بايدن يعتزم تعيين قاضية سوداء في المحكمة العليا الأميركية

ستيفن براير القاضي الذي تنتهي فترة ولايته الحالية في يونيو (أرشيفية - رويترز)
ستيفن براير القاضي الذي تنتهي فترة ولايته الحالية في يونيو (أرشيفية - رويترز)
TT

بايدن يعتزم تعيين قاضية سوداء في المحكمة العليا الأميركية

ستيفن براير القاضي الذي تنتهي فترة ولايته الحالية في يونيو (أرشيفية - رويترز)
ستيفن براير القاضي الذي تنتهي فترة ولايته الحالية في يونيو (أرشيفية - رويترز)

قال مشرعون أميركيون، اليوم (الأربعاء)، إن ستيفن براير، القاضي الليبرالي في المحكمة العليا الأميركية، سيتقاعد عند انتهاء فترة ولايته الحالية في شهر يونيو (حزيران)، ما سيعطي الرئيس جو بايدن فرصة تعيين خليفة للقاضي يمكنه أن يستمر في المنصب لعقود.
ويتيح تقاعد براير، البالغ من العمر 83 عاماً، الذي يعمل في المحكمة منذ 1994، لبايدن أول فرصة لتشكيل أعلى محكمة في البلاد التي أظهر أغلبية قضاتها المحافظين، بنسبة ستة إلى ثلاثة قضاة، إصراراً متزايداً في عدة قضايا، بينها الإجهاض والحق في حمل السلاح. وتمكن سلف بايدن، الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، من تعيين ثلاثة قضاة خلال السنوات الأربع التي قضاها في المنصب.
ويملك الديمقراطيون، الذين ينتمي لهم بايدن، أغلبية ضئيلة للغاية في مجلس الشيوخ الأميركي الذي يمنحه دستور الولايات المتحدة حق التصديق على تعيين المرشحين للمحكمة العليا. وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، إن مرشح بايدن لخلافة براير ستُعقد له «جلسة استماع عاجلة» وسينظر المجلس في الأمر ويؤكده «بأقصى سرعة ممكنة».
ولدى الديمقراطيين سببهم للإسراع. فالجمهوريون يسعون لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات الكونغرس التي ستُجرى يوم الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني). وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بوضوح، أنه سيعرقل أي ترشيحات لبايدن للمحكمة إذا استعاد حزبه الأغلبية.
ويهدف الديمقراطيون إلى التصديق على مرشح بايدن في إطار زمني مشابه لعملية شهر واحد التي استخدمها ماكونيل والجمهوريون عام 2020 للتصديق على تعيين ترمب الثالث، إيمي كوني باريت، حسب مصدر مطلع على الأمر.
ولن يغير من يعينه بايدن التوازن الآيديولوجي للمحكمة، لكنه سيمكنه من تجديد جناحها الليبرالي بقاضٍ أصغر سناً في منصب يبقى فيه مدى الحياة. وكان بايدن تعهد أثناء حملته الرئاسية عام 2020 بتعيين امرأة سوداء لشغل أي مكان شاغر بالمحكمة العليا، وهو ما سيكون سابقة تاريخية. وقال البيت الأبيض إن بايدن ملتزم بتعهده بترشيح امرأة سوداء للمحكمة العليا.
وكان الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق، بيل كلينتون، قد عين براير أكبر أعضاء المحكمة العليا سناً بالمحكمة. وأصدر براير أحكاماً مهمة تؤيد حقوق الإجهاض والحصول على الرعاية الصحية، كما ساعدت أحكامه في تعزيز حقوق المثليين، وتساءل بشأن دستورية عقوبة الإعدام. وغالباً ما يجد نفسه معارضاً في محكمة تميل أكثر نحو اليمين.
والقاضي المحافظ كلارنس توماس، وهو أحد قاضيين اثنين من أصل أفريقي في المحكمة العليا، هو صاحب أطول فترة خدمة بين القضاة الحاليين في المحكمة العليا التي انضم إليها عام 1991.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».