قال الفنان المصري أحمد فتحي، إن الكوميديا لا تزال تطارده رغم رغبته في الابتعاد عنها من أجل التنوع، وأضاف، في حواره مع «الشرق الأوسط»، أنه ينتمي لمدرسة الارتجال الفني، مشيراً إلى أنه يشعر برهبة كبيرة في كل مرة يصعد فيها إلى خشبة المسرح، وأكد «أنه لم يجد اختلافاً كبيراً بين العرض المسرحي في مصر والسعودية».
في البداية، يقول أحمد فتحي إنه يحرص على المشاركة بالدراما والسينما والمسرح بشكل واسع، ولكنه يعتبر السينما الأقرب لقلبه: «أحب السينما وأسعد بوجودي بها بشتى الطرق حتى وإن كان دور ضيف شرف، فهي الأقرب لقلبي، بينما أعتبر المسرح معلمي الأول وبيتي الكبير، والدراما هي بوابة الدخول للبيوت العربية، ولكنني كفنان على الساحة ولي جمهور يجب عليّ الموازنة بينها جميعاً، ولكن السينما تظل (تاريخاً من ذهب) للفنان.
ورغم أن بدايات فتحي الفنية كانت على خشبة المسرح، فإن شعوره برهبة الصعود إليه لم تتغير حتى الآن: «هذا أمر ليس سهلاً لكنني أحبه وأدين له بالكثير، فالمسرح عالم كبير ومتشعّب، بل هو معلم الفنان الأول».
ويرى الفنان المصري أن هناك فرقاً بين الارتجال والخروج عن النص، قائلاً: «أنا من مدرسة الارتجال والإفيهات التي تخدم النص، ولكنّ هناك اختلافاً جذرياً بين الارتجال، والخروج عن النص، الذي أعتبره جنوحاً عن نسق ونص المسرحية، وهذا لا يحدث إلا في حالات نادرة، ولا أحبذه.
وكشف الفنان المصري عن سر حبه للأدوار الشعبية، خصوصاً دور الشرير الكوميدي، قائلاً: «هذه الأدوار هي التي تطاردني، وأنا أعترف بحبي لها، لأنها قريبة جداً من الناس، فأنا أرى أن شخصية (الشرير الكوميدي) قمة العبقرية والإبداع، وهناك قامات كبيرة، قدمتها في أبهى صورها، وارتبط بهم الناس كثيراً، رغم أنها شخصية شريرة، لكن الناس رحبت بها وتقبلتها وهذا أعتبره نجاحاً كبيراً في حد ذاته، وإن كنت بالفعل أتمنى تقديم شخصية شر مطلق، لكنني عادة أعمل على التخفيف من حدة ذلك بالكوميديا، وهذا جعل لي مكانة خاصة عند الجمهور.
وأعرب فتحي عن رغبته في تقديم أدوار تراجيدية بجانب الكوميديا، التي يتمنى الابتعاد عنها قليلاً: «أحاول الابتعاد عن الكوميديا، ولكن الكوميديا هي التي لا تريد الابتعاد عني، بل ملتصقة بي، حتى صار ارتباطنا قوياً، ولكنني سأسعى لتقديم أنواع وألوان مختلفة بهدف التنوع بمشواري». ويؤكد فتحي أن «الكوميديا ليست سهلة، ولكنها موهبة تحتاج إلى دراسة ودعم وتجديد دائم، بجانب الموهبة لصقلها وإظهارها بشكل مدروس، فهي عالم كبير متشعب وليس سهلاً».
وتحدث أحمد فتحي عن مشاركته بأكثر من عمل مسرحي خلال الفترة الماضية على غرار مسرحيات «3 أيام في الساحل»، و«أبو العربي في مهمة مستحيلة»، و«عائلة لاسعة جداً»: «كل عرض له خصوصية كبيرة وشخصية مختلفة تماماً، ففي (3 أيام في الساحل) قدمت شخصية لديها إعاقة ذهنية، بينما قدمت في مسرحية (عائلة لاسعة جداً) دور أب لملك وليلى زاهر، وهذا جديد جداً بالنسبة لي، وفي (أبو العربي) قدمت صديق البطل ورفيق رحلة الكفاح، وكان لكل منهم كواليس وتحضيرات وحب كبير لخشبة المسرح.
ويوضح فتحي أنه لم يجد اختلافاً بين العرض في مصر وفي السعودية بموسم الرياض، من حيث شكل العرض، وتفاعل الجمهور: «في الرياض يتفاعل معي الجمهور بشكل مبهر، ودائماً أشعر أنني في مصر، لأن استقبالهم لي في كل مرة يفوق توقعاتي، وهذا شيء يسعدني جداً».
واعتبر فتحي، تصدره البطولة المطلقة في فيلم «ساعة رضا» علامة مهمة في مشواره، ولكن هذا التصدر لن يمنعه عن المشاركة في أدوار أقل، مشيراً إلى أن ما يعنيه هو جودة العمل، لأنها المقياس الذي يسير عليه حتى إذا قدم مشهداً واحداً».
واختتم حديثه بالإشارة إلى مشاركته في فيلم «تسليم أهالي» ضيف شرف، مع صديقه الفنان هشام ماجد، والفنانة دنيا سمير غانم، بجانب فيلم «مهمة مش مهمة» مع عدد كبير من فناني مصر والسعودية، بقيادة مخرج سعودي، وتأليف مصري: «هذا المزيج الفني مهم جداً للخروج بأعمال فنية منوعة».
أحمد فتحي: الأدوار الشعبية تطاردني
قال لـ «الشرق الأوسط» إن تفاعل جمهور الرياض فاق توقعاته
أحمد فتحي: الأدوار الشعبية تطاردني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة