منظمة يهودية ـ عربية تنظم أسبوع تضامن مع «بورين» الفلسطينية

ملصق في المدن اليهودية ضد إحراق الأشجار (منظمة نقف معاً)
ملصق في المدن اليهودية ضد إحراق الأشجار (منظمة نقف معاً)
TT

منظمة يهودية ـ عربية تنظم أسبوع تضامن مع «بورين» الفلسطينية

ملصق في المدن اليهودية ضد إحراق الأشجار (منظمة نقف معاً)
ملصق في المدن اليهودية ضد إحراق الأشجار (منظمة نقف معاً)

باشرت منظمة «نقف معا»، وهي منظمة سلام يهودية عربية مشتركة في إسرائيل، في تنظيم أسبوع تضامن مع قرية بورين الفلسطينية في الضفة الغربية التي تتعرض لاعتداءات متواصلة من المستوطنين المتطرفين. وستشمل هذه الحملة نشر إعلانات على الأشجار في المدن اليهودية ضد إحراق الأشجار.
وقرية بورين تقع في ضواحي مينة نابلس. ويقوم أهلها بغرس أشجار الزيتون في أراضيهم. لكن مستوطنين من مستعمرة «جفعات رونين»، الطامعين في هذه الأراضي، يقتلعون الشجار والأشتال بشكل منظم. وفي الأسبوع الماضي حضر مجموعة من أنصار السلام اليهود الإسرائيليين إلى البلدة وراحوا يغرسون أشجار الزيتون تضامنا مع الفلسطينيين. فداهمهم عدد من المستوطنين المتطرفين واعتدوا عليهم بالضرب المبرح وتسببوا في إصابة تسعة متضامنين بجراح، بينهم جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي وبينهم مسنون جاوزوا 80 عاما من العمر.
وقد استنكر عدد من الوزراء والنواب هذا الاعتداء واعتبروا المعتدين «عصابة إرهاب يهودي منظم». وأصدرت منظمة «نقف معا» ملصقا كبيرا بدأت في إلصاقه على أشجار في المدن الإسرائيلية يقول: «لو كنت شجرة في قرية بورين لكان المستوطنون أحرقوني» (انظر الصورة المرفقة). ودعت كل مواطن إسرائيلي يرفض عنف المستوطنين أن يحضر إلى بورين في يوم الجمعة القادم 4 فبراير (شباط) لمشاركة أهلها الفلسطينيين في غرس أشجارهم من جديد. وقالت المنظمة لنا: «عشرات الناشطات والناشطين طلبوا الحصول على لافتات تحمل رسالة ضد عنف المستوطنين وعشرات آخرون تبرعوا لنتمكن من طباعة اللافتات وإرسالها للتعليق في العشرات من المواقع المركزية بمختلف أنحاء البلاد».
الجمعة الماضي، نزلت مجموعة من البلطجية الملثمين، مسلحين بفكر الكراهية والحجارة والبنزين، من البؤرة الاستيطانية غير القانونية في جفعات رونين ونفذت اعتداءات على مزارعين فلسطينيين من قرية بورين كانوا يزرعون أراضيهم ومعهم ناشطون إسرائيليون. لو لم يتم تصوير الجريمة، لكان عدد قليل جدًا من الناس قد سمعوا عنها، عن جريمة الكراهية هذه. نريد أن نرى هنا مستقبلاً ننعم فيه بالأمن والحرية والسلام العادل. هدف هؤلاء المستوطنين العنيفين هو وقف هذه الرؤية وهذه الآفاق. في مواجهة العنف المتصاعد، نطلق إجراءات ونشاطات ونريد أن ندعو كل الناس الطيبين وأنصار السلام الحقيقيين لدعمه.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.