مجلس الأنبار يقر بتجاوزات ضد الفارين من {داعش} ويعد بمعالجتها

بعض نازحي الرمادي دفع ألف دولار لدخوله مع عائلته إلى بغداد

ليزا غراندي نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة تزور النازحين من أهالي الرمادي  في مخيم نهر البارد في حي الشرطة الرابعة في غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
ليزا غراندي نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة تزور النازحين من أهالي الرمادي في مخيم نهر البارد في حي الشرطة الرابعة في غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأنبار يقر بتجاوزات ضد الفارين من {داعش} ويعد بمعالجتها

ليزا غراندي نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة تزور النازحين من أهالي الرمادي  في مخيم نهر البارد في حي الشرطة الرابعة في غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
ليزا غراندي نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة تزور النازحين من أهالي الرمادي في مخيم نهر البارد في حي الشرطة الرابعة في غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)

لم يكن بالحسبان يوما أن قنطرة صغيرة عائمة أنشئت لتوصل بين ضفتي نهر الفرات ستحظى بشهرة الجسور العالمية وتسرق الأضواء منها بعدد الأشخاص الذين عبروها خلال يوم واحد، وهذا ما حدث مع جسر «بزيبز» البدائي الذي سجل عبور أكثر من 250 ألف شخص خلال 24 ساعة فقط.
واكتسب جسر بزيبز (27 كيلومترا) غرب بغداد، الذي أنشئ على غرار الجسور العائمة في ستينات القرن الماضي، اسمه من اسم المنطقة المحيطة به حيث يوجد في نهر الفرات، وتحديدا في هذه المنطقة من النهر أسماك كبيرة تسمى في العراق بسمك البزن لكبر حجمها وتصغيرا بزيبز وكثر صيادو هذه الأسماك هناك وأطلقوا اسم السمك على الجسر.
«الشرق الأوسط» رصدت عند جسر بزيبز حالات النزوح اليومي وما يدور من ممارسات ترافق هذه الحالات حيث يتوافد أصحاب عربات خشبية يقودها بعض الشباب وجدوا من خلال توافد النازحين من الأنبار بالآلاف فرصا للعمل بنقل كبار السن في تلك العربات الخشبية وقال أحد العاملين على هذه العربات «نقوم بحمل الشخص لمسافة كيلومتر واحد لقاء مبلغ 10 آلاف دينار (8 دولارات) نقتسمها مع أحد أفراد الشرطة الذي سمح لنا بالعمل هنا».
صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» «بعد المضايقات التي حصلت لنازحي الأنبار عند دخولهم إلى العاصمة بغداد وتحديدا عن معبر بزيبز غربي العاصمة شكلنا لجان كخلية أزمة في مجلس محافظة الأنبار تقوم بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد لتفادي وقوع أخطاء تضر بدخول النازحين من الأنبار وإلى العاصمة».
وأضاف كرحوت «نعم هناك أخطاء كثيرة من قبل بعض العناصر الأمنية ولكن تلك الأخطاء تم تشخيصها ومعالجتها بعد اتصالنا رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي النائب حاكم الزاملي وبالقيادات الأمنية في قيادة عمليات بغداد، أما فيما يخص موضوع وجوب إحضار كفيل من قبل العوائل النازحة، فهناك تخوف أمني من تسلل بعض المسلحين مع العائلات النازحة مما دفع قيادة عمليات بغداد لاتخاذ مثل هذا القرار الحالي العمل به في مناطق بغداد».
ويقول سعدي النعيمي (66 عاما) من أهالي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار «رحلة النزوح بدأت من مدينة الرمادي إلى العاصمة بغداد سيرا على الأقدام بعد أن دخل مسلحو تنظيم داعش مناطقنا على حين غرة ولم نستطع الخروج بسياراتنا الخاصة لأن المعارك كانت على أشدها بينما تمكن بعض الأهالي من إخراج سيارتهم والهروب بعوائلهم إلى خارج المدينة». وأضاف: «كانت رحلة مضنية بين الصحراء مرورا بمنطقة تلال وطرق وعرة أنهكتنا وأنهكت العائلات حيث حصل بعض الوفيات بين الأطفال وكبار السن، وحين وصلنا إلى جسر بزيبز صعقنا بما شاهدت أعيننا من تعامل سيئ جدا من قبل المنتسبين في الأجهزة الأمنية، فهناك عمليات متاجرة بالنازحين وطلب البعض من منا مبالغ وصلت إلى 700 دولار لدخول الفرد الواحد من أفراد العائلة، وكأننا أغراب على بلدنا أو أننا من غير بلد وفرض علينا رسم الدخول، لم ينظروا إلى التعب البادي على وجوهنا».
أما أحمد خالد جدوع (45 عاما) وهو نازح من مدينة الرمادي فقال: «طلبوا مني مبلغ ألف دولار من أجل دخولي مع سيارتي إلى بغداد مع أني أحضرت شخصا تكفلني مع عائلتي للدخول حسب تعليمات الأجهزة الأمنية، وفي نقطة التفتيش قالوا لي إن السيارة غير مشمولة بإجراءات الدخول. استغربت من هذا القرار وقلت لهم وكيف أذهب بعائلتي إلى بغداد قالوا اذهب سيرا على الأقدام، وبعد انتظار طويل اضطررت لدفع مبلغ الألف دولار وسمحوا لسيارتي بدخول العاصمة».
من جانبه قال عدي الزيدي رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق لـ«الشرق الأوسط» «جئت إلى هنا (ويقصد جسر بزيبز) برفقة الكثير من أبناء محافظات الجنوب ومن مناطق مختلفة من العاصمة بغداد بعد أن سمعنا بنزوح أهلنا وإخواننا من مدن الأنبار باتجاه العاصمة بغداد وحملنا معنا مساعدات بسيطة كانت حتما لا تفي وحجم الأعداد الكبيرة من أهلنا النازحين وعند وصولنا إلى جسر بزيبز حيث يتجمع الآلاف من أهلنا يحاصرهم هذه المرّة قرار الكفيل الذي اشترطته الأجهزة الأمنية لدخول العائلات، ذهبت ومعي أصحابي إلى أحد الضباط الموجودين وكان برتبة ملازم أول وبعد جدال عقيم قال لي بالحرف الواحد (أنت شيعي وجئت لتكفل السنة وأي تفجير سيحصل ببغداد ستكون أنت المسؤول) قلت له إن حصل شيء من قبل هذه العائلات الكريمة فإنا المسؤول نعم..!! قال لي إذن تكفل العائلات التي لا يوجد فيها رجال من سن العشرين وحتى الخمسين، قلت له يا أخي هذه شروط تعجيزية قال لي هذا ما يمكنني فعله».
وأضاف الزيدي «شاهدت بعيني كيف تتم عملية المتاجرة بأحوال النازحين المنهكين من السير طيلة يومين متتاليين، بعض العوائل اضطرت إلى دفع مبلغ ألف دولار من أجل دخولها إلى بغداد بغض النظر عن شرط الكفيل وهناك عائلات لم تمتلك المال فاضطرت إلى تقديم مصوغات ذهبية وحلي من أجل عملية الدخول، هذا الأمر المخزي الذي يشكل وصمة عار في جبين كل الفاسدين الذين تاجروا بأرواح أهلنا النازحين القادمين من مدن الأنبار».
وبعد أيام صعاب من العيش في ظروف قاسية في مخيمات تنعدم فيها الخدمات بشكل كامل في مناطق أبو غريب وغيرها من المناطق قررت بعض العائلات العودة إلى الأنبار بعد أن عجزت الحكومة على توفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة للنازحين، وبعض العائلات قرر العودة إلى الديار بعد سماع أخبار استعادة السيطرة على بعض المناطق في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، حيث وصلت أعداد العائلات العائدة إلى مدينة الرمادي أكثر من ألفي عائلة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.