هل يعتبر «اللقاح العالمي الشامل» مستقبل مكافحة «كورونا»؟https://aawsat.com/home/article/3441476/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%B1-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%C2%BB-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%C2%BB%D8%9F
هل يعتبر «اللقاح العالمي الشامل» مستقبل مكافحة «كورونا»؟
ممرضة تعطي جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا لامرأة في تايلاند (د.ب.أ)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
هل يعتبر «اللقاح العالمي الشامل» مستقبل مكافحة «كورونا»؟
ممرضة تعطي جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا لامرأة في تايلاند (د.ب.أ)
يعمل العلماء على تطوير لقاح «لعموم الفيروسات التاجية» - وهو لقاح يوفر الحماية ضد أنواع متعددة من فيروس «كورونا» المسبب لـ«كوفيد - 19»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
الأمل هو أن مثل هذا اللقاح يمكن أن يمهد الطريق لتطوير لقاح شامل وعالمي لـ«كورونا»، والذي يمكن أن يمنع ليس فقط المتغيرات الناشئة التي تسبب «كوفيد - 19»، ولكن أيضاً بعض نزلات البرد الشائعة وحتى فيروسات «كورونا» التي لم نتعرف عليها بعد.
وقال الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، خلال إفادة بالبيت الأبيض يوم الأربعاء، إن مثل هذه اللقاحات «سيستغرق تطويرها سنوات».
وتم التعرف على فيروسات «كورونا» التي تصيب البشر لأول مرة في منتصف الستينيات، وهناك سبعة فيروسات «كورونا» بشرية معروفة، أربعة تسبب نزلات البرد: متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ميرس، المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو السارس؛ وكورونا، الفيروس التاجي المسبب لـ«كوفيد - 19».
وقال فوتشي في إفادة «مع ذلك، منذ سبتمبر (أيلول) 2020، كانت هناك خمسة أنواع مختلفة من كورونا مثيرة للقلق وهي ألفا وبيتا وغاما ودلتا والآن أوميكرون».
وتابع: «لذلك من الواضح أن هناك حاجة إلى مناهج مبتكرة للحث على حماية واسعة ودائمة ضد فيروسات كورونا المعروفة وبعضها غير المعروف في هذه المرحلة... ومن ثم، يبرز مصطلح لقاح شامل لعموم الفيروسات التاجية».
* اللقاح الشامل يساعد في محاربة السلالات الجديدة
خلال جائحة «كوفيد - 19»، شهد العالم ظهور العديد من متغيرات الفيروس التاجي - ومع بعضها، تضاءلت بشكل طفيف فعالية لقاحات «كورونا» الحالية للحماية من العدوى والمرض.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولو الصحة العامة أنه لا يزال من المهم الحصول على التطعيم الآن.
رغم أن هذه اللقاحات أظهرت فعاليتها ضد العدوى والمرض بنسبة 90 في المائة تقريباً، إلا أن هذه الفعالية ضد بعض متغيرات «كورونا» شهدت انخفاضاً طفيفاً، حيث انخفضت إلى 66 في المائة ضد عدوى دلتا، على سبيل المثال، وحتى أقل مع أوميكرون. لكن جرعة ثالثة من اللقاح - أو جرعة معززة - يمكن أن تحسن الحماية ضد المتغيرات.
قال فوتشي: «توفر أنظمة اللقاحات الحالية لدينا حماية قوية، لا سيما عند استخدامها مع مادة معززة، ضد مرض فيروس كورونا الشديد والوفاة... لذلك يرجى الحصول على جرعة معززة إذا كنت مؤهلاً لذلك».
ويمكن للقاح فيروس كورونا الشامل والعالمي أن يغير الاستراتيجية بالكامل.
استثمرت «إن آي أيد»، وهي جزء من المعاهد الوطنية للصحة، ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار في أبحاث لقاحات «كورونا»، بما في ذلك مشاريع متعددة لتطوير لقاح شامل ضد الفيروس. في سبتمبر، أعلنت «إن آي أيد» عن منحها حوالي 36.3 مليون دولار لثلاث مؤسسات أكاديمية - جامعة ويسكونسن، بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن وجامعة ديوك - لدراسة وتطوير لقاحات للحماية من أنواع متعددة من فيروسات «كورونا» والمتغيرات الخاصة بها.
وقال فوتشي «لا أريد أن يعتقد أي شخص أن تطوير لقاح شامل ضد فيروس كورونا بات وشيكاً في غضون شهر أو شهرين. سيستغرق تطويره بشكل تدريجي سنوات... بعض هذه الاختبارات لا تزال في المرحلة الأولى من التجارب السريرية».
لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.
قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.
قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟