«نساء مؤثرات» في «كاوست» تعلن الفائزين بـ«تحدي المرونة»

إنجي جابر مؤسسة منصة «نساء مؤثرات» (كاوست)
إنجي جابر مؤسسة منصة «نساء مؤثرات» (كاوست)
TT
20

«نساء مؤثرات» في «كاوست» تعلن الفائزين بـ«تحدي المرونة»

إنجي جابر مؤسسة منصة «نساء مؤثرات» (كاوست)
إنجي جابر مؤسسة منصة «نساء مؤثرات» (كاوست)

أعلنت منصة «نساء مؤثرات (WTI)» في «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)» عن الفائزين في مسابقة مبادرة «تحدي المرونة» للمبتكرين والمبتكرات، والتي تهدف إلى طرح حلول قائمة على التقنية تساهم في دعم مرونة النظم البيئية المحلية.
وتعدّ المسابقة جزءاً من فعاليات «برنامج الإثراء الشتوي السنوي (ويب) 2022» في «كاوست»، الذي كان موضوعه «المرونة». وقامت اللجنة التوجيهية في «نساء مؤثرات»، بقيادة مؤسسة المنصة إنجي جابر، بتقييم أكثر من 300 مشاركة من فرق مختلفة من جميع أنحاء العالم، في محاور رئيسية عدة، هي: البيئة، والصحة، والتحول الرقمي، والاتصال، والأمن السيبراني، والغذاء، والمياه، والطاقة.
واستندت معايير التحكيم إلى الابتكارات العملية القائمة على التقنية والموجهة لمعالجة المشكلات الملحة ودعم المرونة في مجالات حيوية، مثل تغير المناخ، والكوارث والأوبئة، وانعدام الأمن الغذائي، والتدهور البيئي. ووقع اختيار اللجنة على أفضل 5 مشاركات، وجرت دعوة الفرق المرشحة لتقديم عروضها في «برنامج الإثراء الشتوي (ويب)»، وستحصل على مكافآت مالية قدرها 10000 و7000 و5000 دولار أميركي بحسب ترتيب المراكز الثلاثة الفائزة.
وحصل على المركز الأول فريق «AI - AMRS»؛ «حلول معالجة الميكروبات المقاومة للمضادات باعتماد تقنية الذكاء الصناعي»، بقيادة فاطمة أويسال سيلوغلو وعمر أيدين. وجاء الابتكار في «مجال الصحة»، حيث يواجه العالم اليوم وباءً مقاوماً لمضادات الميكروبات (AMR). وتشير التقديرات إلى أن الميكروبات المقاومة للمضادات ستهدد حياة 10 ملايين شخص بحلول عام 2050. ولمعالجة هذه المشكلة العالمية، اقترح الفريق تكامل استخدام جهاز الاستشعار الطيفي بتقنية «رامان (SERS)» مع تقنية تعليم الآلة.
المركز الثاني: فريق «SandX and BiocharX»؛ «تقنية تعزيز الزراعة والتشجير في الأراضي القاحلة»، بقيادة أدير غالو جونيور، وهيمانشو ميشرا، وبراشانث هاريهاران، وبتول البار. ويأتي الابتكار في «مجال البيئة»، حيث «تُكبد زراعة النباتات في الشرق الأوسط خسائر مالية هائلة نتيجة تبخر مياه الري، فضلاً عن عدم قابلية التربة الرملية للاحتفاظ بالمواد المغذية والمياه. واستجابة لذلك، ابتكر الفريق رمل (SandX) الذي يعمل غطاءً يحد من تبخر المياه في التربة الزراعية، بينما يقوم ابتكار (BiocharX) على تحسين خصوبة التربة مع تسهيل عزل الكربون أيضاً».
المركز الثالث: فريق «takeAbreath»؛ «خفض التوتر والقلق لدى الأشخاص بواسطة تمارين مسلية للتنفس باستخدام أقنعة ذكية». ويضم: آنا ماريا بابا، وصوفيا دياس، وساهيكا إينال، وليونتيوس حادجيلونتيادس، حيث يأتي الابتكار في «مجال الصحة»، وهو «من قناع وجه بسيط إلى أقنعة مختبرات ذكية يمكنها مراقبة التوتر والقلق باستمرار، باعتماد تقنية التحليل العميق للبيانات، حيث يستطيع مرتدي القناع التعرف على درجة التوتر لديه، ثم يقوم القناع باقتراح تمارين تنفس مسلية على الهاتف الذكي لخفض التوتر».
وفضلاً عن الجوائز، ستتلقى الفرق الفائزة الإرشاد والتدريبات اللازمة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وخبراء ريادة الأعمال في قسم ابتكارات «كاوست» لمساعدتهم على تنفيذ ابتكاراتهم وتوسيع نطاقها وتعلم أسس تقديم العروض الناجحة للمستثمرين المحتملين.
وجاء ضمن المراكز الخمسة الأولى المترشحة للجائزة فريق: «NEODRYAD»؛ «طائرة من دون طيار ذاتية لتوزيع ونشر البذور»، لقائدته: لمى العثمان. وفريق «رصد تلوث البيئة من خلال تقنية التصوير البصري الذكي»، لقائدته: ني تشان.
يذكر أن منصة «نساء مؤثرات» في «كاوست» تأسست لدعم وتشجيع النساء في السعودية على متابعة تعليمهن والانخراط في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.



بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
TT
20

بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)

يأتي شهر رمضان كل عام ليجدد في نفوس المسلمين معاني العطاء، والامتنان، والتقدير للنعم. غير أن مظاهر الإسراف والهدر الغذائي، التي تتفاقم في هذا الشهر الفضيل، تطرح تساؤلات جدية حول كيفية تحقيق توازن بين الوفرة والاعتدال. وفي محاولة لمعالجة هذه القضية، يقيم بينالي الفنون الإسلامية ورشة عمل بعنوان «رمضان بلا إسراف: تقدير النعم والحد من الهدر»، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي، وتقديم حلول عملية لمواجهة هذه الظاهرة.

سبعة مبادئ لتحقيق الوفرة

الورشة التي تستند إلى نهج الشيف النباتية والناشطة في الاستدامة عُلا كيال، تستعرض المبادئ السبعة للاستدامة المستوحاة من تعاليم الإسلام، والتي تشدد على تقدير النعم وعدم الإسراف. فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان قدوة في الاعتدال والاقتصاد، يدلل على ذلك قوله: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا». هذه المبادئ تؤكد أن الاستدامة ليست مجرد مفهوم حديث، بل هي جزء من الموروث الإسلامي، الذي يحث على الحفاظ على الموارد والاعتدال في الاستهلاك.

من هذا المنطلق ترى كيال أن كل شخص لديه القدرة على إحداث تأثير إيجابي، وأن كل لقمة طعام تمثل نعمة تستحق التقدير. مضيفةً: «تقدير النعم يبدأ من وعينا بكيفية استخدام الطعام والاستفادة من كل جزء منه، حتى لا نهدر مواردنا ونكون ممن يسرفون في النعمة».

من الوفرة إلى الإسراف

تشير الإحصائيات المحلية إلى أن نسبة كبيرة من الأطعمة تُهدر خلال شهر رمضان، إذ تزداد المناسبات والتجمعات الاجتماعية. ومن بين ذلك الخبز، والأرز، والفواكه، والحلويات. وتكشف الأرقام عن تحولات ملحوظة في أنماط الاستهلاك، إذ أصبح الإسراف عادةً مألوفة، على الرغم من الدعوات المتكررة للترشيد. وألقت كيال الضوء على هذا التغير بالقول: «للأسف، اعتدنا ثقافة الأكل السريع وغير الصحي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة. فالاستدامة تبدأ من المطبخ، من خلال تقليل الكميات وتقدير كل عنصر غذائي نستهلكه».

وخلال الورشة، تم تقديم عرض عملي حول كيفية إعادة استخدام أكثر الأطعمة المهدرة شيوعاً بطرق مبتكرة، مثل الخبز الجاف وتحويله إلى فتوش وبودينغ خبز، كذلك الأرز المتبقي الذي تم إعداد كرات الأرز المقلية منه وإضافته إلى الحساء، وأيضاً الفواكه الناضجة التي تم تحويلها إلى عصائر طبيعية ومربى، وأخيراً الاستفادة مما تبقى من الخضراوات لتحضير الشوربات والسلطات.

الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)

كما تضمنت الورشة نصائح عملية حول كيفية تبريد الطعام بسرعة وتخزينه بشكل آمن لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء. حيث تؤكد الناشطة أهمية التعامل مع بقايا الطعام بوعي ومسؤولية، بالقول: «النقطة الأساسية هي تقليل الكميات من البداية، وإذا تبقى طعام، فيجب تبريده وتخزينه فوراً وإعادة تسخينه جيداً عند استخدامه لاحقاً».

وتم التأكيد خلال الورشة أن الحد من هدر الطعام ليس فقط مسؤولية فردية بل مجتمعية أيضاً. فبالإضافة إلى الاستخدام الشخصي للطعام المتبقي، يمكن التواصل مع شركات حفظ النعمة، التي تقوم بجمع بقايا الطعام بعد المناسبات وإعادة توزيعها على المحتاجين. كما يمكن تقديم بقايا الطعام في المطاعم لعمال النظافة، بوصفها خطوة عملية لتقليل الهدر.

الصحة تبدأ من المطبخ

وتشدد علا كيال على أن الصحة النفسية والجسدية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجودة الطعام الذي نتناوله. فالأطعمة المكررة مثل السكر الأبيض، والدقيق الأبيض، إضافةً إلى الأطعمة المصنعة، تعد من الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض المزمنة مثل السكري، والضغط، والكوليسترول. كما أن نقص بعض العناصر المعدنية مثل المغنيسيوم، الناجم عن الزراعة غير المستدامة، يؤثر سلباً على الصحة النفسية ويسبب الشعور بالتعب والاكتئاب.

مضيفةً أن «الصحة تأتي من الطعام المتكامل غير المكرر وغير المهدرج، ونحن في (نباتي) نحرص على إعداد كل شيء من الصفر، من دون أي مواد حافظة أو مكونات صناعية، لضمان تقديم طعام صحي 100 في المائة».

«نباتي» لتحقيق الاستدامة والوعي الغذائي

شغف علا كيال بالطهي بدأ منذ الطفولة، حيث كانت تُعِد الحلويات لعائلتها وتبيعها لصديقاتها وهي لا تزال مراهقة. رغم حبها المبكر للطهي، درست إدارة الأعمال في سويسرا قبل أن تحقق حلمها بالانضمام إلى أكاديمية فنون الطهي في سويسرا. وهناك، تلقَّت تدريباً مكثفاً في مطاعم عالمية حاصلة على نجوم ميشلان.

خلال دراستها، أطلقت فكرة مشروع «نباتي»، حيث ابتكرت وصفة آيس كريم نباتي خالٍ من السكر المكرر والمكونات الحيوانية. وفي عام 2019، أسست مشروعها في ميامي، قبل أن تعود إلى السعودية بعد 15 عاماً لتسهم في تعزيز ثقافة الطعام الصحي والمستدام.

يشار إلى أن ورشة رمضان بلا إسراف أكثر من مجرد ورشة عمل، بل هي رسالة ودعوة لإعادة التفكير في عاداتنا الاستهلاكية، وتقدير النعم، والعمل على تحقيق استدامة حقيقية تبدأ من المطبخ وتمتد لتشمل المجتمع بأسره.