميته في تنمية الحس الوطني والاجتماعي لدى الأشخاص من خلال نقل الموروث والتغنّي به؛ مما يساعد الأجيال الحالية على الاستماع لما تغنّى به أجدادهم؛ مما يُسهم في الحفاظ على الهوية المصرية».