رصاص فلسطيني على 4 مواقع للجيش الإسرائيلي

مواجهات الجمعة توقع عشرات الإصابات وحالات الاختناق

محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع مستوطنين في بلدة كفر قدوم أمس (إ.ب.أ)
محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع مستوطنين في بلدة كفر قدوم أمس (إ.ب.أ)
TT
20

رصاص فلسطيني على 4 مواقع للجيش الإسرائيلي

محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع مستوطنين في بلدة كفر قدوم أمس (إ.ب.أ)
محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع مستوطنين في بلدة كفر قدوم أمس (إ.ب.أ)

شهدت الضفة الغربية، أمس، كما في كل جمعة، صدامات وإصابات واعتقالات، فيما هاجم شبان فلسطينيون قوات الاحتلال والمستوطنات بالنيران في أربعة مواقع مختلفة في ضواحي مدينتي نابلس وجنين.
وتم إطلاق النار، فجر أمس، على بؤرة «أڤيتار» الاستيطانية على جبل صبيح، في المنطقة التي تشهد توتراً متواصلاً منذ مايو (أيار) الماضي، بسبب عمليات المستوطنين للسيطرة على أراضٍ فلسطينية. وإلى الشرق من نابلس، أطلق شبان النار باتجاه نقطة عسكرية إسرائيلية، بين مستوطنتي «ألون موريه» و«إيتمار»، وكذلك باتجاه جنود في منطقة الأبراج في قرية بئر الباشا قضاء جنين، وباتجاه برج عسكري لجيش الاحتلال في محيط حاجز دوتان قرب بلدة يعبد جنوب غربي جنين. وقالت سلطات الاحتلال إنه لم تقع إصابات في صفوف جنودها والمستوطنين، وقامت بنشر قوات كبيرة بحثاً عن المنفذين.
وفي منطقة القدس، أقدم فتيان على استغلال تساقط الثلوج، وراحوا يغلفون الحجارة بكتلة ثلج ويقذفونها على سيارات إسرائيلية تمر في المكان. وردّت قوات الاحتلال بهجوم على حي سلوان وحي العيساوية وحي جبل المكبر وباب العامود وأبو طور، واعتقلت 24 فتى، وأطلقت الرصاص المعدني والقنابل الصوتية صوب الفتية وهم يلهون بالثلوج، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالرصاص والعشرات بالاختناق.
وأُصيب عدد من الشبان الفلسطينيين، بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق في مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية، بعد صلاة الجمعة.
ففي قرية بيت دجن، شرقي نابلس، أُصيب 13 فلسطينياً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق من قنابل الغاز. وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، بأن بين المصابين بالرصاص المعدني الطبيب عماد أبو جيش، المتطوع في الهلال الأحمر. وقد أُصيب بمنطقة الكتف، عندما استهدفت قوات الاحتلال مركبة إسعاف بالرصاص، ما أدى إلى تحطم زجاجها الخلفي.
وفي منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، أُصيب العشرات بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء، أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين، ما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق جرى علاجهم ميدانياً. وفي كفر قدوم، أُصيب 4 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بينهم طفل وصحافي بالإضافة إلى العشرات بحالات اختناق، إثر قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع البلدة المغلق منذ نحو 17 عاماً. وقال الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، إن «جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة بإطلاق الرصاص المعدني، ما أسفر عن إصابة طفل (13 عاماً) بعيار في قدمه والصحافي ناصر أشتية بعيار في يده، بالإضافة إلى إصابة شابين آخرين، جرى علاج المصابين ميدانياً من قِبل طاقم الهلال الأحمر».
وعلى جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوبي نابلس، أُصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، التي عرقلت وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين نتيجة تجريفها الأراضي وإغلاقها طرقاً زراعية مؤدية إلى الجبل.
وفي دير جرير شرقي رام الله، أُصيب مواطن برصاص حي أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات على الطريق الواصل بين قريتي كفر مالك ودير جرير المتجاورتين. ونُقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.